وكالة: واشنطن تشترط قيادة أي تعاون عسكري مع روسيا في سوريا
صرحت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن واشنطن لا تزال مترددة بشأن التعاون العسكري مع روسيا في سوريا، وتتمنى أن تكون غرفة القيادة والتوجيه تحت إشرافها في حالة التوصل إلى مثل هذا التعاون.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الإيطالية “آكي” “أمريكا تريد قيادة العمليات، لضمان عدم استهداف سلاح الجو الروسي لفصائل المعارضة الأخرى، كما تريد أن تراقب عن قرب وبدقة كل التحركات العسكرية المرافقة لهذه الحملة العسكرية لنفس السبب، ولا تريد لروسيا أن تستغل التعاون الجزئي هذا لتحقيق أي خطوات داعمة للنظام السوري”.
ونقلت “آكي” عن المصادر ذاتها دون ذكر اسمها، أن إمكانية اتفاق الروس والأمريكيين على تعاون عسكري محصورة بإضعاف “جبهة النصرة” في سورية، وهدفها تفتيت هذه الجبهة ودفع المنتمين إليها من السوريين إلى مغادرتها والانضمام لفصائل عسكرية تعتبرها الولايات المتحدة موثوقة.
ووفق المصادر، فإن التعاون العسكري المرتقب بين الدولتين “لن يهدف لتدمير الجبهة لصعوبة ذلك، وللخسائر الكبيرة التي ستلحق بالسوريين المشاركين بهذه الجبهة رغماً عنهم، وعليه سيسعى التعاون لإضعاف وتفتيت هذه الجبهة وإقناع المنتمين إليها لمغادرتها، مقابل تشجيعهم للانضمام لكتائب مسلّحة معتدلة تثق بها الولايات المتحدة”.
وأضافت المصادر لـ”آكي”: “يقدر الأمريكيون والروس أن نحو 70% من منتسبي جبهة النصرة يمكن أن ينفكوا عنها بحال اقتنعوا أنها ستكون هدفاً مباشراً لسلاح طيران البلدين، وحين وجود بديل عن الجبهة يقدّم لهم السلاح والذخيرة والمشروع الثوري العسكري ـ السياسي المناسب”، وفق توضيحها.
وتعتبر “جبهة النصرة” وفق القرارات الأممية تنظيما إرهابيا، وغير مقبول في أي مفاوضات سياسية أو عسكرية بين الحكومة السورية والمعارضة.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” كشفت، عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترحت على روسيا شراكة عسكرية جديدة في سوريا. وأوضحت أن الحديث يدور عن تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في مكافحة المتطرفين مقابل وقف القوات الحكومية السورية قصف التشكيلات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة.
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن مشروع الاتفاق المحتمل سلم إلى الجانب الروسي يوم الاثنين الماضي “بعد عدة أسابيع من المفاوضات والنقاشات الداخلية في الإدارة”. وذكرت الصحيفة أن مضمون الاتفاق يتمثل في وعد واشنطن بتوحيد الجهود مع القوات الجوية والفضائية الروسية لتبادل المعطيات حول الأهداف وتنسيق حملة موسعة لقصف “جبهة النصرة”.