موجوعين

هل سترفع وزارة الصحة أسعار الأدوية المحلية ؟ .. الجواب : عندما تنتهي معاونة وزير الصحة من اجتماعاتها

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن رفع أسعار الأدوية ما بين 15 إلى 20بالمائة ، وذلك بعد حوالي السنة من رفع أسعار الأدوية ٥٠ بالمائة ، رفعاً يشير إلى تخبط واضح في الية عملية التسعير لدى وزارة الصحة التي قيل حينها أن شركات الأدوية لم تكن تحلم بمثل هذه الزيادة وأن مطالبتها حينها كانت بزيادة متفاوتة بين ال١٠ وال٥٠ بالمائة.

كادر الوزارة الذي أهدى زيادة الـ ٥٠ بالمائة لشركات الأدوية على حساب المواطن ، الحيط الواطي في هذه المعادلة ، ما زال هو نفسه ،فهل يفعلها مرة أخرى ؟ ويفاجئ الجميع .

ولمتابعة الأمر ، وتكذيب أو تأكيد الشائعات ، حاول تلفزيون الخبر التواصل مع وزارة الصحة ، ممثلة بمعاونة وزير الصحة الدكتورة هدى السيد للشؤون الصيدلانية، إلا أنه وعلى ما يبدو ليست العقلية الحجرية فقط تحكم الية التعامل مع الإعلام لدى الوزارة ، حتى “ الحجة “ من العصر العجري ، “ اجتماع .. اجتماع .. اجتماع .. “

من جانبه ، صرح نقيب صيادلة سوريا محمود الحسن لتلفزيون الخبر أن النقابة تقدمت بأكثر من طلب إلى وزارة الصحة للسماح لها بالمشاركة بتسعير الأدوية الوطنية ، إلا أن الوزارة رفضت .

و نفى مصدر في نقابة الصيادلة لتلفزيون الخبر أن يكون هناك ارتفاع لأسعار الأدوية خلال الفترة القادمة، وقال “لا يوجد أي رفع لأسعار الادوية، إنما رفع أسعار الأدوية يتم بشكل دائم وفقاً لآلية موافق عليها من قبل اللجنة الاقتصادية”.

وأوضح المصدر “لا يوجد رفع لأسعار الأدوية بشكل عشوائي، وإنما يخضع الأمر لدراسة محددة، كون جميع المواد الأولية التي تستخدم في صناعة الادوية الوطنية هي مواد مستوردة، وبالتالي ارتفاع سعرها او انخفاضه مرتبط بشكل رئيسي بسعر الصرف”.

وتابع المصدر” تخضع أسعار الأدوية المحلية لمعادلة ترتبط بالحدود الدنيا لتكاليف الانتاج وبسعر المكون الدولاري للمواد الأولية والفعالة المستوردة، ويتم تسعيرها دورياً من قبل اللجان المختصة ووفق برنامج تسعير محدد بقرار اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء”.

و بدوره قال نقيب صيادلة سوريا محمود الحسن لتلفزيون الخبر “أرسلنا كتاباً إلى وزارة الصحة لمشاركة النقابة في مسألة التسعير للأدوية المنتجة محلياً إلا أن جوابها أن الوزارة ليست بحاجة إلى النقابة بهذا الموضوع باعتبار أن هناك آلية تسعير معينة تتبعها الوزارة، و لا بد أن تكون اللجنة حصراً من وزارة الصحة”.

وكان رئيس المجلس الأعلى للصناعات الدوائية زهير فضلون قال إن هناك فقداناً لـ237 صنفاً دوائياً في الأسواق، و أكد وجود أدوية مستوردة في السوق المحلية على حساب المنتج الدوائي المحلي، و ذلك بسبب صعوبة استيراد المواد الأولية، وظروف العمل في الوقت الراهن وارتفاع التكاليف.

وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب فقداناً لأعداد كبيرة من الأصناف الدوائية، وازدياد الأدوية المستوردة على حساب الأدوية المحلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواء في الاسواق.

و كانت وزارة الصحة رفعت أسعار الأدوية بداية العام الماضي إلى 50 % على أن تتعهد المصانع الخاصة بإنتاج الأدوية المفقودة في الأسواق إضافة إلى ارتفاع أسعار الصرف مقابل الليرة.

و بيّن الحسن “أن النقابة في صدد تأسيس معمل خاص بها لتصنيع الأدوية، سيكون مقره مدينة دمشق، وسيصنع جميع الأدوية التي يحتاجها السوق مؤكداً أن رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أبدى استعداده لتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها المعمل المشار إليه”.
و تابع الحسن “سيشمل المعمل خطوط إنتاجية دوائية للكبسول والشرابات والنقط الفموية والمضغوطات والأشكال الدوائية الحقنية والمراهم والكريمات، و سيساهم في تخفيف الرسوم السنوية على الصيادلة، ورفع الراتب التقاعدي للزملاء المتقاعدين وتوفير فرص عمل للصيادلة في المعمل ضمن أقسام الانتاج والمخابر”.

وأضاف الحسن “وتشمل الاجراءات قبول طلاب كليات الصيدلة المتدربين للعمل ضمن المعمل، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وكذلك يتضمن مركز تدريبي بإشراف وزارة الصحة لقبول طلاب دراسات عليا للاختصاص في الصناعة والرقابة الدوائية”.

و أشار نقيب صيادلة سوريا إلى أن أسعار الأدوية المصنفة من المعمل ستكون مناسبة للمواطنين لأن الهدف منه ليس الربح بل توفير الدواء للسوق وبأسعار مناسبة، حيث سيوفر العمل كافة أنواع الادوية المفقودة وضمنها الادوية السرطانية بانتاج محلي، ما سيؤدي لانخفاض أسعار الأدوية بشكل كبير.

يشار إلى أن فقدان الأدوية خلال السنوات الأخيرة، أدى إلى انتشار الادوية المهربة والمشبوهة في الأسواق، والتي تباع بأسعار مرتفعة جداً، وتدخل إلى سوريا بشكل غير رسمي ودون رقابة من قبل وزارة الصحة على صلاحية هذه الأدوية.

جدير بالذكر أن قضية بحجم رفع أسعار الأدوية هي قضية تستحق من وزارة الصحة الالتفات إلى الناس والتنازل إلى إخبارهم بالحقيقة ، في وقت يعيش فيه المواطن ظروفا معيشية واقتصادية صعبة ، في ظل الحصار والحرب على سوريا.

سها كامل ـ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى