“بيوت القهوة” مرادف لـ ” الخمارات” .. هل تعلم أن القهوة من أسماء الخمر؟
لن يخطر ببال أحد وهو يشرب كوب قهوته الصباحي بهدوء وتلذذ، أن هذا الكوب كان ليوصله إلى حبل المشنقة لو أنه عاش في زمن سابق.
وبحسب معجم “المعاني الجامع”، فإن مصطلح القهوة مرادف لـ “الخمر”، وهو من سوء حظ القهوة؛ لأنه سيعزز من تحريمها بعد ذلك، وسيربطها به لسبب غير مفهوم، ويقال إنها سميت بذلك، لأنها تُقهي شاربها عن الطعام، أي تذهب بشهوته.
وبحسب موقع “ساسة بوست”، فإن الأسطورة تقول إن “القهوة اكتُشفت في القرن التاسع بواسطة ماعز، لاحظ صاحبها عليها حالة نشاط بعدما أكلت من شجرة القهوة، ونبات القهوة يُزهر ورودًا تشبه الياسمين، وحبات تشبه حبات الكرز، وتعيش شجرة القهوة لمدة قد تصل إلى قرن”.
وشهدت القهوة عبر تاريخها دعاوى تحريم دينية وسياسية عديدة، فحرّمت على الفتيات في ريف مصر وفي اليمن في عصور ليست ببعيدة، مع أن بعض المصادر تقول أنها ظهرت فيها ومنها انتقلت إلى باقي الدول العربية.
وفي مصادر أخرى، وصلت القهوة الحجاز قبل سنوات من اليمن، ثم انتشرت، وارتبطت بها مظاهر معينة، وانتشرت في مكة وصارت تُباع في “خمارات بيوت القهوة”، و أصبحت تجمع الرجال والنساء في هذه الأماكن التي باتت تضم أدوات تسلية كالشطرنج، وألعاب غير بريئة، مثل القمار.
أما انتشار القهوة في مصر والشام فكان من خلال الصوفيين، فالقهوة كانت مناسبة للصوفيين لأداء شعائرهم المختلفة وطقوسهم الروحية ليظلوا متيقظين أثناءها، فأصبحت هناك صلة وثيقة بين القهوة والصوفية.
وكان السلطان العثماني مراد الرابع صاحب الجهود الأنجح في منع شرب القهوة، فجنّد “العسس” في طرق اسطنبول من أجل البحث عمن يرتاد بيوت القهوة.
وكان يعتقد حينها أن شرب القهوة سيؤثر على السلوك الاجتماعي، ويشجع على أفكار غير محمودة، وعلى الكلام البذيء، وفرض مراد الرابع حكماً بالإعدام على كل من يشرب القهوة على الملأ، وعلى من يدخن التبغ والأفيون أيضاً.
ووصلت القهوة إلى أوروبا بمشارف القرن السابع عشر، وانتشرت في كل القارة، لتغزو صناعة البيرة والنبيذ، بعض الناس استقبلوا المشروب الجديد بخوفٍ وريبة، والبعض أسماه “اختراع الشيطان المُر”.
وأمام تهديد صناعة النبيذ، لجأ أحد صانعيه إلى التحالف مع طالب جامعي ليكتب أطروحة عن القهوة، عنوانها “هل القهوة ضارة لعادات سكان مارسيليا؟”، زعم فيها الشاب أن القهوة تحتوي على حبيبات تمتلك طاقة عنيفة تدخل الجسد، وتهاجم الغدد الليمفاوية، وتجفف الكلى، وتسبب شللًا وضعفاً جنسياً.
وأدان رجال الدين القهوة عندما وصلت إلى فينسيا في عام 1615، وكان الجدل على القهوة كبيراً، حتى أنه وصل للبابا كليمنت الثامن، الذي تذوق القهوة ليفصل في الخلاف، وبعد أن نالت القهوة إعجابه حصلت القهوة على تأييد بابوي.
وفي عام 1777 في بروسيا، وضع فريدريش الثاني ملك بروسيا القهوة في قائمة المحظورات، وشجع على تناول البيرة، بدلًا عنها، لأنها صحية أكثر من القهوة في وجهة نظره.
وكان الملك يعتقد أن الجنود شاربي القهوة لن يتحملوا المعارك، ولن ينتصروا على الأعداء.
والسبب الحقيقي لكره فريدريش للقهوة كان اقتصاديًا بحتًا، فقد أثار قلقه أن الاستيراد الكثير للقهوة قد يُدمر اقتصاد الدولة؛ لأن القهوة كان يتم جلبها من الخارج على عكس البيرة، 700 ألف من العملة المحلية تغادر الدولة سنويًا من أجل القهوة.
وكان تحميص القهوة يتطلب تقديم طلب للحكومة من أجل الترخيص، لكن كل الطلبات كانت تُرفض، ما عدا أشخاص معينن ذوي صلات بالحاكم، بمعنى آخر كان كوب القهوة نخبويًا.
ويحكى أنه كان هناك 400 جنديا مخولين بتتبع رائحة القهوة لمعرفة إذا كانت قادمة من مكان مسموح له برخصة تحميص للقهوة، أم لا.
وتعد القهوة أشهر المحفزات الدماغية التي نشربها يومياً ويستهلك منها عالمياً 150 مليون كيساً كل عام، وهو ما يساوي 10 مليون طن.
تلفزيون الخبر