خليل الزمن الجميل في يومه العالمي.. ماموقع الراديو على خارطة “سوشال ميديا” السوريين اليوم؟
الصوت الذي لازال إلى اليوم يبعث في قلوب مواليد الستينات والسبعينات الحنين إلى تلك السهرات التي كانت تجمع العائلة حول مصدره، وهو المصدر الذي كان يرتقب من خلاله آباؤنا أخبار الحروب والانتصارات والنكسات والنكبات.
وعبر تردداته وتشويشاته فرحت قلوب كثيرة شغفها الحب بانتظار ألحان القصبجي وصوت أم كلثوم وهو الركن الركين في كل منزل منذ صدح أول صوت راديو في سوريا.
وهو وسيلة الانطلاق التي ارتبطت نشأة الدراما الإذاعية السورية بها، فمع تأسيس إذاعة دمشق ظهرت أولى الأعمال الإذاعية على يد الإعلامي الراحل ممتاز الركابي الذي استعان بخليط من المذيعين والفنانين الشباب والهواة لتنفيذ تمثيليات الدراما الإذاعية في سوريا.
و يعد الراديو من أهم وسائل الاتصال التي عرفها الإنسان منذ قديم الزمان ما دفع منظمة “اليونسكو” لتحديد يوم 13 شباط من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال به، ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946.
وفي كل عام، ومع مرور هذا اليوم يطرح سؤال هل ستبقى الإذاعة وسيطاً إعلامياً، وهل سيظل لها دور في عصر الوسائط المتعددة والرقمية والتواصل الاجتماعي التي أخذت تشغل اهتمام معظم الناس هذه الأيام؟
“بالتكسي، فأحيان كثيرة استمتع كونها فسحة لاستمع له.. أحلى الأوقات وقت افتح الراديو الصبح واسمع فيروز.. أي مشان اسمع الأبراج… أحد الإذاعات كانت تبث برنامج عن الحالات النفسية التي يمر بها المراهقون والشباب كنت انتظره واسمعه.. رجل ستيني: “الراديو يدغدغ مشاعري ويذكرني بطفولتي”.
هي آراء عدة استطلعها تلفزيون الخبر شملت كافة الفئات العمرية في المجتمع السوري من شبان وشابات ورجال ونسوة، لتكون الملاحظة الشاملة على هذه الآراء أنه رغم كافة وسائل الاتصال والإعلام الحديثة مازال للراديو مكانته.
فالراديو الذي لم يخلُ منزل منه خلال ثمانينات القرن الماضي لم تمنعه الهواتف الذكية والشاشات التي تجسم ماتعرضه من الاستمرار على قيد الحياة والتأثير منذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي.
وتعتبر إذاعة دمشق أول إذاعة في سوريا، انطلقت عام 1947، وتتبع للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتنتطلق إذاعة صوت الشعب في العام 1979، ببث مدته ثماني ساعات، على فترتين.
وفي عام 1998 أصبح إرسال صوت الشعب متواصلًا لمدة 12 ساعة، وفي 2012 مددت الفترة لأربع ساعات إضافية، ليصبح من السادسة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وعام 2013 أصبح بثها 24 ساعة.
واستمر بث صوت الشعب حتى عام 2017، حيث توقف في بداية الشهر الأول منه بقرار من وزارة الإعلام، في المقابل
انطلقت إذاعات جديدة في سوريا، واختلفت نسب متابعة كل إذاعة بحسب المحافظات التي يصل إليها بثها.
ومن بين الإذاعات السورية التي لا تزال تبث فيها، “إذاعة المدينة و إذاعة شام إف إم، وميلودي إف إم، وصوت الشباب، وإذاعة دمشق وإذاعة القدس، ونينار إف إم” وغيرها.
وتشير مؤشرات المتابعة والاستماع إلى أن الراديو بكل محطاته، ما يزال وسيلة لها بريقها تبدو وكأنها تتحدى الزمن بتطوره، فما زال الملايين يستمعون للموسيقى والأخبار عبر الراديو حول العالم، وفقاً لموقع “BBC”.
كما أن الراديو ما يزال يمثل وسيلة إعلامية للملايين، ممن يقودون سياراتهم على الطرق، إذ أنه ما يزال الوسيلة المثالية في السيارات، كما بسط الراديو سلطانه، ليس فقط عبر الأثير، بل على الفضاء الافتراضي أيضاً باعتباره وسيلة لمشاركة بث بعض الإذاعات في بعض الحالات.
ويطلق على الإذاعة كلمة “راديو” المشتقة من كلمة لاتينية وهي “راديوس” وتعني نصف قطر، وفيها كناية عن شكل الموجات الصوتية التي تنتشر بشكل دائري في الجو.
وعن نشأته، توصل العالم الإيطالي جوليلمو ماركوني إلى فكرة استخدام الموجات الكهرومغنطيسية في إنتاج الإشارات الصوتية لمسافات بعيدة، وظل ماركوني يطور أبحاثه ودراساته حتى توصل أخيراً إلى اختراع الراديو.
وكان أول بث إذاعي تجريبي في العالم في عام 1910، في مدينة نيويورك الأمريكية، بنقل حفل غنائي للمغني الشهير، إنريكو كاروسو.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل المحطات الإذاعية، التي بدأت بثها التجريبي في 1916 ثم انطلقت بالعشرينيات كمحطات منتظمة البث.
وتشير إحصاءات اليونيسكو الى أنه في عام 2016 تجاوز عدد مستمعي الإذاعة عدد مشاهدي التلفزيون ومستخدمي الهواتف الذكية وأنه توجد أكثر من 800 محطة إذاعية في البلدان النامية.
روان السيد – تلفزيون الخبر