كاسة شاي

“مدنه ملحيّة وعالمه بلا خرائط” .. عبد الرحمن منيف في ذكرى وفاته

يعد الكاتب السعودي عبد الرحمن منيف من أبرز الروائيين العرب في القرن العشرين، وكتبه المشبعة بالسياسة ضد القمع واستلاب الحريات، وتصوير الواقع العربي التعيس ما زالت حية لليوم.

وقضى منيف، الملقب بـ “الروائي الثائر”، معظم حياته في سوريا موصيا قبل موته أن يدفن في دمشق.

ولد منيف يوم 29 أيار 1933 في العاصمة الأردنية عمان، لأب سعودي وأم عراقية، وينتمي والده إلى منطقة القصيم في السعودية، وهو من التجار الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والشام.

تنقل منيف في دراسته بين الأردن وبغداد والقاهرة وبلغراد، وعمل في الشركة السورية للنفط بدمشق، وانتقل إلى بيروت حيث التحق بمجلة البلاغ، وعاد إلى العراق ليعمل في مجلة النفط والتنمية، ثم غادر العراق إلى فرنسا ليعود إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها، ليكرس حياته للكتابة الأدبية

ويصنف عبد الرحمن منيف واحداً من كتاب اليسار العربي، و انضم لحزب البعث العربي الاشتراكي أيام كان طالباً بالعراق ونشط فيه، فتسبب ذلك في طرده من العراق بعد توقيع حلف بغداد 1955.

ورغم معارضته الشديدة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، فقد ظل رافضاً للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه، كما بقي إلى آخر أيامه معارضاً لـ “لإمبريالية العالمية”.

وعرف منيف بغزارة إنتاجه الأدبي، ووصفه النقاد بأنه قدم أدباً شجاعاً، وكتب عن المحرمات في السياسة، وعن القمع واستلاب الحريات والكرامة الإنسانية.

كما عمل على تثوير الرواية، والبحث عن “ثوار روائيين قادرين علي مواجهة الاستكانة والعجز العربي” وكرَّس حياته وقلمه للتأليف القصصي الموجّه، لقناعته بدور الأدب ووظيفته في كشف عيوب الواقع العربي، وانشغل بموضوعي القمع والنفط.

وركز في رواياته على ظواهر اجتماعية وأنماط محددة من العلاقات المتشابكة بين مختلف الفئات الاجتماعية، وظهرت حدّتها في القمع والاستبداد ووضع المرأة واتساع الهوة ما بين الأغنياء والفقراء.

ومن رواياته التي أثارت الجدل “مدن الملح” التي جعلته معارضاً للسعودية، وأحدثت روايته “شرق المتوسط” ضجة في العالم العربي، باعتبارها أول رواية عربية تصف بجرأة التعذيب في السجون.

وأصدر العديد من الأعمال الأدبية، من أشهرها: مدن الملح، وشرق المتوسط، والأشجار واغتيال مرزوق، وحين تركنا الجسر، وعالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا، إضافة لعدة كتب كلوعة الغياب، الديمقراطية دائما، والكاتب والمنفى وآفاق الرواية العربية، والعراق هوامش من التاريخ والمقاومة.

وحصل منيف على عدة جوائز من أبرزها جائزة القاهرة للإبداع الروائي، وجائزة سلطان العويس بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتوفي عبد الرحمن المنيف يوم 24 كانون الثاني 2004 في سوريا، ودفن في دمشق.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى