ضيف ثقيل على السوريين .. “قلق الامتحان” ما هي أعراضه وطرق التخلص منه ؟
يكاد لا يخلو منزل أو عائلة في سوريا من وجود ابن أو قريب يتقدم إلى امتحانات شهادة التعليم الأساسي أوالثانوية العامة، حيث اعتاد السوريون على التحضير بكل الإمكانات المتاحة لهذا الامتحان الذي يعتبر مرحلة مفصلية في حياة الطالب السوري.
ومع اقتراب الموعد، تزداد حالات “قلق ماقبل الامتحان” لدى الطلاب ما يؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الدراسي، ويضيّع في بعض الأحيان تعبهم لعام كامل.
المرشدة النفسية أمل عبد السلام، أوضحت لتلفزيون الخبر أن “قلق الاختبار هو حالة نفسية انفعالية (طبيعية وليست مرضية)، تحدث قبل وأثناء الامتحانات، مصحوبة بأعراض جسدية ونفسية، من توتر وسرعة انفعال وانشغال عقلي بأفكار سلبية، ما يقلل أحياناً من التركيز المطلوب للمذاكرة والاستعداد للامتحان، ويعطي نتائج سلبية”.
وعن تجنب الوصول إلى حالة القلق الشديد، أشارت عبد السلام إلى أن “القلق الطبيعي يرفع مستوى التركيز والأداء، لكن إذا زاد مستوى القلق أكثر، أعطى نتائج عكسية وسلبية، مع الإشارة إلى أن هذا القلق يبدأ من فترة الانقطاع، ويتصاعد مع اقتراب الامتحان”.
وعن أعراض قلق الامتحان، بيّنت المرشدة أنه “يمكن معرفة أن الطالب يشعر بقلق الامتحان عندما يكون أداؤه في الامتحان منخفضاً عن أدائه في مواقف أخرى غير الامتحان”.
وأوضحت عبد السلام أنه “إذا كان أداء الطالب مرتفعاً أثناء دراسته للمادة في الأيام السابقة للامتحان، وانخفض أداؤه في الامتحان نتيجة ارتباكه ونسيانه للمادة التي درسها، فالأغلب أنه يعاني من قلق الامتحان”.
أما بالنسبة للأعراض النفسية، ذكرت المرشدة أن أهمها “التوتر والخوف والشعور بالضيق، وطغيان الأفكار السلبية بالفشل وعدم النجاح، إلى جانب سرعة الاستثارة والغضب، وقلة التركيز الناجم عن الأفكار السلبية المتسارعة، ما يؤثر على الذاكرة استقبالاً وتسجيلاً واستعادة”.
وأردفت عبد السلام أن “هناك من يشتكي أيضاً من حالة جمود في العقل (كما يصفها الطالب)، إضافة إلى فقدان الشهية للأكل واضطراب النوم”.
وترافق هذه الأعراض، أخرى جسدية لخصتها المرشدة بـ “تسارع في نبضات القلب، وجفاف الحلق وسرعة التنفس وزيادة التعرق وارتعاش الأطراف وبرودتها، يصاحبها في أحيان كثيرة آلام في البطن، وغثيان (خاصة لدى الفتيات)، وكثرة التبول وأحياناً الإسهال”.
وذكرت المرشدة أن “بعض مصادر قلق الامتحان تأتي عندما تكون دراسة الطالب غير كافية أو غير فعّالة، ما يثير لديه الشعور بالذنب وبأن الامتحان موقف يتحدى إمكانياته وقدراته، وهو غير قادر على اجتيازه أو مواجهته”.
وأضافت المرشدة “من ذلك أيضاً الأفكار والتصورات الخاطئة عن الامتحان، وما يترتب عليه من نتائج، إضافة إلى تنبؤ الطالب المسبق بمستوى تقييمه من قبل الآخرين، والذي قد يكون تقديرهم السلبي له وتوقع الفشل والرسوب”.
وتابعت المرشدة “ومن أهم مصادر القلق، تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسرة، وفق أساليب التنشئة التقليدية خاصة التي تستخدم العقاب، مما يؤدي إلى خوف الطالب المضاعف من النتائج السلبية”.
كما أشارت المرشدة إلى أن “الطلاب أصحاب الشخصيات الضعيفة والقلقة أساساً، يزيد حدوث قلق الامتحان لديهم، كموقف الخوف من رد فعل الأهل وخيبة أملهم والعقاب أيضاً، والقلق من نوعية الأسئلة وصعوبتها”.
وبينت أيضاً أن “القلق يحدث نتيجة التعلم من الآخرين، فالطالب يكتسب سلوك قلق الامتحان، تقليداً ومحاكاة لنموذج القلقين من الطلاب، خاصة المؤثرين منهم، يضاف إلى ذلك وجود حالة منافسة مع أحد الزملاء والرغبة القوية بالتفوق عليه”.
أما عن كيفية التغلب على قلق الامتحان، قالت المرشدة لتلفزيون الخبر: “تبدأ محاولة تجنب القلق، منذ فترة الانقطاع، حيث يساعد الغذاء الصحي المتوازن وممارسة الرياضة على تجنب القلق”.
وتابعت المرشدة “إلى جانب اتباع طرق جيدة في الدراسة، وزيادة التفكير الإيجابي والثقة بالنفس في تجاوز درجة كبيرة من القلق، وينصح بطلب المساعدة من الأهل والمعلمين والمرشدين”.
وأشارت المرشدة إلى أن “أهم طرق الدراسة الجيدة تبدأ بتصفح الكتاب ككل، العناوين الرئيسية والفرعية، والرسومات التوضيحية والخرائط، ثم الانتقال إلى القراءة لفهم الأفكار عامة كل جزء على حدى، والانتباه إلى أهمية النطق بصوت مسموع لما نقرأ، لترسيخ المعلومات في الذاكرة”.
وأكملت “على الطالب مراجعة كل فصل ينتهي من قراءته، واختبر النفس شفهياً وكتابياً، والربط بين مواضيع المادة في شكل خريطة دراسية، تضمن تجمّع المعلومات مما يساعد على تخفيف ضغط الاستذكار قبل الامتحان”.
وطلبت المرشدة من الطالب أن “يتوقف عن التفكير في الأمور التي تؤثر عليه سلبياً، مثل التفكير بالرسوب والخوف الذي سيصيبه أثناء الامتحان”.
ونصحت المرشدة الطالب بـ “مخاطبة النفس ايجابياً مع نفسه وتشجيع نفسه مثل عبارات “أعرف أنه بإمكاني النجاح”، و ” اعتقد بأنني سأتذكر ما قرأته”، مع الانتباه إلى عدم وضع توقعات أعلى من إمكانياته الحقيقية”.
وأوضحت عبد السلام أنه “بالنسبة لما قبل الامتحان يجب تجنب شرب المثيرات، لأنها تزيد الإجهاد، وتجنب الأكل قبل الامتحان بساعتين على الأقل، ويفضل تناول وجبة خفيفة، لأنه لدى تناول وجبة كاملة يندفع الدم من الدماغ إلى الجهاز الهضمي، وهذا يبطئ المقدرة على استرجاع المعلومات”.
يذكر أن امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في سوريا تبدأ في9 حزيران، وتستمر مدة 15 يوماً، وينقطع الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة قبل حوالي الشهر من بدء الامتحان، وذلك للتحضير له بشكل أفضل، من خلال التفرغ لمراجعة ما تم دراسته خلال العام.
تلفزيون الخبر