تلميذ يتعرض للضرب والإغماء في مدرسته بريف اللاذقية دون أن يسعفه أحد.. والتربية تعفي المديرة
تعرض التلميذ زين جورية (9) سنوات، للضرب إلى حد الإغماء أثناء وجوده في مدرسته الشهيد علي أحمد حلوم في قرية الشبطلية بريف اللاذقية، من دون أن يبادر أحد من إدارة المدرسة إلى إسعاف التلميذ الذي غاب عن الوعي لخمس دقائق وسط دماء كانت تغطي وجهه.
وقال والد التلميذ، مهيار جورية لتلفزيون الخبر إنه: “بتاريخ ٢ تشرين الأول وأثناء الاستراحة الثانية، تعرض ابني زين في الصف الرابع، للضرب من قبل طالب بالصف السادس أثناء الدوام الرسمي، وقد نزف الدم من عينه وأنفه وغاب عن الوعي”.
وأضاف جورية: “بعد صراخ الطلاب خرجت المعلمة من الداخل وسارعت إلى رش المياه الباردة على وجه ابني حتى استعاد وعيه بعد خمس دقائق”.
والأنكى، بحسب جورية، أن “إدارة المدرسة لم تبادر إلى إسعاف ابني إلى المستوصف أو الاتصال بي أو بزوجتي مع العلم أن أرقامنا موجودة عندهم، بل عمدت إلى إرساله للمنزل مع “آذن” المدرسة على الدراجة النارية”.
وتابع الأب “حيث قام “الآذن” بإنزال ابني على الطريق العام على بعد ٥٠٠ متر ليعود بمفرده إلى المنزل”.
وأكمل جورية: “من بعيد رأيت ابني يترنح ووجهه مليء بالدم وعندما شاهدني أركض باتجاهه، بدأ بالصراخ مستنجدا بي”.
وأوضح جورية أنه “قام بأخذ ابنه مباشرة إلى الطبيب الموجود في القرية، والذي طلب منه الإسراع بإسعافه إلى المشفى”.
وتابع جورية: “أسعفت ابني إلى مشفى تشرين الجامعي في مدينة اللاذقية وهناك أجريت له جميع الإسعافات الأولية بالإضافة إلى إجراء التحاليل والطبقي المحوري للتأكد من عدم وجود نزيف داخلي”.
وأكمل جورية: “بقي طبيب القرية ملازما ابني ليل الأربعاء للتأكد من عدم إصابته بأي مضاعفات”، مبينا أن “زين تماثل للشفاء وهو الآن بحالة صحية جيدة”.
وأردف جورية: “ما أثار استيائي الشديد هو تجاهل إدارة المدرسة للحادثة وكأنها لم تقع أثناء الدوام المدرسة، وعدم الاتصال للاطمئنان على صحة ابني”.
وحمّل جورية “إدارة المدرسة المسؤولية الكاملة عن ما جرى مع ابنه”، مطالبا “وزارة التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة والصارمة حتى لا تتكرر هذه الحادثة مع طلاب آخرين”.
وأضاف جورية: “من غير المعقول أن يرسل الأهل أبناءهم إلى المدرسة ويبقوا مشغولي البال يضربون أخماسا بأسداس عن ما يمكن أن يجري معهم في المدرسة وبأي حال سيعودون به إلى المنزل”.
بدوره، أكد مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل في تصريح لتلفزيون الخبر أنه “لم يعلم بما حدث في مدرسة الشبطلية إلا يوم السبت الماضي وعن طريق السيد المحافظ”.
وتابع أنه “على الفور سارع إلى استدعاء المعنيين بالأمر من الكادر التدريسي إلى مديرية التربية رغم أنه يوم عطلة”.
وأشار أبو خليل إلى أنه “لدى إرسال لجنة تحقيق و الاستماع إلى إدارة المدرسة والمعلمين المناوبين تبين انه وقع شجاراً بين تلميذين في الباحة، ما أدى إلى سقوط التلميذ زين على الأرض وتعرضه للإصابة”.
واستدرك أبو خليل: “مهما كانت وقائع الحادثة إلا أن ما جرى خطأ كبير ومن غير المسموح إطلاقا أن يتعرض أي تلميذ للأذى داخل المدرسة”.
وحول الإجراءات التي تم اتخاذها، بيّن أبو خليل أنه “تم إعفاء مديرة المدرسة لأنها لم تحسن التصرف ولم تقم بإعلام مديرية التربية بالحادثة”.
وأضاف أبو خليل: “كما تم توحيه عقوبة الإنذار بحق معاون المديرة وإعفائه من مهمته لعدم قيامه بواجب إعلام مديرة المدرسة، وعدم إسعاف التلميذ زين”.
وأوضح أبو خليل أنه “تم توجيه عقوبة الإنذار بحق المعلمات المناوبات في الباحة بسبب الإهمال وعدم الالتزام الجيد بالعمل”.
كما أكد أبو خليل أنه “فور علمه بالحادثة قام بإرسال الموجهة الاختصاصية المكلفة في المنطقة لزيارة أهل التلميذ زين والاطمئنان على صحته”.
وشدد أبو خليل على “ضرورة أن يعير الكادر التدريسي كل اهتمامهم لسلامة التلاميذ وعدم تعرضهم لأي أذى خلال وجودهم في المدرسة”.
يذكر أن ما جرى مع التلميذ زين ليست الحادثة الأولى، ففي آذار الماضي ارتطم وجه التلميذ أحمد أسامة زيتون ، في مدرسة الفيض المحدثة بمدينة جبلة، بماسورة الحديد في المقعد الدراسي ما أدى لدخولها في فمه وإصابته بتمزق الحلق وتفتت بالعظم واللثة.
وكانت حمّلت عائلة التلميذ أحمد إدارة المدرسة مسؤولية ما جرى واتهمتها بالإهمال وعدم قيامها بإسعاف الطفل الذي بقي ينزف لأكثر من ساعة دون أن يبادر أحد لإنقاذه.
صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية