فرص عمل بِحُلّة “فيسبوكية” وراتب “فاخر” .. ولتفاصيلها “علّق بنقطة” أو عَ “الخاص”.. ماهي التفاصيل ؟
تنتشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مجموعات منها المغلقة ومنها المفتوحة تحت عناوين “فرص عمل في دمشق”، “فرص عمل في المنظمات”، “فرص عمل في فنادق ومطاعم” .. وهلم جر على هذا النحو وتلك الإغراءات.
وفي زمن التعلق “بالقشة” وقلة فرص العمل وصعوبة العثور عليها، بات كثير من السوريين من الشبان والشابات يلجأون إلى هذه المجموعات على مبدأ “نلاقي شي مفيد بهالفيسبوك” وفق ما قالت “إسراء” (30) عاماً خريجة جامعية لتلفزيون الخبر.
وتابعت الشابة التي “قضت وصدت”، على حد تعبيرها، في البحث عن فرصة عمل منذ تخرجها من الجامعة من قسم التربية، مناهج، قائلة: “كل محاولات البحث عن عمل كانت لا تعتمد على شهادتي، وأكثر ما صادفت من مهن هي مندوبة مبيعات في البداية”، مضيفة “أنا لا أقلل من شأن هذه المهنة لكني أريد أن أعمل بشهادتي”.
وفي قصتها مع “كروبات فرص العمل”، روت “إسراء” عن ذلك اليوم الذي صادفت فيه فرصة عمل في شركة “محترمة” كما عرفت الأخيرة عن نفسها، وما كان من الشابة إلا أن اتصلت بالرقم المرفق ليرد عليها رجل ويواعدها ليعرفها على مكان العمل ومهامها وفق ما سرد لها”.
وتابعت “إسراء” “اصطحبت والدي ولبست الزي الرسمي وكنت على موعد مع الرجل عند “وكالة سانا” وقدم لي وصفا عن لباسه لأعرفه، لكنه لم يكن يعلم أن والدي سيرافقني”، مردفة “وصلت على الموعد وعرفته من الوصف لكن المفاجأة كانت حين هرع الرجل عند رؤيته لوالدي بصحبتي”.
وماكان للاتصالات المتكررة التي همت عليها عند عودتها للاستفسار عما حدث مجيب، إلى أن فقدت الأمل وقطعت الاتصالات .. متسائلة: “ماغاية هذا الرجل عريض المنكبين؟!”.
“غادرت كافة هذه الكروبات ولم أعد أنقب فيها عن عمل”، ختمت الشابة.
وفي واقعة أخرى نشرت (…) فتاة على أحد هذه الكروبات، محذرة، ما مفاده “يابنات لا حدا يرد على فلان الفلاني علقت بنقطة لأعرف تفاصيل الشغل، صار يحكيني على الخاص كلام بيعبر عن أخلاقه الوقحة”، وفي غياهب هذه الكروبات وعلى هوامشها تنسِّق “أم ..” منشور “فيسبوكي” لاتبحث فيه عن فرصة عمل بل تبحث عن فتاة عشرينية للزواج، مع سرد للمواصفات المطلوبة” شقرة وعيون خضر”.
وفي زاوية أخرى من زوايا البحث عن فرص العمل، انتشرت مؤخرا “إيفينتات” التشغيل وفرص العمل التي تشارك فيها شركات ومؤسسات محلية وصناعية .. الخ، والتي تدعو إليها الشباب والشابات مع اصطحابهم “لسيفياتهم” لإرفاقها مع “براشور” باسم كل شركة تستقطب الشباب من الخريجين الجامعيين لإيجاد فرص عمل.
لكنها في الواقع، على حد تعبير “محمد”، طالب جامعي، لتلفزيون الخبر، “ركضونا وشجعونا وحفزونا وعبينا السيفي وجهزناه ورحنا وأعطيناهن اياه … وشرحولنا عن شركتهن ووزعولنا براشوراتهم الخاصة .. وهاد وج الضيف ما حدا اتصل فينا”، على حد تعبيره، متسائلاً عن “غايات هكذا مبادرات إذا لم تحقق الغاية التي يرتقبها من يشارك فيها.؟.”.
وعملت ظروف الحرب وتداعياتها على خفض فرص العمل في القطاعين الخاص أو العام، وفقد كثير من السوريين لمصادر رزقهم الخاصة وأعمالهم، وبالتالي قلت فرص العمل التي كان يلجأ إليها السوريون في بعض المهن.
وعادت قطاعات الدولة لترتفع لديها وتيرة الإعلان عن وظائف في الدولة، مؤخراً، في مختلف القطاعات، في المقابل تكون الأعداد قليلة، والشروط عسيرة، ومن المتقدمين من ينجح في المسابقات لكن تعيينهم يبقى معلقاً، وفق شكاوٍ وردت لتلفزيون الخبر.
يذكر أنه، بحسب إحصاءات عالمية، تزايدت نسب البطالة في سوريا خلال الأعوام الأخير بشكل كبير، لتصل إلى “53 % بعد أن كانت تتراوح بين 8.6 % قبل الحرب.
روان السيد – تلفزيون الخبر