“برج الروس” في دمشق ..من أين جاءت التسمية ؟
ترتبط أسماء معظم المناطق في سوريا بقصة أو حكاية أو حدث، وبتعاقب السنوات وبفعل لهجة السكان، يتحور الاسم ويتغير لفظه فيضيع معناه الحقيقي أو الذي يشير إلى معناه أو حكايته.
ومن تلك المناطق “برج الروس” الذي يعرفه جميع سكان سوريا عموماً، ودمشق خصوصاً، هذه المنطقة الواقعة بين منطقتي القصاع وباب توما، والبناء العريق الذي يحمل الاسم ذاته، وما لايعلمه سوى قلة، أن خلف الاسم حكاية لا تحمل الجمال الذي تحمله المنطقة.
وتشير مصادر تاريخية ومواقع متعددة إلى أن تسمية “برج الروس” هي لفظ مخفف من برج “الرؤوس”، وتعود إلى حوالي عام 1400 م حين اجتاح المغول بقيادة “تيمورلنك” دمشق وعاث فيها خراباً وبأهلها قتلاً وتنكيلاً.
وتقول المصادر: “كان من عادة السفاح المشهور “تيمورلنك” عندما يجتاح المدن و يدمرها، أن يقيم في أحد مواضعها برجاً من رؤوس الضحايا المقطوعة، فتجعل الوجوه بارزة إلى الخارج ليراها من يمر بها فيلقى في قلبه الرعب من سطوة السفاح الرهيب كنوع من التأثير المعنوي”.
وعقب اجتياح المغول لدمشق وقيامهم بقتل عدد كبير من رجالها وسبي نسائها، وحرقها وتدميرها، أقام جنود تيمورلنك بالمحلة المذكورة، برجاً من الرؤوس المقطوعة، فسميت منذ ذاك ( برج الرؤوس ) و هذه التسمية حفظتها القرون على ألسنة العامة رغم أنهم نسوا قصتها، و خفف الاسم بالعامية الدمشقية إلى ( برج الروس).
وكان “تيمورلنك” بعد سيطرته على بغداد وإقامة قواعد عسكرية في الأناضول، بدأ بتوجيه تحذيرات للدولة المملوكية، فأرسل للسلطان برقوق رسالة قوية يطالبه فيها بالخضوع وإعلان تبعية مصر والشام، الأمر الذي رفضه السلطان، ووقف بوجه السفاح المغولي، لكنه توفي خلال فترة تواجد المغول على حدود مملكته، الأمر الذي أعطى تيمور الفرصة لاجتياح الشام.
الجدير بالذكر أن “لنك” لقب وتعني الأعرج، وحمله “تيمور” بسبب عجز وشلل في قدمه، لكنه عجزه هذا لم يمنعه من قيادة الجيوش، حيث عرف عنه جرأته وحبه للمغامرة.
تلفزيون الخبر