هل تعلم أن “عبد المعين عبد المجيد” لازال يقدم برنامج عن “التلفزيون والناس” ؟
عبر تلفزيون آخر ومع أشخاص لم يعد يعنيهم كثيراً الظهور على شاشة ما، ربما لكثرة الكاميرات التي يقفون أمامها كل يوم، يعود المذيع عبد المعين عبد المجيد، ليحاول نقل برنامج “التلفزيون والناس”، الذي صنعه التلفزيون السوري، وتابعه الملايين على امتداد أجيال، ولكن هذه المرة من أرض غير سورية.
فهذه المرة، أصبح “اللاجئ” عبد المعين عبد المجيد، يدور بمايكروفون وكاميرا تلاحقه، في شوارع اسطنبول، باحثاً عن السوريين”الكثر” هناك، سائلاً عن أحوالهم وهمومهم لتأتيه أجوبة مختلفة وتستقبله أوجه غير متحمسة، فلا التلفزيون هو نفسه ولا السوريين هم أنفسهم ولا همومهم وأعمالهم وحياتهم اليومية، التي كانت محور البرنامج وأساسه، هي نفسها.
ولأن التلفزيون أصبح شاشة متواضعة أمام العالم الافتراضي، اختار عبد المجيد أن يبث برنامجه الذي يحمل عنوان “وين ما كنتوا تكونوا”، بمضمون “التلفزيون والناس” نفسه، هذه المرة لحساب الموقع المعارض “عنب بلدي”، الذي ينشط من تركيا.
ورغم أن عبد المجيد شارك في تقديم عدد كبير من البرامج يبقى “التلفزيون والناس” أشهرها، حيث بدأ عرضه عام 1988 على شاشة التلفزيون السوري الأرضية، وكان الناس ينتظرونه مساء كل يوم جمعة عند الساعة السادسة، ليتابعوا المذيع صاحب النظارات.
يدور مع كاميرته في المدن والقرى السورية ويلتقي الناس من شتى الانتماءات فيسألهم أسئلة بسيطة، عن مهنة أو عادة لديهم، وكان التلفزيون متربعاً عرش الوسائل الإعلامية، فيستطيع صاحب الحظ الذي يلتقيه عبد المجيد ويظهر على الشاشة أن يتباهي بذلك لسنوات طويلة.
وذكر عبد المجيد في لقاء مع وكالة “DW” ” كنت متردداً كثيراً حول العودة للظهور الإعلامي بهذا العمر، ومنذ أن أتيت إلى اسطنبول قررت العمل بالفن التشكيلي وأن أبدأ ورشة للمهن اليدوية”.
لكن عبد المعين عبد المجيد لم يعد عبر قناة سورية أو عربية، بل عاد من بوابة العالم الافتراضي، ويبث عبر “اليوتيوب” و”الفيسبوك” فقط، وتم تغيير اسم البرنامج لأسباب تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، و”ليتناسب مع الحالة الجديدة التي فرضها الواقع على السوريين”، حسب تعبير عبد المجيد.
واعترف المذيع السوري أنه “يشعر المرء بأنه مراقب بشكلٍ دائم، وهذا شيء خفت منه لأنه لا يتناسب مع عمري وتاريخي”.
وتابع “أعاني من الأمور المهنية والمادية، لأن الموضوع جديد بالنسبة للمنتجين هنا، كما أننا نحتاج لتصاريح في كل مكان نصور فيه وهذا يعرقل العمل قليلاً”.
وأضاف “كما أن هناك أشخاص لا يرغبون بالحديث مع الكاميرا، والبعض يقول أشياء لا يجب أن تقال أمام الكاميرا وعلى الصعيد الفني أعاني من صعوبات، هنا أغلب من يعمل في التصوير أو المونتاج ليس محترفاً بشكل كامل”.
وتابع “في مثل هذه البرامج يتطلب الأمر مصور سريع البديهة حاضر دائماً، أيضاً خلال عملية المونتاج، بخلاف ما كان عليه الوضع في سوريا، حيث كنت أتعامل مع أشخاص محترفين”.
“طلعت الكاميرا زيارة… وراحت من حارة لحارة..” أغنية لا تفارق ذاكرة السوريين من جيل الثمانينيات، الشارة الغنائية التي لم تنتقل مع البرنامج، رافقت عبد المعين عبد المجيد مع بداية تجربته من تركيا لصالح راديو شبّاك، غطى فيها بعض النشاطات التي يقوم بها السوريون في تركيا.
برامج خدمية وكوميدية وبرامج منوعات، إعداداً وتقديماً، بالإضافة إلى برامج دورية مثل “رمضان والناس”، في كل عام، و”الناس والعيد” وغيرها الكثير من البرامج التي تعرفها أجيال من السوريين.
إلى جانب المشاركة في تأسيس عدد من المراكز الإذاعية والتلفزيونية في عدد من المحافظات السورية، كانت حصيلة عبد المعين عبد المجيد من العمل الإعلامي في سوريا.
يذكر أن برنامج “التلفزيون والناس” استمر بالعرض 24 عاماً، قبل أن يستقيل مقدّمه عام 2012، ويرحل إلى تركيا عام 2015، ليصبح “فناناً تشكيلياً” بعد أن تجاوز الستين من عمره.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر