دراسة: الصيصان يتواصلون فيما بينهم داخل بيوضهم
وذكرت المجلة في تقرير لها أن “الباحثين وجدوا بعد تجارب أجريت على صيصان طيور نورس البحر المتوسط لم تفقس من البيض، تبين أن هناك أصوات تحذيرية تصدرها طيور النورس البالغة عادة لتحذير أقرانها من أعدائها”.
ووصفت خبيرتان البحث بأنه “دراسة من شأنها تغيير النظرة الحالية لأجنة الطيور”، وكان الخبراء يعتبرون الصيصان منعزلين وساكنين، إلا أنه تبيّن أن هذه الأجنة أفراد فاعلة تدري جيدًا ما يحدث في الوسط الذي تعيش فيه، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكان يعرف قبل الدراسة أن أجنة الطيور، تدرك، قبل الفقس من البيض، بعض الإثارات المحفزة من الخارج، مثل النداءات، إضافة إلى أنها تصدر هي الأخرى نداءات، حيث تستطيع الصيصان في بيضها، من خلال هذه النداءات، تنسيق وقت الفقس في ما بينها.
ودرس الباحثون سربًا من طيور نورس البحر المتوسط، في جزيرة سالفورا، قبالة سواحل جاليسيا، في إسبانيا، حيث اعتادت طيور النورس البالغة في هذه المستعمرات إصدار أصوات تحذيرية عند رؤية متسللين، مثل طيور الفيزون، ما يجعل الصيصان تلزم السكون وتكفّ عن الحركة.
ورصدوا خلال هذه الدراسة ردود فعل الصيصان التي لم تفقس، على مثل هذه الصيحات، وقاموا في سبيل ذلك بتجارب في المختبر على مجموعة بيض الطيور، من ثلاث بيضات لكل منها.
وتابعت الدراسة أنه “عرضوا اثنين من الأجنة الثلاثة أكثر من مرة يوميًا، ولفترة قصيرة، لأصوات صيحات تحذيرية مميزة ومعروفة، خارج عش البيض، قبل أن يعيدوا البيضتين إلى جانب البيضة الثالثة في العش، مع وضع البيضات الثلاث بعضها إلى جانب بعض مباشرة”.
وتعمد الباحثون عدم تعريض إحدى مجموعات البيض، لمثل هذه الأصوات، لاختبار الفارق بين رد فعل هذه المجموعة وبقية المجموعات التي تعرّضت للأصوات.
الجدير بالذكر أن مجتمع الصيصان الذكوري تحديداً يتعرض للقتل بالملايين سنوياً، نظراً لعدم فائدته بالتفريخ، وسط مطالب منظمات عالمية بإيقاف عملية القتل التي وصفتها “بالوحشية”.
ويشيع قتل الصيصان سواء أكانت ذكوراً أو إناثاً أثناء بيعها بعد صبغها بألوان زاهية للأطفال، في ظل طرق نقل ومعاملة سيئة، لا يتجاوز فيها عمر الصوص أياماً معدودة.