في اليوم العالمي للسعادة .. السوريون يسبحون في نصف الكأس الممتلئ
يحتفل العالم بتاريخ 20 آذار من كل عام، باليوم العالمي للسعادة، حيث طرح فكرة هذا اليوم الفيلسوف والمستشار الخاص للأمم المتحدة، جايمي ليان، لإلهام الناس جميعاً حول العالم للاحتفال بالسعادة، في يوم مخصص لها، وتعزيز حركة السعادة العالمية.
أما الشارع السوري فلا يهتم بهذا اليوم، ولا يعطيه أهمية كباقي دول العالم، لأن السعادة غالباً ما ترافقه، خلال محطات يومه الطويل والمتعب، عدة مرات.
ففي بداية يوم المواطن السوري، تقفز السعادة أمامه إلى موقف الباص و”السرافيس”، ليشعر بها مع حصوله على مقعد “جنب الشوفير”، وإمكانية إشعال سيجارة من النافذة، ووصوله الى المكان الذي يقصده على الموعد.
وترافق السعادة المواطن السوري، في عدة أماكن، ففي السوق تلوح له من داخل “فلينة” البندورة أو الخيار، لتريه أن السعر هنا أرخص ب 25 ليرة للكيلو، أو أن هذا المحل يحوي على عروض، عند شراء علبة منظفات ومعها علبة أخرى صغيرة.
وتتمسك السعادة بالسوري لأيام، عند حصوله على جرة غاز، بعد أيام من الانتظار، كما وتأبى السعادة مفارقته عند بقاء التيار الكهربائي دون انقطاع لساعة إضافية.
وتحيط السعادة بالسوري، من مختلف الجهات، فهي موجودة عند السمان، الذي لم يطالب بديونه مع اقتراب أول الشهر، أو في اليوم المشمس الذي لا يضطر فيه لإشعال “الصوبيا” وتوفير لتيرين مازوت.
في نصف الكأس الممتلئ تقبع سعادة السوريين، فهم سعيدون بوجود نصف ممتلئ على الأقل، لم يفقدوه بعد، فإرادة الحياة لديهم ما زالت تفرض نفسها.
وبالرغم من أن سوريا احتلت إحدى المراكز الأخيرة عالمياً وقبل الأخيرة عربياً بمؤشر السعادة، بحسب تقارير أممية، لا يزال السوريون يتباهون بأن معدلات الانتحار لديهم أقل من الدول التي احتلت المراكز الأولى بالسعادة عالمياً.
وتشبه سعادة السوريين، قصيدة محمود درويش، “على هذه الأرض ما يستحق الحياة، تردد إبريل، رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجر، أمهات تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكريات”.
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر