كاسة شاي

“أنا أربي طفلي تربية ذكية” .. ناشطة في قضايا الأطفال توضح ماهي التربية الذكية؟

“لا تدمر شخصية طفلك بحمايتك الزائدة له ونقدك اللاذع، بالحب تغير سلوك أبنائك وتمنعهم من الكذب، التغافل أحد أسباب بناء شخصية الأبناء، اتركي طفلك يبكي كي لايعتاد البكاء حيال أي أمر” هي عبارات تتكرر كثيرا اليوم على أسماع الأمهات ويدرجها المختصون تحت ما يسمونه بالتربية الذكية.

التربية الذكية مصطلح شاع كثيراً في الآونة الأخيرة وبات كثيرون يدرجون أي أسلوب تربوي ضمن أنواع التربية الذكية، حيث أكدت الناشطة والمدربة في قضايا الأطفال مي أبو غزالة لتلفزيون الخبر أن التربية الذكية “نمط تربوي وسلوك يحتاجه المجتمع حالياً بسبب التطور برؤية الطفل بما يتماشى مع تطور المجتمعات والتكنولوجيا”.

وأضافت ابو غزالة أن “التربية الذكية أسلوب حياة تربوي بالتعامل مع الأطفال، تحتاجه الأسرة بكل مراحل العمر وليس لها تحديد لمرحلة أو حالة معينة”، لافتة إلى أنها “ليست علاج أو تأهيل بقدر ماهي رؤية متجددة لتربية طفل العصر الحالي”.

وأوضحت أن “القاعدة الأولى في التربية الذكية تقوم على ان نعتمد على الحوار مع الطفل، والإصغاء له باهتمام لنتعرف عليه وعلى فروقاته ومشاكله ومشاعره، والحوار معه إضافة إلى إقامة الصداقات معهم منذ مراحل عمرهم الأولى”.

وتابعت ابو غزالة “أما القاعدة الثانية للتربية الذكية فهي أن لانكون بين إفراط وتفريط وبين الحسم والتسلط، بحيث لايجوز في التربية الذكية أن نتعامل بتسلط، في الوقت الذي نكون فيه قادرين على الحسم”.

أما القاعدة الثالثة في التربية الذكية، وفقاً للناشطة أبو غزالة، فهي العقد الاسري، شارحة أن “العقد الأسري هو قانون يجب أن تقوم به كل أسرة بحيث تشارك به أبناءها منذ الطفولة بوضع ما يجب أن نسلك بما يتناسب وبيئة الطفل والأسرة”.

وأشارت إلى أنه “في العقد الأسري لابد أن نكون حاسمين بالمحاسبة”، ضاربة مثال على ذلك بأنه “نحن في الأسرة لنا نظام لاستقبال الضيوف أو لوجبات الطعام والنوم والخ … هنا لابد أن يكون لكل من يخترق تلك القواعد والأنظمة في الأسرة محاسبة”.

وأردفت أبو غزالة أنه “يأتي دور المحاسبة بأنها تضبط السلوكيات بين أفراد الأسرة، ونعني بذلك الطفل بالتأكيد، وأيضاً الكبار لأنهم القدوة التي لابد أن ينتبهوا لما يقومون به أمام الطفل من سلوكيات”.

تعزيز السلوكيات الإيجابية وتجاهل السلبية، غير المؤذية، منها، تورده أبو غزالة ضمن القاعدة الرابعة في التربية الذكية، بحيث يجب تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل وتجاهل السلبي”، مردفة أنه “بتجاهلنا للسلبي نمنع عن الطفل أن يستفز أعصاب أو توتر الاهل”.

ونوهت أبو غزالة إلى أن “التربية الذكية اليوم لاتتنافى مع الفطرة البشرية لأن كل البشر بفطرتهم يسعون للأمان والاهتمام فكل البشر يحبون تقدير ذواتهم وهذه الفطرة إن تمكن الآباء من أن يستثمروها بحيث يمكنهم التواصل مع أبنائهم”.

وأكملت أنه “حتى لو عصر الانترنت هو المرغوب لديهم لكن بالواقع الأسرة قادرة على أن توجه الانترنت والتواصل الاجتماعي واليوتيوب إلى استخدام إيجابي إن هي شاركت أبناءها ساعة مخصصة له، وإن وجهت الطفل للبرمجة وتعلمها بدلاً من أن تكون مصدراً لمعلومات خاطئة”.

وأضافت “كل تلك الآليات تندرج تحت اسم التربية الحديثة التي تقوم على ثلاثة نقاط هامة هي حب الطفل من غير شروط، وتقبل الطفل من غير شروط إضافة إلى احترم حقوقه وفرديته من غير شروط”.

وعن ذوي الإعاقة، قالت أبو غزالة: “لاعلاقة للتربية الذكية بأي نوع من تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة ولكن بالتأكيد فإن التربية الذكية أسلوب تربوي يصلح لجميع الأطفال ويتناسب مع طفل العصر”.

يذكر أن التربية الذكية مصطلح منتشر كثيرا مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ويكثر فيه اللغط والتعقيد وعدم تحديد حقيقته كما يجب والتي اختصرتها أبو غزالة بأنها “الأسلوب التربوي المفيد لحل مشكلات متعددة لدى الأطفال لأنها أسلوب تعامل قائم على الشراكة بين الأسرة والطفل، وبالتالي فهم سيتجاوزون كل الصعوبات معاً”.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى