“الصادات الحيوية” تضع مستقبل البشرية في خطر قريب .. والطب يحذر منها
تخلف الحروب في مختلف بقاع الأرض ملايين الضحايا، إلا أن هناك حروباً لم تحسب لها البشرية حساباً، ولم تدرك مدى خطورتها، منها حرب “المضادات الحيوية” أو مايعرف بـ”الصادات الحيوية”.
وتعرّف المضادات الحيوية، بحسب منظمة الصحة العالمية “WHO”، بالأدوية التي تستخدم من أجل “الوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية أو علاجها”.
أما سورياً، وبالمصطلحح المتداول في الشارع السوري، فالمضادات هي “الحبة السوداء أو الحمراء، أو العلبة لي بيجي فيها ٣ حبات ذات المفعول الأكبر”.
وتستعمل في سوريا المضادات الحيوية بدون وصفة “طبية” ويشيع استخدامها عند التعرض لأي حالة “كريب” حتى وإن لم تستدعِ الحالة استخدامها.
ويكثر استخدام الصادات في فصل الشتاء، عند التعرض للرشح أو السعال الأمر الذي يعالج بدون استخدام المضادات الحيوية، التي لن تفنع على المدى القريب ولن تشفي عند استخدامها في الوقت الصحيح، ما يؤدي مستقبلا إلى الوفاة عند أصغر إصابة.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال المضادات الحيوية، ووفقاً للـ “WHO”، فإن “البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان هي من تبدي المقاومة للمضادات الحيوية وتسبب لديهم عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات”.
وبحسب فريق ” ميددوز”، فإنه “نتيجةً للاستخدام غير الآمن للمضادات الحيوية، ستغزو الالتهابات أجسادنا دون وجود علاج متوفر لها، نظراً لسرعة مقاومتها، غير المتناسبة مع المدة التي يحتاج فيها العالم لتطوير دواء جديد يناسب المقاومة الأخيرة وهكذا”.
وينصح أطباء فريق “ميددوز” بـ “التقيد بالوصفة الطبية عند شرب أي مضاد حيوي، ودعوة الصيادلة إلى نقل التوعية في هذا المجال إلى ذهن المريض، وفي الوقت الذي لم تصدر فيه وزارة الصحة قراراً يحد من صرف هذه الأدوية دون وصفة، لا بد للمجتمع يداً بيد أن يعمل على ذلك”.
وتبين “WHO” ما يجب على الأفراد تجنبه، لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، ذلك من خلال “عدم استخدامها إلى بموجب وصفة طبية، وعدم طلبها أبداً في حال إخبار العاملون الصحيون لهم بأنها لا تلزمهم، والحرص دوماً على التقيد واتباع النصائح الطبية عند استخدامها”.
وتشدد “WHO” على “عدم المشاركة أبداً في المضادات الحيوية المتبقية أو استعمالها سوية، والحرص الدائم على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة وممارسة الجنس على نحو آمن والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات”.
يشار إلى أن جمعية الصحة العالمية أقرت في أيار سنة 2015، بدء خطة عمل عالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، بما فيها مقاومة المضادات الحيوية، وهي خطة هدفها ضمان الوقاية من الأمراض المعدية وعلاجها بأدوية مأمونة وشافية.