ماهي “ليبرا” أحدث العملات “الفيسبوكية” المشفرة ؟ وهل ندفع للسمّان والبقال عبر تطبيقاتها؟
بعد أن طال التطور التكنولوجي جميع مسارات الحياة، وصلت أذرعه إلى عالم الأسواق المالية من أوسع أبوابه، فأطلقت خلال السنوات الأخيرة عدة عملات رقمية مشفرة أبرزها “البيتكوين” التي وصلت قيمتها إلى 12 ألف دولار، ليبدأ الحديث مؤخراً عن الاستعداد لطرح عملة افتراضية جديدة بحلول عام 2020 تدعى “ليبرا”.
وأعلن “فيسبوك” في حزيران الماضي عن نيته إطلاق عملة رقمية مشفرة لا مركزية تدعى “ليبرا”، بهدف تحديث النظام المالي العالمي وتغيير الطريقة التي تتحول فيها الأموال، رغبةً منه بأن يصبح تحويل النقود بسهولة إرسال واستقبال الصور على تطبيقاته “ماسنجر” أو “واتساب” وغيرها.
و”ليبرا” هي عملة رقمية جديدة يمكن استبدالها بالعملة المحلية أو أي عملة أخرى، فضلاً عن إجراء جميع المعاملات المالية عن طريق محفظة إلكترونية بمثابة صراف آلي تسمى “كاليبرا”، بأي وقت لتحويل الأموال وشراء الاحتياجات من ملابس وأدوات وحتى طلب سيارات الأجره، وكله دون رسوم إضافية ومع الحفاظ على سرية هوية العميل.
وتعني كلمة “ليبرا” وحدة قياس استخدمت في الإمبراطوية الرومانية، واستخدمت مرة واحدة لصك العملة فيها، وتدل على العظمة اللامتناهية زمانياً ومكانياً.
واعتقد البعض أن “فيسبوك” هي المسؤولة الوحيدة عن العملة الجديدة، إلا أن “ليبرا” هي عملة مشتركة مع 27 شركة عالمية ساهمت بإنشاء “مؤسسة ليبرا” “غير الربحية” واستثمرت فيها كل واحدة منها 10 مليون دولار، ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا “قلب النظام المالي العالمي”.
وتضم الشركات التي انضمت إلى “فيسبوك” وتبنت العملة الجديدة أبرز شركات المدفوعات مثل: “فيزا” و”باي بال”، والتكنولوجيا مثل: “أي باي” و”سبوتيفاي”، والاتصالات مثل: “إيلياد” و”فودافون”، علماً أن المؤسسة تستهدف انضمام 100 شركة قبل إطلاق العملة بهدف توسيع نطاقها وجعلها أكثر أماناً.
وتتمتع “ليبرا” بغطاء نقدي، وهي سلة من العملات ولديها سندات مالية الأمر الذي يقلل من أصول مخاطراتها المالية.
وتبنى “ليبرا” على تكنولوجيا “البلوك تشين” والتي تقوم بتسجيل جميع معاملاتها على الشبكة.
وتمتاز “ليبرا” بسهولة الاستخدام من خلال محفظة “كاليبرا”، وهي بمثابة تطبيق مثل : “مسنجر” و”واتساب”.
وتتمتع العملة الرقمية الجديدة بالخصوصية والمحافظة على سرية هوية العميل، حيث يبقى مجهولاً وغير ظاهر لعامة المستخدمين.
ويميز “ليبرا” عن بقية العملات المشفرة الأخرى أن قيمتها ستكون مستقرة لأنها مصممة للتبادل، تُحدد مقابل سلة عملات رئيسية من أجل ضمان أكبر قدر من استقرارها، ويرجح أنها ستكون مساوية للدولار الأمريكي لكن دون كسور.
ولم تطلقها “فيسبوك” بمفردها لأنها كانت على دراية بأن المؤسسات والمنظمات لن يثقوا بعملة مشفرة تديرها شركة تواجه اتهامات بموضوع انتهاكات الخصوصية، فضلاً عن إدراك مؤسس “فيسبوك”، “مارك زوكمبيرغ”، أنه بحاجة لتحالف عدة شركات ضخمة لإنجاح العملة الجديدة.
وتستهدف “ليبرا” الوصول إلى الوصول لـ1.7 مليار شخص حول العالم ليس لديهم حسابات مصرفية وجعلهم يستخدمونها بسهولة، من أجل منافسة شركات التمويل المالية والبنوك.
ولن تقتصر خدمات محفظة العملة الجديدة على إرسال وإستقبال الأموال، وإنما تستهدف تقديم خدمات مالية، أهمها : القروض والاستثمار بمعدل فائدة بسيطة.
وبعد الإعلان عن نية طرح “ليبرا” خلال العام القادم، عبرت عدة جهات ومؤسسات عن ضرورة مواجهتها معتبرين أنها “أخطر أشكال الجاسوسية في العالم”.
في وقت رحب بها البعض الآخر معتبرينها “أكثر أمانا” كونها مستقرة بعكس العملات الرقمية الأخرى التي غدت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في عالم المال الجديد.
تلفزيون الخبر