ملابس بحر خشبية و واقي شمس بلاستيكي ..اختراعات عديمة الفائدة عرفتها البشرية
تأتي شهرة وانتشار الأشياء إما من ميزات خارقة تتمتع بها، أو على العكس أحياناً تسبب غرابتها وعدم جدواها إدخالها في بند أشياء مضحكة أو مثيرة للسخرية فتنال شهرة من نوع آخر.
ويسجل التاريخ مرور اختراعات وصفت بالسخيفة وعديمة الجدوى، لم تنتشر ولم تلق رواجاً، منها ملابس بحر خشبية ظهرت في أواخر عشرينات القرن العشرين، مخصصة للنساء وشبيهة بالبراميل الخشبية، تم صنعها من قشرة راتينجية رقيقة.
وكانت هذه القشرة الخشبية تستخدم عادة طبقةً نهائية زخرفية على الأثاث، وذلك من أجل أن تجعل السباحة أسهل؛ فالأخشاب تطفو على الماء.
لكن هذه الفكرة لم تدم طويلًا؛ خاصة أنها لم تكن عملية على الإطلاق، لا في أثناء السباحة في الماء، ولا عند الجلوس على الشاطئ، وجاء في الوصف الترويجي لها أنها “عملية كالأزياء، ومزدهرة بما يكفي لتشجيع السباح الخجول على الغطس”.
وفي أواخر القرن التاسع عشر اخترعت إحدى السيدات في أمريكا، بعد استماعها إلى رأي أحد الأطباء بوجوب تهوية الأطفال، قفصاً حديدياً، يعلق في النافذة خارج المنزل مثل مكيف الهواء، ويوضع الطفل بداخله.
حظيت هذه الأقفاص بشعبية كبيرة في أمريكا وأوروبا، وأظهر التصميم سقفًا مائلًا يمكن تغطيته لحماية الأطفال من المناخ القاسي، مثل المطر والثلوج.
بالإضافة إلى ذلك بطنت أقفاص الأطفال من الداخل بنسيج ناعم أو سلة لينام الطفل فيها، وكثيرًا ما كانت تضع الأمهات بعض الألعاب لإبقاء الأطفال مشغولين عن تعلقهم في الهواء من الأدوار العليا، ويُعتقد أن شعبية أقفاص الأطفال؛ انخفضت في وقت ما في خلال أواخر القرن العشرين، عندما بدأت التصورات المحيطة بسلامة الطفل تتغير.
في عام 1939 ظهر في مونتريال في كندا اختراع هو عبارة عن قمع بلاستيكي ترتديه المرأة، لحماية وجهها من الأمطار والعواصف الثلجية، ويحافظ على مكياج وجهها كاملًا؛ دون أن يفسده الغبار أو أي من العوامل المناخية الأخرى.
ولم يلق هذا الواقي رواجاً أبداً، ويحتفظ الأرشيف الوطني الهولندي بصورة له، كنوع من التراث الانساني.
دراجة عائلية مع ماكينة خياطة
وعرفت باسم «Goofybike»، دراجة عائلة لأربعة أشخاص، ومدمج بها ماكينة خياطة تعمل بواسطة القدم. وظهرت الدراجة لأول مرة في شوارع شيكاغو في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، واختفت سريعاً دون أن تنتشر كثيراً.
“كروملاوف” أو الفوهة المنحنية
هو اختراع ألماني طوره النازيون في الحرب العالمية الثانية، وهو عبارة عن بندقية هجومية، لها فوهة منحنية، وتتضمن البندقية جهاز منظار ورؤية، للتصوير حول الزوايا من وضع آمن.
وأنتجت بعدة نسخ؛ فهناك نسخة لجنود المشاة، ونسخة للجنود في الدبابات للدفاع ضد هجوم المشاة، واختلفت زوايا انحناء الفوهة؛ بداية من 30 ووصولًا إلى 90 درجة.
كانت فكرة بندقية “كروملاوف” السماح للجنود بإطلاق النار على أعدائهم دون تعريض أنفسهم للخطر أو الرد من الناحية الأخرى، لكن المشكلة أن البندقية لم تكن عملية على الإطلاق، وأوضحت الاختبارات العسكرية الأمريكية على البندقية بعد الحرب أن الرصاصة عادةً ما تنكسر إلى النصف خلال مرورها بالفوهة المنحنية، مما يجعلها عديمة الفائدة.
وكان هناك بنادق أخرى حفر فيها سلسلة من فتحات التهوية في القسم المستقيم الأول من البرميل، في محاولة لمنع انكسار الطلقة، ولتخفيف بعض الضغط عند دخول الرصاصة إلى القسم المنحني، لكن حتى هذا الحل لم يحولها إلى بندقية عملية.
حوض استحمام يسير في الطرقات فوق 3 إطارات
في عام 1960 قرر طلاب من كلية الهندسة، في جامعة بريطانية، تحويل حوض الاستحمام إلى شيء أكثر جدوى، تبرع أحدهم بحوض استحمام، بينما تبرع طالب آخر بالنموذج، وبدأوا العمل.
زودوا حوض الاستحمام بمحرك دراجة نارية، ووضعوا أنظمة فرامل، ثم عجلة قيادة، وثلاثة إطارات ومرآة، وكذلك عصا توجيه، لجعل الحوض مناسبًا للقيادة القانونية، ثم قاد أحد الطلاب هذه السيارة الغريبة في جميع أنحاء المدينة، واستخدموها في المقام الأول لشراء منتجات البقالة.
حاول المتسابق البريطاني جراهام هيل، والذي حاز بطولة العالم لسيارة «الفورملا 1» مرتين، تشجيع الفكرة، وجرب قيادة السيارة بالفعل، والتقطت له صور وهو في سيارة حوض الاستحمام عام 1961، ورغم شعبية جراهام هيل فإن الفكرة استمرت في الفشل، ولم تلق رواجًا يذكر.
قناع العزلة
كان “هوجو جيرنزباك” كاتبًا ، وكانت كتاباته ذائعة الصيت؛ إلى جانب ذلك كان يحب الاختراعات، والتي من ضمنها قناع العزلة.
كان قناع العزلة عبارة عن خوذة خشبية صلبة تغطي الرأس بالكامل، مانعة للضوضاء، ومحكمة الغلق، لدرجة أنها تتطلب خزان أكسجين خاصًا بها، وكشف عنها جيرنزباك عام 1925 في مجلة «Science and Invention».
وتضمنت صورة له وهو يرتديها، وكان الهدف منها أن ينعزل صاحبها عن العالم المحيط به، لا ضوضاء ولا إزعاج من أحد، ولم تلق رواجًا لأن أحدًا لم يرد أن يخاطر بالاختناق خلال لحظة انتهاء أنبوبة الأكسجين.