موجوعين

نصفهم من النساء..59 حالة انتحار تُسجّل في سوريا منذ بداية العام

سجلت سوريا منذ بداية العام الحالي 59 حالة انتحار على مستوى البلاد، في إحصائية لم تشمل، محافظات دير الزور والرقة وإدلب والحسكة، من بينهم 27 امرأة و11 قاصراً أحدهم عمره 10 سنوات، وفق ما صرح به المدير العام لهيئة الطب الشرعي في سوريا زاهر حجو لتلفزيون الخبر .

وأضاف الدكتور زاهر حجو أنّ” الشنق كان الطريقة الأكثر استخداماً من قبل المنتحرين، حيث بلغ عدد المنتحرين شنقاً 20 حالة، ومن ثم التسمم 15 حالة، تلتها حالات إطلاق النار 13 حالة، ومن ثم الرمي من شاهق 9 حالات”.

وأشار حجو إلى أنّ “20 حالة انتحار سجلت في ريف دمشق، تلتها محافظة حمص ب9 حالات، وفي حلب وطرطوس 8 حالات، وفي السويداء وحماه 5 حالات، و في اللاذقية ودرعا 4 حالات، وفي دمشق 2 فقط، على حين القنيطرة للسنة الثالثة على التوالي لم تسجل أي حالة”.

ومن اللافت في تلك الحالات، بحسب حجو، أنّ ” النساء استخدموا بعملية انتحارهم، أساليب لم تكن تستخدم قبل الحرب، مثل الشنق وإطلاق النار، حيث كانت تستخدم الطرق الاقل دموية، مثل السموم، الأمر الذي يدل على التغيرات النفسية التي حلت بالأشخاص نتيجة الحرب”.

ونوه حجو إلى أنه “من بين المنتحرين 11 شخصاً قاصراً، الأمر الذي يعتبر مؤشراً غير جيد ومخيف، كونه العدد يتزايد بشكل ملحوظ”.

وحول الأسباب التي تؤدي إلى انتحار المراهقين، كما حددها حجو، هي “تخلي الحبيبة عن المراهق، أو وفاة شخص من الأسرة، وتعرض المراهق إلى التنمر، أو طلاق الأبوين، إضافة إلى سوء الأداء في الامتحانات”.

ولفت حجو إلى أن ” التدهور في النشاط المدرسي وكثرة الشكاوى والأعراض الجسدية وعدم الاهتمام بالمديح، إضافة إلى التخلي عن الممتلكات المفضلة، هي أحد أسباب الانتحار أيضاً”.

وعن الأعراض النفسية التي تظهر عند المراهقين قبل انتحارهم، أوضح حجو أنها ” تكون عن طريق ذكر بعد العبارات مثل (سوف أنتحر، وأنا لن أسبب لكم مشاكل بعد اليوم، ولم يعد هناك شيء مهم)”، مشيراً إلى أنه ” هناك تغير في الشخصية وتقلب مفاجئ في المزاج لدى المنتحر، إضافة إلى الميل نحو العزلة والوحدة والعنف والعدوانية والتمرد”.

ونوه حجو إلى “ضرورة معالجة القلق عند المراهق وعدم تشجيعه على العزلة وتشجيعه على ممارسة النشاط المدني وغيرها من الأمور التي تساعد في مسألة العلاج”.

وبالنسبة للفئات العمرية الأكبر، بيّن حجو أن “أسباب الانتحار تكون نتيجة، الضغوطات النفسية، وضغوطات العمل والاوضاع المادية السيئة”، لافتاً إلى أنّ “النسبة لا تعتبر مخيفة، مثل المراهقين”.

وبالنسبة للمسنين يكون الانتحار، بحسب حجو، نتيجة “الشعور بالوحدة والعزلة”، ونوه حجو إلى أنه “في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون يوجد فيها حالات انتحار أكثر من هذه الإحصائيات 10 أضعاف”.

ويعاني المجتمع السوري، من غياب ثقافة زيارة الطبيب النفسي، حيث يعتبرها معظم الأشخاص أمراً “معيباً”، بالرغم من الأهمية التي تقدمها الزيارة في معالجة الحالات النفسية التي قد تؤدي إلى الانتحار.

يذكر أنّ الارقام الصادرة في الاحصائيات الرسمية تختلف على أرض الواقع، حيث أن العديد من العائلات تلجأ إلى التستر على حالات انتحار من يخصهم، خوفاً من نظرة المجتمع المحيط بهم، وما يحكمه من عادات وتقاليد.

منار محرز – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى