المدينة التي أهدت العالم أول أبجدية .. لماذا تسمى أحياء اللاذقية بأرقام وحروف ؟!
تُعتبر مدينة اللاذقية أحد أعرق المدن وأقدمها، فهي التي أخرجت للأبجدية 30 حرفاً أنتج خارطة معرفية جديدة للعالم، غير أن التطور العمراني الذي بدأته أبعدها عن إرثها التاريخي العريق، لاسيما فيما يتعلق بأسماء الأحياء فيها، فقد أصبحت مجرد أحرف وأرقام لا ترتبط بتاريخ المدينة أو بذاكرتها الأدبية أو الفنية.
وتعجّب العم أبو محمد من سبب تسمية المشروع الذي يسكن فيه بمشروع “ب”، وقال لتلفزيون الخبر “أعيش في هذا الحيّ منذ أكثر من عشرة سنوات، ولم أجد جواباً لسؤالي لماذا سمّي هذا الحي بمشروع “ب”، وما الغاية من هذه التسمية؟”.
وأضاف “مازلنا إلى الآن نربط الشوارع والأحياء بدلالتها التاريخية التي نعرفها، أما هذه الأحرف فهي غريبة عن ذاكرتنا وعن تاريخنا”.
وتساءل العم أبو محمد “هل اختفت الأسماء؟ لتصبح أحياء المدينة مجرد أحرف وأرقام كمشروع “ب” أو “المشروع الأول” أو “الثاني” أو “السابع” أو “العاشر”.؟
وقال رئيس شعبة الترقيم في مجلس مدينة اللاذقية المهندس سليمان صالح لتلفزيون الخبر إن “تسمية الأحياء تصلنا من رئاسة مجلس الوزراء، أي أن الجهات المعنية عندما تتخذ قرار بإنشاء حي سكني جديد هي من يختار الاسم، أما نحن فنقوم بتسمية الحارات والساحات والشوارع والجادات داخل هذا الحي”.
وأوضح المهندس صالح أنه “جرت العادة على تسمية أسماء الأحياء بأرقام، ولا يوجد دلالة معينة لهذه الأرقام، إنما تصلنا من الجهات المعنية، ثم نقوم نحن بعد انتهاء المشروع بتقسيمه إلى أربعة أقسام شوارع رئيسية و فرعية وحارات وجادات، ثم تُعطي أرقاماً”.
وتابع المهندس صالح “يُراعى خلال التقسيم ألا يتفرع من كل شارع رئيسي أكثر من 9 شوارع ثانوية، أما الجادات فهي شارع صغير تأتي من شارع رئيسي أو ثانوي يجب ألا يزيد عددها أيضاً عن 9 جادات، أما الحارات فعددها أكبر”.
وعن عملية الترقيم قال المهندس صالح “يتم ترقيم الشوارع الفرعية بأرقام زوجية أو فردية حسب اتجاه السير، حيث أن كل الشوارع الثانوية التي تتفرع عن شارع رئيسي من جهة اليسار تأخذ أرقاماً زوجية و من جهة اليمين تأخذ أرقام فردية”.
وأضاف المهندس صالح “يتكون رقم الشارع الرئيسي من خانتين مثال 11، يتفرع عنه شارع ثانوي يتكون رقمه من ثلاث خانات مثال 111، أما الجادة فيتكون رقمها من أربع خانات مثال 1111”.
وعن تسمية الشوارع الجديدة في المدينة، قال المهندس صالح لتلفزيون الخبر إن “جميع الأحياء السكنية الحديثة، سيتم تسمية الشوارع والساحات والحارات والجادات بداخلها بأسماء الشهداء”.
وأوضح المهندس صالح “يقوم ذوي الشهيد بتقديم طلب إلى مجلس مدينة اللاذقية بتسمية أحد شوارع المدينة باسم ولدهم الشهيد، بعد الموافقة عليه من قبل المكتب التنفيذي، نتولى نحن مهمة التسمية، تم مؤخراً تسمية أربعة شوارع في حي الدن بأسماء شهداء”.
و ختم رئيس شعبة الترقيم في مجلس مدينة اللاذقية المهندس سليمان صالح حديثه لتلفزيون الخبر بالقول “تم مؤخراً تسمية شارع الشهيد سامر عبد الكريم حميدوش – شارع الشهيد بسام محمد خليل – شارع الشهيد يامين رفيق سليمان – شارع الشهيد بشار جميل اسكندر وجميعها في حارة الدن”.
يذكر أن “أهالي المدينة مازالوا يطلقون الأسماء القديمة الراسخة في ذاكرتهم على بعض الشوارع والأحياء لدلالتها التاريخية، كشارع بغداد الذي يُطلق عليه الأهالي شارع قيادة الشرطة، لارتباطه بذاكرتهم بالسرايا القديمة”.
سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية