الذكرى ال 70 لإعدام أنطون سعاده
يصادف في الثامن من تموز، استشهاد زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنطون سعاده، رمياً بالرصاص، على يد السلطات اللبنانية بعد أن سلمه حسني الزعيم اليها وبالاتفاق مع السلطات والاستخبارات الفرنسية .
ووُلد أنطون سعادة في 1 آذار عام 1904 في بلدة الشوير اللبنانية الواقعة في جبل لبنان، لأبوين هما الدكتور والمفكر خليل سعاده ونايفة نصير.
وهاجر سعاده عام 1919 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فعمل خلال تواجده فيها بمحطة قطارات، وانتقل بعدها الى البرازيل، وخلال هذه الفترة بدأ ببذل الجهود والتعلم بشكل ذاتي فأتقن ثلاث لغاتٍ جديدة هي البرتغالية والألمانية والروسية بالإضافة الى الانكليزية والفرنسية .
وانصب اهتمامه بعد ذلك على قراءة الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والسياسة، وشارك والده بعد ذلك في إصدار جريدة الجريدة ومجلة المجلة .
وعاد أنطون سعاده من البرازيل إلى لبنان عام 1930، وبقي في ضهر الشوير مسقط رأسه فترةً قصيرة، انتقل بعدها إلى دمشق مركز النشاط السياسي المعارض للانتداب الفرنسي، لدراسة إمكانيات العمل السياسي فيها.
ثم عاد الى لبنان ليؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد وضع أسس عقيدته ومبادئه، وبقي الحزب سريًا بسبب التشديدات الأمنية والسياسية، التي وضعها الانتداب الفرنسي على سوريا الشمالية (سورية ولبنان)، لينكشف أمره عام 1935 .
وأعتُقل سعاده والعديد من أعضاء الحزب الآخرين، بتهمة إنشاء جماعات سرية والإخلال بالأمن العام والإضرار بتشكيل الدولة، وحُوكم نتيجةً لذلك بالسجن لمدة ستة أشهر من قبل الانتداب الفرنسي والحكومة اللبنانية آنذاك.
وألّف سعاده خلال وجوده بالسجن، كتاب نشوء الأمم، وهو كتاب علمي يبحث في آلية نشوء الأمم وطبيع السكان وتحكم الجغرافية فيها، وبحث في علم السلالات، ووضع قواعد نشوء الأمم التي هي الأرض والانسان والتقاعل والزمن .
وزار سعاده بعد تأسيس الحزب، عدة مناطق من سوريا الطبيعية، ونشر فيها العقيدة السورية القومية الاجتماعية، وخاصة في أواسط المثقفين والطلبة في تلك الفترة، لينتشر الحزب بين مئات الألاف من السوريين .
تعرف أنطون سعادة إلى جولييت المير في الأرجنتين عام 1939 ، ونشأت بينها وبين أنطون سعاده علاقة حب قوية تكللت بالزواج عام 1941، وأنجبا ثلاث بنات هم : صفية – أليسار – راغدة .
أفكار زعيم الحزب لم تنل إعجاب الانتداب الفرنسي الذي اعتقله عدة مرات، الى أن سلمه حسني الزعيم بصفقة مع حكومة الانتداب في 7 تموز عام 1949، ليتم إعدامه بعد أقل من 24 ساعة يوم 8 تموز، في محاكمة صورية، كانت وصمة عار على جبهة القضاء اللبناني .
تقدم حينها أحد الضباط، ليعصب عينيه فقال له “لماذا تعصب عيني؟ هي لحظة تطلقون فيها النار فأموت، وقد قلت لك أنا لا أخاف الموت”.
ثم طلب منه أن يركع على ركبتيه فأجاب “أنا لا أخاف الرصاص أفليس من سبيل الى الإستغناء عن هذه المسائل ؟” . فأجابه الضابط “إنه القانون”، فقال سعاده حينها “انا احترم القانون” .
لتنطلق بعد تقييد سعاده بخشبة الإعدام، في الرابعة صباحاً 11 رصاصة، استقرت في صدر الزعيم أنطون سعاده، قطعت أولها أخر جملة نطقها “لتحيا سوريا” .
يذكر أن أنطون سعاده مُنِع من رؤية زوجته وأطفاله يوم إعدامه، أو من رؤية أي شخص من أصدقائه أو قادة الحزب، وقابل فقط الخوري الذي عرفه وشهد على عملية الإعدام .
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر