العناية بالمولود الجديد .. بين الأمهات والجدّات والأساليب القديمة والحديثة
تنسى الأم تعب وآلام الحمل والولادة بمجرد قدوم المولود الجديد، وتستقبل العائلة الصغير بالابتسامات والترحيب، لتبدأ بعد ساعات، الخلافات على إلباسه وإطعامه وطريقة التعامل مع أمراضه، حتى يبدو الأمر أشبه بـ” حرب ” تتمترس فيها الجدّات على جبهة والأم على جبهة أخرى .
لم تعد أساليب التربية والعناية بالطفل القديمة والتي تتمسك بها الجدّات، مقنعة لأمهات الجيل الجديد، وتبدأ الخلافات من أصغر التفاصيل.
فالجدات مقتنعات بأساليبهن القديمة (المجربة) لأجيال، والأمهات يفضلن ما يقوله العلم الحديث، وأحيانا بعض مواقع الإنترنت المتخصصة.
تقول سامية، وهي جدة ل 6 أحفاد “لتلفزيون الخبر،ط ربيّت 5 أطفال كما علمتني أمي وأم زوجي ولم أكن أعترض على ما تقولانه، وتمتع أطفالي بصحة جيدة و “ماشالله عليهون” ، لكن بنات هذا الجيل لا يقتنعن بشيء من كلامنا”.
وتتابع ” ابنتي لا تقتنع بمعرفتي لسبب بكاء الطفل، فنحن بحكم الخبرة نعلم إذا كان بكاؤه بسبب الجوع أو المغص أو أنه متضايق من ملابسه، فهي تفضل استشارة طبيب في كل صغيرة وكبيرة، وأنا لا أرى ضرورة لهذا ” بشوية يانسون مغلي بيمشي الحال”.
” من المعروف أن الكمون واليانسون مفيدان جدا في حالة المغص، والماء والسكر نعطيه للطفل اذا ما بدت عليه أعراض يرقان الولادة، هكذا كنا نعالج أولادنا ولم تكن هناك مشاكل وكنا ” نسمع الكلام”، تعقب سامية.
وتؤيدها وداد ” كنا نلف المولود عدة مرات لتدفئة جسده، واعتدنا على حمّامه بطريقة تعلمناها ومجربة لأجيال، وكنا نقوم بتمليح الطفل عدة أيام بعد الولادة، لتعقيم جسده، ونحرص أثناء لفه على تقريب قدميه من بعضهما للحفاظ على شكل الجسم عندما يكبر”.
وتضيف ” ومن عاداتنا وضع الكحل العربي في عينيه لتصبحا مكحلتين على طول، و نعرف طريقة وضعه على صدر أمه كي يتمكن من الرضاعة حتى الشبع، وكنا نضع الزيت على صرته حتى يسقط ما تبقى من الحبل السري، اليوم يعتمدون على الأدوية والمعقمات الجاهزة ولا يقبلون أساليبنا”.
وتعلق ريم على كلام أمها وحماتها ” المشكلة أن الطب الحديث يخالف معظم هذه العادات، وأنا أفضل الاستماع للطبيب، فيعتقدون أنني لا أحب نصائحهم، ولا يعجبهم طريقة عنايتي بالمولود”. تقول لتلفزيون الخبر.
وتضيف ” وضع الكحل قد يسبب حساسية في كثير من الأحيان، والملح يزعج جسد الطفل كثيرا، وكذلك شدّه ولفّه على طريقتهن، والطب يقول اليوم أن المولود خلال ال 10 أيام الأولى لا يصيبه المغص “.
وتحاول ريم إرضاء الجدات ” أنا لا أرفض آرائهن وأحترمها وأحاول أن أطبق بعضها، ففي النهاية هم الذين قاموا بتربيتنا وللخبرة دورها، لكن بعض الأشياء التي يقمن بها هي ” تعذيب” لا جدوى منه للطفل الصغير”.
من ناحية أخرى ، لا تخالف نور رأي أمها بأي تفصيل يتعلق بابنها حديث الولادة وتقول” هي تعلم أكثر مني ما ينفعه وما يضره، وأترك لها أمر العناية به فهي تستطيع إسكاته و حتى حمله وجعله ينام أفضل مما أفعل “.
وللرجال رأيهم أيضا في هذه ” الحرب” ، يقول أحمد ” نحن جيل معظمنا متعلم في الجامعات ونثق بالطب أكثر من العادات القديمة، وهذا لا يعجب أهلنا الذين اعتادوا على طرق معينة متوارثة في التربية “.
ويضيف ” أقف على الحياد عندما أرى الخلافات تنشب بينهن، ورغم أنني أميل لرأي زوجتي باستشارة طبيب أو أخصائي، إلا أنني لا أستطيع إغضاب الجدات أيضا “.
وتقول طبيبة الأطفال لمى عبد الله لتلفزيون الخبر ” الطب الحديث يخالف 90% من العادات المعروفة عند الناس بالنسبة للعناية بالمولود، وبعض هذه التصرفات تسبب أثارا جانبية تظهر على المدى البعيد”.
وتضيف “تأتينا الكثير من الحالات لأطفال مرضى بسبب عادة قديمة تتمسك بها الجدات وبعض الأمهات حتى اليوم”.
وتتابع ” جسم الطفل حديث الولادة يكون حساساً للغاية ويتطلب عناية خاصة، ومادام الطب يتيح أفضل عناية للأم و الطفل، فلا داعٍ للمغامرة بإتباع أساليب غير مضمونة النتائج”.
وتستعين كثير من الأمهات الحديثات بمواقع الإنترنت للتعرف على كيفية العناية بالطفل في مرحلة حياته الأولى، وبعضها يؤكد سلامة الطرق القديمة، واللافت أن هذه المواقع تجتذب الجدّات كذلك، فيبحثن فيها عما يؤكد أساليبهن .
تلفزيون الخبر