أحد محنطي الحيوانات في سوريا يتحدث لتلفزيون الخبر عن المهنة
بدأت مهنة التحنيط بالظهور منذ أكثر من 5000 سنة، وتستمر إلى وقتنا الحاضر، بالرغم من قلة عدد العاملين فيها، وتستخدم هذه المهنة في ايامنا لتحنيط الحيوانات النادرة أو الأكثر جمالاً.
ويتحدث، اسماعيل عبد الكريم حمودي، الملقب أبو العبد، والمقيم في مدينة سلمية، لتلفزيون الخبر عن هذه المهنة، قائلاً “ورثت هذه المهنة عن أبي، الذي كان يعمل بها منذ عشرات السنيين، وتعلمتها وأحببتها جداً منذ 15 سنة” .
وقال اسماعيل “يوجد نوعان للتحنيط هو التحنيط الجاف، والذي أقوم باستخدامه كونه الأكثر مقاومة، وديمومة والتي تستمر لعشرات السنين” .
وأضاف “أما النوع الثاني فهو التحنيط الرطب، الذي هو أقل مقاومة وقدرة على حفظ القطعة المحنطة لفترة طويلة، ولكنه يستخدم غالباً للحيوانات صغيرة الحجم” .
وعن عملية التحنيط يشرح أبو العبد “بعد جلب جثة الحيوان، أقوم بتجويفها وتفريغها من الأحشاء، ومن ثم أرشها بمواد كيميائية من الأملاح والفورمول، للقضاء على أي خلية حية فيها، ومن ثم أحشوها بالقطن والأسلاك المعدنية وخياطتها” .
وتابع اسماعيل “فيأخذ الشكل الذي كان عليه الحيوان قبل اصطياده أو موته، وتستغرق هذه العملية ما يقارب الست ساعات، ومن ثم أثبته على قطع خشبية ليكون جاهز للعرض” .
أما عن الأسعار والتكلفة فيشير اسماعيل حمودي إلى أن ” السعر وسطياً 20 ألف ليرة للقطعة، ويقدر السعر حسب الوقت والجهد المبذول، وضخامة القطعة وكمية المواد المستخدمة لتحنيطها” .
ونوه أبو العبد إلى أن “أكثر الذين أحنط لهم حيواناتهم، هم من يملكون حيوانات جميلة المنظر أو غالية على قلوبهم، فيحتفظون بها بهذه الطريقة” .
يذكر أنه أغلب القطع المحنطة هي مصدر فخر ومباهاة بالنسبة لأصحابها، وخاصة إن كان حصل عليها عن طريق الصيد .
يشار إلى أن تحنيط الحيوانات شبيه إلى درجة كبيرة بتحنيط الفراعة عند المصريين، باختلاف بعض المواد والطريقة، والتي بقيت مصدر استغراب لفترات طويلة بالنسبة لعلماء التاريخ .
الجدير بالذكر أن مهنة التحنيط ارتبطت بالكهنة و كانت طقوسه تمارس قرب المعبد أو المدفن، وكان المكان الذي يتم التحنيط فيه يسمى “المكان المطهر” أو “خيمة الاله”، وكانت مهنة المحنطين مهنه مرموقة لدى الشعوب المصرية القديمة .
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر