على خلاف علاج المرض.. كيف تعالج آلام مرضى السرطان؟
يعرف مرض السرطان باختلاف أنواعه على أنه ازدياد معدل نمو وتكاثر خلايا الجسم، وانتشارها بحيث لا يتخلص الجسم من الخلايا التي يجب أن تموت.
وبالرغم من الإصابات المختلفة لمرض السرطان، يشعر مريض واحد من بين كل ثلاثة مرضى بالألم الجسدي، لا سيما في مراحل المرض المتأخرة.
ويبين الدكتور حيدر مسعود أخصائي علاج الآلام الحادة والمزمنة، لتلفزيون الخبر، أن “الأسباب الشائعة لآلام السرطان، منها ما يكون ألم النقائل العظمية، والكسور المرضية الناجمة عنه في الأضلاع، الحوض، العمود الفقري تكون أولى الإصابات العظمية، ويتم التشخيص بالتصوير الشعاعي والطبقي المحوري”.
ويشرح د.مسعود أن “مريض السرطان يشعر بالألم الحشوي، أي داخل الأعضاء الحشوية، حيث أن الأورام تسبب الألم عبر “الغزو، انسداد، الانتفاخ، انضغاط الأعضاء، وتمتاز سرطانات البنكرياس والرحم بشكل خاص بهجمات الألم الحاد في البطن وأعضاء الحوض”.
ويلفت الدكتور مسعود إلى أن “الألم العصبي عند مرضى السرطانات لا يكون بسبب السرطان بحد ذاته، وإنما في الواقع يكون بسبب تأثير جانبي للمعالجة الكيميائية والشعاعية”.
ويحصل الألم السرطاني العصبي “نتيجة لانضغاط الحبل الشوكي الناجم عن الورم، وينتج عن الورم “وذمة، التهاب، انضغاط ميكانيكي مع أذية مباشرة للحبل الشوكي، ويشكو المريض من ألم حاد مع عجز بالطرفين السفلين، يترافق مع تغيرات حسية أو ضعف مع اضرابات في المثانة والأمعاء وتعتبر حالة عصبية إسعافية “.
ويوضح الدكتور مسعود أسباب الآلام والأذيات بعد العمليات المجراة لمرضى السرطان، وهي “الجراحة على أورام الصدر تؤدي غالبا الى أذية الاعصاب الوربية، الالم الشديد موجود بنسبة 3 – 5 % في السنة الأولى بعد الجراحة”.
“كذلك الألم المرتبط بفعالية المريض اليومية، ويصف المرضى الألم “الكهرباء، الطاعن، يمكن إثارته بالفحص”.
ويشير د.مسعود إلى أن “أكثر من 50 % من النساء يعانون من ألم مزمن بعد المعالجة الجراحية لسرطان الثدي، كون الجراحة تؤدي إلى أذية الأعصاب الوربية التي تعصب القسم الخلفي من الذراع، الأبط، الجزء الامامي من جدار الصدر، حيث تصبح حركة الذراع تثير نوبات الألم”.
ويعالج ألم السرطان، بحسب د.مسعود من خلال “خطة يمكن أن تتضمن مزيج من مسكنات غير مورفينية، مورفينات، حقن، أشعة، جراحة”، وتتعلق الخطة العلاجية بشدة الألم وليس بمرحلة مرض السرطان التي يصل إليها المريض.
ويوضح د.مسعود أنه “بسبب كون المرضى لا يأخذون العلاج الكافي للألم كونهم على غير دراية بكيفية علاجها بشكل جزئي أو كامل في بعض الأحيان، لا يتمكن المريض من عيش حياة طبيعية حتى مع وجود المرض”.
ويشرح د.مسعود شعور الألم بأنه “بإحساس يتراوح من حس انزعاج بسيط حتى شديد من الممكن أن يعيق المريض عن الحركة وحتى مرحلة الصدمة الألمية، وهو الدافع الرئيسي لمراجعة الأطباء من كافة الاختصاصات”.
ويبين الطبيب أن “وجود الألم في عضو ما من الجسم يدل “على وجود اضطراب في وظيفة هذا العضو (اضطراب بدئي) أو ثانوي لاضطراب وظيفة عضو آخر”.
الجدير بالذكر أن الألم شعور شخصي يختلف من مريض إلى آخر ولا يوجد وسيلة أو اختبار أو تصوير يكشفه، والوسيلة الوحيدة لمعرفته هو شكاية المريض بالاستجواب والفحص الفيزيائي.
لين السعدي – تلفزيون الخبر