العم سمير إبراهيم .. ٣٠ عاماً في مطعم العصافيري باللاذقية
العم سمير إبراهيم، من أشهر شخصيات اللاذقية، وأكثرها طيبة و توودداً إلى الزبائن، الذين اعتادوا رؤيته في مطعم العصافيري منذ أكثر من ثلاثين عاماً، يستقبلهم بملامح وجهه المتعبة وابتسامته الدائمة، وكلماته المحبّة، إنه كالأب الحنون يرحّب بهم ويقدم لهم ما يحتاجونه ثم يودعهم أملاً بلقاءٍ قريب.
يقول العم سمير لتلفزيون الخبر “عشقت مدينتي فسكنت فيّ قبل أن أسكن بها، و بقيت هنا في مطعم العصافيري، لأملك كنوز الدنيا، إنها عودة أحد الزبائن بعد سنوات ليطمئن على صحتي ويلقي التحية”.
و عن حياته قال العم سمير لتلفزيون الخبر “اسمي سمير إبراهيم أو”أبو كرم” أعمل في مطعم العصافيري منذ ثلاثين عام، جئت إلى هنا منذ نعومة أظافري، وبقيت في هذا المكان، كيف لي أن أرحل وأترك كل ذكرياتي هنا”.
وأضاف “عملت أربع سنوات بالصالة الخارجية، ثم ست سنوات “شيف مطبخ”، و ست سنوات آخرى شيف مشوى، والآن أعمل “كوميك”، أبدأ من الساعة الخامسة مساءاً ولا أغادر إلى مابعد منتصف الليل، إنه عملي الذي أحبه، وذكرياتي التي صنعتها”.
وعن ارتباطه بمطعم العصافيري قال العم سمير “تربطني هنا الذكريات، ربما لن أستطيع أن أصف شعوري عندما يعود أحد الزبائن بعد أعوام ليطمئن عليّ، إنه كنزي الثمين في هذه الدنيا، إنها سمعتي الحسنة ومحبة الناس لي”.
وعن مطعم العصافيري سابقاً قال العم سمير “كان كبيت عربي يحتوي نافورة ماء وعليّة تصعد إليها بدرج خشبي وأمامه البحر، يجلس الزبون وقدميه مبلله بزبد البحر، ليلقي الخبز الطازج للأسماء الصغيرة”.
وتابع “أما الآن تغيّرت الحياة وتغير المكان، لكنني لم أتغير، مازلت العم سمير الذي يستقبل الزبائن الشبان والفتيات والعائلات ويرحب بهم، ومازالوا يبحثون عني في حال غيابي، هل هناك أثمن من هذا في الحياة؟”.
وأكمل العم سمير حديثه “أعود بعد منتصف الليل إلى منزلي، تنتظرني زوجتي وأولادي، أسير في شوارع مدينتي اللاذقية، ألقي التحية على الجميع”.
وختم العم سمير إبراهيم حديثه لتلفزيون الخبر قائلاً “أصل إلى بيتي أجلس على الشرفة أشرب أركيلة واسمع أغنيتي المفضلة لعزيزة جلال “إلا أول ما تقابلنا أنا وأنت.. عمري ما انسى كنا فين وإزاي وإمتى”، أرى ضوء الشمس وهو يشرق على المدينة، عند السادسة صباحاً أغفو قليلاً والسرور والرضا يملأ قلبي”.
والعم سمير إبراهيم “أبو كرم” ليس مجرد موظف في مطعم بمدينة اللاذقية ، إنه جزء من ذكرياتها الجميلة وألقها وبهائها.
سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية