“فندق الريف السوري”.. ذكرى من الزمن الجميل في اللاذقية
في إحدى حارات حي “الشيخ ضاهر” العتيقة في اللاذقية، حيث البيوت العربية تلتصق ببعضها البعض، لتعيد إلى الذاكرة شيئاً من حميمية الماضي، يقع فندق “الريف السوري” الذي يزيد عمره عن 100 عام.
ويقول العم أبو أصف لتلفزيون الخبر “استثمرت هذا الفندق من العام 1958، بـ ثلاثة آلاف ليرة بالسنة، ومنذ ذلك الوقت لم أغادره قط، ولم أغيّر فيه ولا حتى حجرة صغيرة، فبقي كما هوي، وبقي صوت فيروز يرتفع فيه كل صباح معلناً عن إشراقة يوم جديد.”
وعن ذكرياته في فندق الريف يشرح العم أبو أصف “لا تسعفني ذاكرتي بالكثير، إلا أنني أتذكر أن ضابطا تركيا أقام فيه في عشرينيات القرن الماضي بـ “فرنك واحد” باليوم”.
وكان هذا الفندق مقصداً للضباط المصريين أيام الوحدة بين سوريا ومصر، كما استقبل زوار من اليمن والجزائر وتركيا ومختلف الدول العربية، ويضيف أبو أصف محاولاً استرجاع ذكرياته “جاء التلفزيون مرة، ومثلوا في هذا الفندق مسلسل سوري وبقوا ثلاثة أيام”.
ومازال الفندق بأسرّته ذاتها، مقاعده الخشبية، جدرانه المرتفعة، ومصباح الكاز على كل طاولة، غرفه الأربعة ذاتها، أما نوافذه فمازالت خشبية زرقاء اللون لم يتم إعادة طلائها أبداً.
وخلال العشر سنوات الماضية تراجع عدد زوار الفندق، ولم يعد يتجاوز عددهم اثنين في الشهر، إلا أن العم أبو أصف مازال يقطن فيه، يستيقظ صباحاً يفتح مذياعه القديم، يحتسي قهوته في صالة الفندق مستمتعاً بصوت فيروز، محاولاً مراجعة ما بقي له من ذكريات.
سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية