أبو محمد أحد صناع القهوة “المرة” ومن المحافظين على روحها وطقوسها
في مدينة القطيفة بريف دمشق، يقطن علي محمد الأغا، الملقب أبو محمد، صاحب الملامح العربية الأصيلة، التي تختلط فيها ملامح الكرم والنخوة، بملامح الأصالة والقوة، والذي ورث عن أبيه صناعة القهوة “المرة” .
مضافة أبو محمد، تعبق بها رائحة القهوة “المرة”، وتعانق جدرانها المحملة بسيف عربي، وسلاح ناري قديم، تثير فيك رغبةً بالجلوس فيها لأيام، أو شرب العشرات من فناجين القهوة “المرة” دون اكتفاء .
ويتحدث أبو محمد، الذي يختار نوع البن بعناية، ويعرف جودة حبة البن، من شكلها ورائحتها، لتلفزيون الخبر، عن طريقة صناعة القهوة العربية، وأصول تقديمها .
يقول أبو محمد “بعد تحميص البن “بالمحماصة ” (أداة مخصصة لتحميص حبات البن)، أضع البن في المهباج وأطحنه عن طريق دقه، على وتيرة ثابتة، وأضع البن المطحون في الدلة مع خميرة القهوة، وأغليها لمدة نصف ساعة” .
وعلى أنغام دق المهباج، الذي يصنع عن طريقه أبو محمد، مقطوعة موسيقية عربية، تأخذك الى الصحراء، وتضفي على الحديث المزيد من الوقار والأصالة، يضيف أبو محمد حبات الهيل، لقهوته لتكون جاهزة للتقديم بعد تصفيتها” .
ولتقديم القهوة أصول وعادات، يجب اتباعها احتراماً للضيوف، ويشرح أبو محمد، لتلفزيون الخبر طريقة تقديمها فيقول ” يقوم المضيف بشرب اول فنجان من القهوة ، حتى يتأكد من جودتها، ودرجة حرارتها، حتى يشعر الضيوف بالاطمئنان” .
ويتابع “ثم تقدم القهوة إلى أكبر الأشخاص سناً من الموجودين في المضافة، ثم على اليمين، ثم إلى اليسار حتى يشرب كل الضيوف” .
ويتحدث أبو محمد “القهوة العربية سيدة المواقف في كل المناسبات، من الأفراح والأتراح، فأنا أشعر بالسعادة والفخر والاعتزاز، أثناء صنعها وتقديمها لضيوفي، فهي انعكاس للتراث والأصالة بالنسبة لي” .
وعن عدد المرات التي يجب تقديم فيها القهوة للضيوف، يقول أبو محمد، بجملة ذات قافية موزونة، تعكس كرمه، “ما من عدد محدد للفناجين التي تقدم، فثاني فنجان هو فنجان الضيف، وثالث فنجان للكيف، والرابع للسيف” .
أبو محمد صاحب ال 54 عاماً، يضيف لكل فنجان قهوة يقدمه، جزء من روحه، فتغدو نكهة القهوة، أقوى وأشهى وأطيب، ومليئة بتراث عربي أصيل، تشعر به فور ملامستك لدفء فنجان القهوة، ومع أول رشفة منه .
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر