من ثمار الأشجار وبذورها.. حليّ واكسسسوارات مبتكرة تحمل روح الطبيعة
الطبيعة وعاء الجمال الأول، ويكمن في كل تفصيل فيها جمال من نوع خاص، يمتلك البعض موهبة في ملاحظتها أو تحويلها من شكل إلى آخر، لا يقل جمالاً، وهي ميزة أنثوية في غالب الأحيان.
إحدى السيدات من الساحل السوري، لم تكتفِ باغتراف حلاوة النباتات وثمار الأشجار، وهي تستلقي في أحضان الجبال في دعة واطمئنان، بل أرادت مشاركة أحاسيسها مع الآخرين، فخطر لها تحويلها إلى نوع من الاكسسوارات أو الزينة والحليّ النسائية، معتمدة على عناصر الطبيعة بشكل كلي، وما تمنحه من طاقة إيجابية لمقتنيها.
وتروي السيدة “نجلا سلمان” لتلفزيون الخبر كيف بدأت، فتقول ” منذ أكثر من عشر سنوات، اتبعت دورة بسيطة عن صنع الاكسسوارات، واكتشفت أن لدي ميلا لهذا العمل، فعملت على تطوير نفسي، وأتاح لي وجود “سوق الضيعة” في مدينة اللاذقية، فرصة لعرض ما أصنعه “.
وتتابع السيدة ” سوق الضيعة يهتم بكل ماهو طبيعي، مثل أنواع الغذاء الطبيعي، وأردت أن تكون مساهمتي أيضاً من الطبيعة، فاتجهت إلى البذور والثمار والنباتات، وبطبعي أحب التجول في الطبيعة فبدأت ألاحظ ما يمكن الاستفادة منه في فكرتي من نباتات طبيعية”.
من بذورالجكرندا والصنوبر والحوز والزيتون وحبات الحنطة، إلى جانب بذور الحلبة والخرنوب وغيرها، تصنع السيدة نجلا أطواقاً وأساور بعد أن وجدت طريقة خاصة لثقبها واستخدامها.
وشرحت السيدة أنها تقوم بالبداية وباستخدام مادة خاصة لـ”معالجة البذرة”، وتتذكر كيف كانت في صغرها ترى امرأة من نساء القرية ترتدي طوقاً مصنوعاً من بذور الحلبة وتلفه على رقبتها، وهو ناعم وله رائحة .
التراث والطبيعة والجمال، ثلاثة عناصر جذابة تمزج السيدة بينهم في عملها المميز، وتعكس نظرتها الهادئة تحليها بالصبر المطلوب للتعامل مع البذور وتطويعها لتصبح حلية غريبة وجاذبة للطاقة بحسب قولها.
وتصف السيدة رحلة البذور من الطبيعة إلى أيدي وآذان الفتيات، حيث تبدأ بعد جمعها بتقشيرها ومعالجتها وثقبها وتشكيلها، ومن ثم تنشيفها ووضع مواد حافظة وملمعة للحفاظ على رونق الإكسسوار.
ورغم تعرضها لضياع كامل عملها في إحدى المرات، عندما نسيت حقيبة مليئة بالاكسسوارات الطبيعية التي تطلبت أشهرا من الجهد والتعب، تتابع السيدة الخمسينية عملها وتسعى إلى تطويره.
وتقول نجلا بأن “زبائنها هم من محبي الطبيعة، وأشكال الاكسسوارات التي تصنعها قد لا تعجب الجميع، لكن لها محبوها خاصة ان المواد الطبيعية تعطي طاقة إيجابية، وكل زبائن سوق الضيعة يبحثون عن الطبيعة من أجل طاقتها”.
وتعقب السيدة بأن سوق الاكسسوارات اليدوية أو كل ما يعرف بـ “Handmade” كان يلقى رواجاً كبيراً خاصة بوجود حركة سياحية كبيرة قبل سنوات الحرب، في حين لا يأخذ العمل حقه في الأسعار حالياً، بالمقارنة مع ما يحتاجه من جهد ومتابعة.
وتستخدم السيدة مواد متعددة في عملها، مثل الصدف والأحجار الكريمة، مستفيدة مما تجود به الطبيعة من عناصر متنوعة.
وسوق الضيعة في اللاذقية هو لقاء أسبوعي تقيمه جمعية “سوق الضيعة” كل سبت في حديقة البطرني، من الساعة 9 صباحاً وحتى 3 ظهراً، وتعرض فيه المنتجات المحلية والأغذية الصحية من قبل المنتجين أنفسهم، مع قيامهم بالإجابة عن كل الاستفسارات المتعلقة بطريقة الإعداد والمكونات المعتمدة على الطبيعة بشكل كامل.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر