في ذكرى وفاته .. هل عاش ناجي جبر حبيس شخصية “أبو عنتر” ؟
رحل الفنان السوري ناجي جبر يوم 30 آذار عام 2009، بعد مرض عضال، تاركاً شخصية “أبو عنتر”، كبصمة قوية مسجلة باسمه، فـ “أبو عنتر” هو رمز الرجولة والشهامة الدمشقية هو “القبضاي”، ونال عنها استحساناً من الجمهور، ورسخ في الذاكرة السورية والعربية.
شب ناجي جبر على عشق الفن، وكانت البداية من خلال المسرح المدرسي، وبعده المسرح القومي والعسكري، ثم انتقل إلى التلفزيون 1972 من خلال “أولاد بلدي”، و”حكايا الليل”، وعمل مع شقيقه محمود في المسرح، من خلال “سراديب الضايعين”، و”ترفيع استثنائي”.
وشارك ناجي جبر مع دريد لحام في مسلسلات “صح النوم ، و”حمام الهنا ، و”مقالب غوار”، و”وين الغلط”، و”وادي المسك”، وفيلم “غرام في إسطنبول”، وأسس لنفسه مسرحاً متميزاً أحبه الجمهور فيه، وشهدت مسرحيته ليل أنس” عرضا مستمرا دام ستة أعوام، وعرضت “إعلانات” لأكثر من عامين.
وقدم خلال مشواره أكثر من خمسين مسلسلاً، منها: “يوميات أبوعنتر”، و”رمضان كريم”، و”أيام شامية”، و”حامض حلو”، و”الخوالي”، و”أبو المفهومية”، و”الرهان”، و”أولاد بلدي”، و”وادي المسك”، و “آه يا زمن”.
كما شارك ناجي جبر في ثلاثين فيلماً سينمائياً، منها: “أبوعنتر بوند”، و”هاوي مشاكل”، و”ثعالب المدينة”، و”شباب حارة العناتر”، و”السكين”، و”أموت مرتين”، و”أحبك”، و”صعود المطر”، إلى جانب مسرحيات عدة.
وفي الوقت الذي جذبت فيه شخصية “أبوعنتر” التي جسدها زمناً طويلاً غالبية الجمهور ، ورغم نجاحاتها إلا أنها بدت في فترة من الزمن حملاً ثقيلاً على صاحبها، فتلك الشخصية حجزت كل إمكانات ناجي جبر بها، ولم يتمكن من أن يخرج منها ويجسد شخصيات أخرى بعيداً عن شخصية “القبضاي”.
ففي تسعينيات القرن الماضي بدأ جبر يلتمس تراجع نجومية “ابو عنتر”، فانتقل من أبو عنتر صاحب المشاكل، لتصبح الشخصية المدافعة عن حقوق الآخرين، فاقتربت الشخصية من الناس أكثر، خصوصاً عندما قدمها في مسلسل “يوميات أبو عنتر” التي شكلت العودة الرسمية لشخصية “أبو عنتر” بفكره الجديد، لكنه بقي ضمن سياج “أبو عنتر”.
إلى أن اتخذ قراره بهجرة شخصية “ابو عنتر” بشكل نهائي، وعدم العودة اليها، لكن المخرجين والمنتجين اعادوه اليها من حيث لا يدري حيث شارك بالعديد من الأعمال وظهر فيها بشخصية “القبضاي” لكن تحت مسميات أخرى بعيدة عن أبو عنتر، كشخصيته في مسلسل الخوالي.
ورغم مايراه بعض النقاد من اقتصار نجومية جبر على أدوار “العنتريات” و”القبضاي” لايمكن إغفال ما شكله الفنان الراحل مع رعيل الدراما السورية الأول من أثر ضمن بدايات الدراما والفن السوري، وهو الذي يدرج أي محرك للبحث صورته مع رفاقه في “صح النوم” ضمن أي تقصي لبدايات التلفزيون السوري.
تلفزيون الخبر