العناوين الرئيسيةموجوعين

بعد الحوار إمساكية رمضان .. غياب الرقة والحسكة من السياقات الحكومية يثير التساؤل في سوريا

أثار تكرار إغفال محافظتي الرقة والحسكة من الأنشطة والإعلانات الحكومية موجة من الانتقادات، بعد أن غابت المحافظتان عن رابط المشاركة الإلكترونية في مؤتمر الحوار الوطني، ثم عن نشرة إمساكية شهر رمضان التي أصدرتها وزارة الأوقاف.

 

ووصف البعض هذا الإغفال بـ”الخطأ الإداري”، ما فتح الباب لتساؤلات أعمق حول آليات العمل الحكومي ومدى الإدراك الكامل للتوزيع الجغرافي والسياسي للبلاد، خاصة في ظل حساسية الوضع في المنطقة الشرقية.

 

تكرار الأخطاء وتزايد الانتقادات

 

البداية كانت مع مؤتمر الحوار الوطني، حيث فوجئ المشاركون بعدم إدراج الرقة والحسكة ضمن خيارات المحافظات عند التسجيل على رابط المشاركة الالكترونية، وهو ما دفع العشرات للتعليق والتنبيه عبر المنصات الرقمية.

 

ورغم اكتشاف الخطأ بعد ساعات وتعديله، إلا أن الحادثة لم تمر دون ضجة، خاصة أن عدداً من المعلقين اعتبروا الأمر مؤشرا على تجاهل مستمر للمنطقة الشرقية.

 

وتكررت الحادثة مع إصدار وزارة الأوقاف إمساكية شهر رمضان، حيث غابت مدينتا الرقة والحسكة عن الجدول الزمني لمواقيت الصلاة والصيام، وهو ما اثار سيلا جديدا من التعليقات الغاضبة، إذ عبّر المواطنون عن استيائهم من استمرار هذه الأخطاء رغم التحذيرات السابقة.

 

خطأ إداري أم إغفال ممنهج؟

 

أمام هذا الواقع، تبرز تساؤلات حول طبيعة هذه الأخطاء: هل هي مجرد هفوات إدارية ناتجة عن ضعف التنسيق والرقابة، أم أنها انعكاس لعقلية مركزية لا تزال تتعامل مع بعض المناطق على أنها خارج الإطار الحكومي المباشر؟

 

اللافت أن هذه الحوادث تتكرر رغم مرور قرابة 3 أشهر لتولي حكومة الإنقاذ مهامها، في ظل جهود معلنة لتعزيز الاندماج الوطني. ويأتي غياب الحساسية تجاه مثل هذه التفاصيل ليبعث برسائل سلبية، خاصة لسكان الرقة والحسكة الذين يعيشون أوضاعا معقدة سياسيا وأمنيا.

 

التفاعل الشعبي والضغط الرقمي

 

وكُشفت الحالتان بفضل التفاعل الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انهالت مئات التعليقات على الصفحات الرسمية، تُنبه إلى الأخطاء وتُطالب بتصحيحها، في مشهد يعكس وعيا جماهيريا متزايدا بأهمية التمثيل العادل لكل المحافظات السورية، ومُطالبات بأداء حكومي يُلامس هذه المطالب.

 

وكتب أحد المعلقين: “إلى متى سنظل ننبه للوجود البديهي للرقة والحسكة؟ هذه المناطق جزء من سوريا، وأي تجاهل لها يُشعر أهلها بالإقصاء.” بينما علّق آخر: “إذا كان هذا الإغفال غير متعمد، فهو كارثة إدارية، وإذا كان مقصودا، فهذه رسالة خطيرة.”.

 

يذكر أنه في بلد خرج من سنوات صعبة ولا يزال يسعى لترميم نسيجه الاجتماعي، تصبح هذه التفاصيل أكثر من مجرد أخطاء تقنية، بل اختبارات حقيقية لمدى قدرة السلطة على استيعاب ما يُناط بها من مهام ومسؤوليات، وامتلاكها القدرة الإدارية لتعزيز نواياها ومواكبة تصريحاتها.

تلفزيون الخبر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى