“لأن الثوار لايموتون”.. الحكيم جورج حبش في ذكرى وفاته
“قسماً ببرتقال يافا وذكريات اللاجئين سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترين.. سنجعل من كل حمامة سلام قنبلة نفجرها في عالم السلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي”، أقوال كثيرة خالدة يتداولها إلى اليوم حاملو نهج حبش وعقيدته.
وتمر يوم 26 كانون الثاني الذكرى الحادية عشر لرحيل الحكيم ومؤسس حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش، وفلسطين وحركات المقاومة ككل بحاجة لمن يحمل ما حمله من فكر وعقيدة، وهو الذي رحل على أمل ألا يموت الثوريون.
ولد جورج حبش في 12آب 1926 في اللد في فلسطين المحتلة، لعائلة ميسورة الحال، تعرضت للتهجير في النكبة عام 1948، حيث أنهى حبش المرحلة الابتدائية في اللد، وأكمل دراسته الثانوية في القدس ويافا، وتخرج من مدرسة ترسنطا في مدينة القدس.
وانتقل حبش إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب بالجامعة الأمريكية، وتخرج منها طبيباً في 1951، وخلال دراسته الجامعية ساهم في إعادة صياغة جمعية “العروة الوثقى” وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري لمناقشة الحالة السياسية الفلسطينية وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.
وشكل حبش “كتائب الفداء العربي” التي نفذت عمليات عدة ضد أهداف عسكرية “إسرائيلية” في الأرض المحتلة، وأسس حبش مع رفاقه “حركة القوميين العرب” عام 1951، وكان من بين المؤسسين وديع حداد، وهاني الهندي.
وانتقل الحكيم إلى الأردن ليكون مع رفاقه في ساحة النضال الميداني، وواصل حراكه السياسي في الأردن، ثم انتقل إلى سوريا وبعدها إلى بيروت، بهدف تشكيل خلايا لحركة القوميين العرب في الدول العربية.
في عام 1964، غادر حبش إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة، وطرح على عبد الناصر موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين.
ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة.
وأعلن حبش انطلاق “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في 11/12/1967، لتكون نواة لحزب ماركسي لينيني مع التركيز على البعد القومي كرابطة للعمل الجبهوي.
واصل حبش قيادته للجبهة الشعبية، أميناً عاماً حتى عام 1999، وترك موقعه طوعاً وخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الذي اغتالته “إسرائيل” في 27/8/2001 في رام الله.
وكان حبش هدفاً لجهاز الموساد على مدى سنوات طويلة، وحاول الموساد “الإسرائيلي” عام 1973 اختطاف حبش حين اعترضت مقاتلات “إسرائيلية” طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار “بن غوريون”، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين أن حبش لم يكن على متنها.
وعاش بعد استقالته في عمان متفرغاً للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث إلى أن توفي يوم 26 كانون ثاني 2008، في عمّان ودفن فيها، وتزوج حبش عام 1961 من هيلدا حبش، وهي فتاة مقدسية، وأنجبا فتاتين.
لطالما حافظ الحكيم جورج حبش طوال سنوات حياته على روح النضال فيه وحاول تحفيزها لدى الجموع وقارع العدو وطائراته التي رغم قصفها للمخيمات وقتلها الشيوخ والأطفال وهدمها البيوت لم تقوَ على قتل روح النضال لدى المقاومين الذين يعجز الموت حتى عن تغييب أثرهم.
روان السيد- تلفزيون الخبر