صدق أو لاتصدق إدارة مستشفى المواساة تتهم الأهل بالتسبب بوفاة الطفلة ليا .. والأب يرد: شكراً لكم
عادة ما يعتذر المخطئ عندما يتم اكتشاف ما أخطأ به، وفي أقل تقدير يتجاهل الموضوع بالصمت أو التهرب من الإجابة، لكن في مستشفى المواساة يختلف الأمر، حيث يقدم المخطئ مبررات غير موضوعية لتفسير الخطأ كما فعلت إدارة المستشفى بما يتعلق بحادثة وفاة الطفلة ليا.
وكان تلفزيون الخبر نشر قصتها يوم الثلاثاء 29-1- 2019 بعنوان (الطفلة ليا.. ضحية سورية جديدة على مذبح الاهمال الطبي).
وأصدرت إدارة المستشفى بياناً طويلاً عريضاً على صفحة المستشفى في “فيسبوك” بعد يومين من نشر المقال تتهم فيه أهل الطفلة ليا بالتسبب بوفاتها.
وادعت المشفى إنها “قامت على الفور بتشكيل لجنة تحقيق، واتخدت اللجنة الإجراءات اللازمة ورفعت تقريرها إلى إدارة المستشفى، التي بدورها أطلعت والد الطفلة بنتيجة التحقيق النهائية”.
وهذا الأمر الذي نفاه الأب نفياً قاطعاً، مؤكداً لتلفزيون الخبر أنه “زار المستشفى (بحضور مراسل تلفزيون الخبر) أكثر من ثلاث مرات ووجه شكوى نظامية عبر الإدارة”.
ثم وجه الأب شكوى ثانية إلى وزارة التعليم العالي وانتظر شهرين دون جواب حتى جاء نشر المقال في الإعلام بتاريخ 29-1-2019 وعندها تحركت الادارة ونشرت الرد والتقرير على صفحتها في فيسبوك”.
وقال الأب حسام: “نشكر إدارة مستشفى المواساة على الرد الفوري الذي جاء بعد شهرين من حادثة الوفاة، وبعد شهر ونصف من شكوانا المقدمة بتارخ ٢٠١٨/١٢/١١ وبعد نشر الحادثة في تلفزيون الخبر وبعد أن تناقلتها مواقع التواصل والصفحات”.
وتابع الأب “حيث رأيت أخيراً تقرير المستشفى يوم الجمعة 1-2-2019، ولم تطلعني عليه إدارة المشفى كما ادعت في تقريرها، بل رأيته على صفحة المستشفى على فيسبوك”.
وأضاف حسام “وبعد عدة وعود بالتحقيق السريع الذي استمرإلى مايقارب الشهرين، وبعد عدة اتصالات ومقابلات بالمعنيين، كان الجواب دائماً “الله يعوضك بالأحسن وما كان لله فهو لله”، ولا اعتراض على ذلك من قبلنا وهون انتهت القضية”.
وتابع الأب “إلى أن قامت إدارة المشفى بغضون يوم واحد بعد النشر في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تحضير تقرير عاجل، يمكن القول عنه إنه كان لحفظ ماء الوجه ليس إلا، والذي حملنا المسؤولية كاملة عن وفاة ابنتي”.
وأردف الأب “فإذا كان التحقيق أجري بوقتها فلماذا لم يخبروني بالنتيجة، ولماذا تم نشره على صفحة المستشفى بعد انتشار القصة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
كما تساءل الأب “ولماذا بقي لمدة مايقارب الشهرين حتى أبصر النور ؟ هل لكثرة الشكاوي أو إهمالاً ؟ فإذا كان الأول فتلك مصيبة واذا كان الثاني فالمصيبة أعظم”.
وأكمل الأب “هذا التقرير “الفوري” أوقع المعنيين في صياغته بأخطاء أخرى لاتقل شأناً عن الخطأ الوحيد المزعوم من قبلهم في عدم توثيق الرفض لعلاج طفلتي لديهم، ما يشكل عدم توثيق المسؤولية بحد ذاته اعترافاً صريحاً بالتقصير نشكرهم عليه، والاعتراف بالخطأ فضيلة”.
وأضاف الأب “بحسب تقرير المشفى على صفحة الفيسبوك، بعد أن تقرر قبول الطفلة في الشعبة رفضت الوالدة بقاء طفلتها فيها رغم التوضيحات التي قدمت لها عن ضرورة قبول الطفلة) وهذا الكلام غير صحيح”.
وأضاف الأب “حيث تم الطلب من الأم مغادرة المشفى والعناية بالطفلة في المنزل كي لايتم التقاط جرثومة برأي الطبيبة، على أن تتم مراجعة المشفى إذا ظهرت أعراض ترفع حروري واستفراغ، ونحن لانقلل من مشاعرها وصدقها في هذا الإطار”.
وتابع الأب “كان من الواجب على المعنيين في قسم الحروق قبول الطفلة، وخصوصاً مع وجود حرق في المنطقة التناسلية ولمدة لاتقل على ٤٨ ساعة، وذلك بحسب ما أكد لنا رئيس القسم أ.د وفيق عيد بعد أسبوعين من الحادثة”.
وأضاف “وفي المراجعة الثانية للمشفى بعد ظهور الأعراض السابقة لم يتم التأكد من سبب حدوث هذه الأعراض بإجراء التحاليل اللازمة بل تم الإيحاء أن الأمر طبيعي سببه حالة نفسية وخوف”.
وتم تبرير ذلك، بحسب الأب، بأن “هذه الأعراض لاتظهر إلا في حالة حدوث مضاعفات والتهابات، وتم الطلب بالعودة للمنزل ودعم الحالة النفسية للطفلة”.
وتابع “وفي الزيارة الأخيرة بتاريخ ٢٠١٨/١١/٢٧ وبعد القبول الإسعافي لم يتم فعل أي إجراء طبي وكل المناوبين في القسم يتتالون عليها، ولا حول ولا قوة، فالحالة تحتاج إلى عناية مركزة لخطورة الوضع، والعناية مغلقة للتعقيم وتركت طفلتي لمدة ثلاث ساعات”.
وأضاف “وهنا يقولون في تقريرهم الفيسبوكي (عند مراجعة الطفلة بتاريخ ٢٧/١١/٢٠١٨ كانت حالتها العامة دون الوسط وافقت الوالدة مبدئياً على قبول الطفلة، ولكن بعد زمن قليل فوجئ الكادر الذي يعمل على تأمين المتطلبات اللازمة للمريضة بأن الأهل قرروا نقلها إلى مشفى خارجي) وهذا الكلام غير صحيح أيضاً”.
وتابع “فالحالة لم تكن دون الوسط، كما اجتهدت إدارة المشفى في التقرير، وبعض المعنيين بالقسم استطاعوا تشخيص الحالة بأنها انتان في الدم من الأعراض الظاهرة على طفلتي”.
وأوضح الأب “وهذا ما أسرّ لنا به أحدهم، مقترحاً نقلها إلى مشفى فيه عناية مركزة، لأن العناية في المواساة مغلقة، وهذا ما تم عند نقلها إلى مستشفى المدينة الخاص”.
وأضاف “ليس من المنطق أن تدّعي الإدارة في تقريرها أن والدة الطفلة لم توافق على بقاء ابنتها في المشفى، وهي للمرة الثالثة تتوجه إليهم “ولا جاي شمة هوا ؟”.
وأكمل الأب “وهي ما برحت تذهب من مشفى إلى آخر متكبدة تكاليف عالية لقاء استقبالها ساعة واحدة في مستشفى هشام سنان، ونحن لم نترك مشفى لجأنا إليه إلى أن رسينا في قسم الحروق في المواساة كبر للآمان”.
وأضاف “هذا العمل يندرج تحت ما يسمى المسؤولية التقصيرية (الإهمال) والتخريج على المسؤولية في حال طلب المراجعين يتم وفق إجراء خطي مكتوب وليس شفوياً، وذلك بعد إجراء القبول اللازم في هذه الحالة وليس رمي التهم جذافاً على أي من الأطراف المعنية”.
وأكد الأب حسام أنه “إذا افترضنا صحة ماورد في تقرير إدارة مشفى المواساة الذي كتب في ليلة وضحاها بأننا رفضنا بقاء ليا في المستشفى في المرة الثانية يوم الاثنين 26-11-2018 كان على المعنيين في القسم إجراء المقتضيات الطبية اللازمة”.
وأردف الأب “وكان عليهم إجراء التحاليل على الأقل للتأكد من سبب ظهور الأعراض المشار إليها، ومن ثم الطلب بمغادرة المشفى أو بدون طلب، وفي الحالة الثانية يجب أن يكون هناك قبول حتى يتم التخريج على المسؤولية بمعنى توثيق المسؤولية خطياً وهذا لم يتم”.
وتابع “بحسب تقريرهم، فإن الحرق مساحته ١٠ ٪ إذاً كان على قسم الحروق إجراء قبول ومراقبة للطفلة من اليوم الأول، خصوصاً مع وجود حرق في المنطقة التناسلية كما ورد في التقرير”.
وبين الأب “وأقل من هكذا نسبة تحتاج إلى مراقبة، وأن لا يتم تخريج الطفلة بادعاء أن والدتها رفضت بقاءها في المشفى “لكن ليش جابتا”.
وأضاف “وفي المرة الثالثة والتي قدمنا فيها بحالة إسعافية حرجة، والتي ادعت فيها إدارة المشفى أن الطفلة كانت بحالة دون الوسط، والحقيقة كانت في حالة موت سريري بطيء”.
وأوضح الأب “وذلك لدخولها بالصدمة الإنتانية واشتدادها تم إجراء قبول ولم يتم التخريج على المسؤولية أي توثيق التخريج خطياً، وبما أن هذا لم يتم فهذا يدل على تقصير في إدارة القسم “الفايت فايت ولي طالع طالع”.
وتابع “فكيف لإدارة المشفى في تقريرها أن تدّعي في المرة الثالثة القول إن والدة الطفلة وافقت مبدئياً على قبول الطفلة؟ ومن يقوم بالقبول المراجعين ام المشفى؟ ثم هل يعقل أن نأتي إلى المستشفى ثلاث مرات إذا كنا لانثق بالمستشفى أو إذا كنا لا نريد قبول الطفلة فيه؟”.
وأضاف حسام “بموجب وثائق وتقارير محضر كشف الجثة للطبيب الشرعي في خبرته الطبية، وكذلك تقرير مشفى المدينة الخاص، وتقرير قسم الحروق في المجتهد، وثقوا مكان ومساحة الحرق وكانت نسبته ٢٠٪ من مساحة الجسم وليس ١٠٪ كما جاء في التقرير الفيسبوكي للمواساة وليس ٧٪ وهي النسبة التي شخصوها في المواساة في المرة الأولى”.
وتابع “ونذكّر إدارة القسم في المشفى التي تقول إن لديها صورة الحرق من هاتفي المحمول، أنه كان من الأفضل أن تعمد إلى وثائقها إن كانت موجودة”.
وأكمل الأب “ونذكرهم أن مكان الحرق لم يكن فقط في الجانب الانسي الداخلي للفخذين وأسفل البطن الأيمن، بل امتد الى الجهة اليمنى للصدر واليد اليمنى والمنطقة التناسلية، وفي كل النسب السابقة كانت الطفلة بحاجة الى مراقبة”.
وفي النهاية كنا نتمنى من إدارة المستشفى التريث في تحقيقها الفوري و تحمل بعض المسؤولية، والوصول إلى مسؤولية مشتركة بين الطرفين على الأقل للإنصاف، إن كان له وجه.
فكيف لإدارة المشفى أن تدعي تجهيز المتطلبات للعلاج بعد مضي ثلاث ساعات دون فعل اي شي؟ وهل هذه المتطلبات تحتاج لكل هذا الوقت “عم نجهز لعرس؟”.
وقال حسام “بالنهاية نشكر إدارة المشفى على سيارة الإسعاف المقدمة من قبلهم لنقل طفلتي إلى مشفى المدينة، بعد أن استعصى الحال لديهم وكان على إدارة المشفى وعتبنا عليها أن تنظر ملياً في الحادث لا أن تقول في تقريرها “هذا غير منطقي وهذا غير معقول”، فكل شيء وارد في أيامنا هذه”.
وأضاف “كنا نتمنى أن تعمد الإدارة إلى تقديم تقرير موضوعي ينم عن اهتمام وتحمل للمسؤولية لو جزئياً، وليس مسترسلاً خالياً من الدليل والوثائق، وخصوصاً مع عدم وجود إضبارة تحوي الإجراءات الطبية المفترضة المعمولة، معتمداً على تحميل المسؤولية في كل شيء للأهل ونترك ذلك برسم المعنيين”.
وختم الأب كلامه “في جوابنا هذا لم نتهم أحد بعينه بقدر توصيف واقع مأساوي عشناه في ذلك القسم، آملين أن تكون هذه الحادثة حافزاً لتحسين واقع الحال في ذلك القسم وذلك المستشفى وتنذكر وماتنعاد”.
يذكر أن ردود وتعليقات المتابعين على صفحة المستشفى استغربت التقرير، وقال أحد المعلقين “عنجد رد المشفى بعيد كل البعد عن أصول المهنة الإنسانية، يعني مافهمنا شي من هالتحقيق كلو اتهامات للأهل”.
وأضاف “بدي اعرف مع مين حققوا؟ لازم وزارة الصحة تفتح تحقيق مع المشفى لتبين الحقيقة والي عم يتستر على الشي الي عم يحصل بالمشفى من اغلاط”.
فيما كتب أحد اطباء المواساة السابقين “مع فائق الاحترام ولكن صياغة تقرير و رد بناءا على استجواب فقط هو غير كافي”.
وتابع “كنا في المواساة ونعلم أنه عند تخريج أي مريض في مثل هذه الحالات يتم توقيع أهل المريض على تخريج على مسؤوليتهم، أين التوقيع؟، وطالما أن الأم رافضة القبول بشكل قطعي لماذا راجعت المشفى ثلاث مرات؟ كانت اكتفت بمرة واحدة وثم إلى الخاص وانتهى الموضوع”.
كيان جمعة – تلفزيون الخبر