“فيتو مزدوج” روسي صيني ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يحمي إرهابيي إدلب
استخدمت روسيا والصين يوم الخميس حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي كويتي في مجلس الأمن يهدف إلى حماية الإرهابيين في إدلب بحجة وقف الأعمال القتالية.
و أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن “بلاده صوتت ضد مشروع القرار لأنه يهدف إلى إنقاذ الإرهابيين في إدلب ويتجاهل مسألة مكافحة الإرهاب في سورية”.
وأشار إلى أن “مقدمي المشروع تجاهلوا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي التي تنص على عدم شمول التنظيمات الإرهابية بأي وقف لإطلاق النار”.
وقال نيبينزيا: “نستغرب كيف اختفت إنسانيتكم عندما دمر “التحالف الدولي” مدينة الرقة وعندما سويت هذه المدينة بالأرض مبينا أنه عند كل تقدم للجيش العربي السوري بمواجهة الإرهاب فإن هؤلاء الإرهابيين يصبحون ممثلين “للمعارضة السورية”.
وأعرب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري عقب التصويت على مشروع القرار عن “شكر سورية للدول التي صوتت ضده وتلك التي صوتت بالامتناع حفاظاً على مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وقال الجعفري إن “دولا غربية دائمة العضوية في مجلس الأمن تتلطى خلف ما يسمى “حملة القلم” في صياغة مسودة قرار منحاز حول “وقف الأعمال القتالية” في إدلب بهدف إنقاذ الإرهابيين فيها بينما تتجاهل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها”.
ولا يزال ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة وأدواته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات غير الشرعية العميلة له وكذلك عندما يتعلق الأمر بالوجود الأجنبي غير الشرعي الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي على الأراضي السورية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي شجعها صمت مجلس الأمن والحصانة التي توفرها بعض الدول دائمة العضوية لممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية على مدى عقود من عمر هذه المنظمة الدولية.
وأشار الجعفري إلى أنه “على غرار القرارات السابقة التي اعتمدها مجلس الأمن فإن مشروع القرار الذي تم طرحه ينص في فقرته التمهيدية الثانية على أن مجلس الأمن يؤكد من جديد التزامه القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية”.
وتابع “غير أن ممارسات “حملة القلم” أثبتت الفجوة الهائلة بين المبدأ والتطبيق لنص هذه الفقرة من خلال انتهاكهم سيادة الجمهورية العربية السورية وهو ما لا يمكن القبول به”.
وتساءل الجعفري: “كيف يمكن لـ “حاملي القلم” الاضطلاع بمهامهم وقيادة هذا التحرك الذي يفترض أن دوافعه إنسانية في الوقت الذي عملوا فيه على الدعوة لعقد هذه الجلسة وتقديم مشروع القرار دون التشاور والتنسيق الحقيقي مع وفد الجمهورية العربية السورية المعني الأول والأخير”.
وأضاف “وكيف يتجاهلون أن الدولة السورية كانت وافقت على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب بدءا من الثلاثين من آب الماضي مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين وذلك بما ينسجم مع اتفاق أستانا الخاص بإنشاء مناطق خفض التصعيد واتفاق سوتشي”.
واستغرب الجعفري “تجاهل “حاملي القلم” في مشروع قرارهم الإشارة إلى عدم استثناء المجموعات الإرهابية من “وقف الأعمال القتالية” مبينا أن اتفاق أستانا الخاص بإنشاء مناطق خفض التصعيد لا يشمل المجموعات المسلحة التي صنفها مجلس الأمن على أنها كيانات إرهابية”.
وتساءل الجعفري: “كيف يمكن لـ “حاملي القلم” ادعاء الحرص الإنساني في حين يتجاهل مشروع القرار خطورة إعلان الولايات المتحدة وتركيا عن اتفاق حول إنشاء ما تسمى “منطقة آمنة” فوق الأراضي السورية والشروع في تسييرهما دوريات مشتركة”.
يذكر أن اتفاق استانا نص على جملة تعهدات من بينها إلزام المجموعات المسلحة الموقعة على اتفاق أستانا بالعمل على فك ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية ولا سيما “داعش” و”جبهة النصرة” والمجموعات الأخرى المرتبطة بهما.
كما أكد اتفاقا أستانا وسوتشي حق الحكومة السورية وحلفائها في مواجهة التنظيمات الإرهابية بغض النظر عن تسمياتها.
تلفزيون الخبر