“الرصيف لمين” في شوارع سوريا؟
“الرصيف لمين” في شوارع سوريا؟ من البديهي أن يكون الجواب “للمشاة” أي لمن لا يركب سيارة، وينتقل من مكان إلى آخر سيراً على الأقدام، غير أن الأرصفة في سوريا تحولت في كثير من الشوارع، لتصبح لكل شيء إلا المشاة.
“لصف السيارات”، أجابت ناديا، مضيفة “المضحك المبكي، في أحيان كثيرة لاأستطيع المشي على الرصيف بسبب كثرة السيارات المصفوفة، والتي لا تدع أي مجال لمرور حتى شخص واحد”.
وتابعت ناديا، التي تسكن في أحد حارات دمشق القديمة، “كثيراً ما أقف محتارة وسط الشارع، لا أعرف كيف أو من أين أمر، فالطريق للسيارات وكثير من السائقين لا يتوقف ليسمح لنا بالمرور، فالكل مستعجل في بلدنا”.
“للبسطات”، كان جواب نبيل، الذي أوضح “أسكن في منطقة كشكول، وهي منطقة عشوائية بكل شيء، من الأبنية التي تظهر فجأة وبشكل غير منتظم، إلى الشوارع الضيقة والتي يزيدها ضيقاً هذه البسطات التي تمتد وتمتد إلى ما لا نهاية”.
وفي نفس المنطقة، قالت رهام: “على الرصيف أمام مدخل البناء الذي أسكنه تنتشر هذه البسطات، وصدقي أحياناً، أضطر إلى المرور بين البضائع لأصل إلى المدخل”.
وتعد مشكلة البسطات والأكشاك المنتشرة بعشوائية على الأرصفة في المدن، مشكلة بالنسبة لسكان هذه المناطق، ولا تقتصر على تشويه المنظر العام، بل تتعداه إلى التضييق على المارة والسكان وإثارة الضجيج.
فيما يسكن زهير في حي مكتظ في مدينة دمشق، وقال بدوره: “الرصيف في حارتنا لمغسل السيارات، ومع أنه متسع إلا أن استخدام ثلاثة أرباعه من قبل المغسل الموجود على الزاوية يجعل من المستحيل المشي عليه، فلو وجدت مساحة، تكون معرضاً للمياه”.
“الرصيف لقعدات أصحاب المحال والأراكيل”، أجاب أحمد، مردفاً “هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة، خاصة في الصيف، فأصحاب المحلات والأكشاك يستبيحون الأرصفة المقابلة لمحلاتهم، يجتمعون لشرب الأركيلة ويعرقلون المارة”.
“للنفايات”، قالت ميساء، وهي سيدة ستينية، تسكن إحدى المناطق العشوائية، مبينة “يوجد حاوية أمام الرصيف، لكن يحلو للكثيرين رمي أكياس القمامة على الرصيف خلفها، ما يجعل من المستحيل المرور عليه، وأضطر إلى عبور الشارع إلى الجهة المقابلة كل مرة أريد فيها الوصول إلى بيتي”.
التعامل مع الأرصفة وكأنها “ملكية خاصة”، يعد ظاهرة منتشرة في مختلف المحافظات السورية، يعاني منها الكثير من السوريين، دون جهود واضحة لحلها بشكل دائم.
وكانت محافظة دمشق أعلنت منذ مدة عن قرار لمنع ركن السيارات على الأرصفة، وفرض غرامة 5000 ليرة على السيارات المخالفة، الأمر الذي رحب به الكثيرون، لتعود وتوضح أن القرار يشمل الشوارع الرئيسية فقط.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر