“مغارة الدم”.. أسطورة محفورة في قلب قاسيون
تنتقل الأساطير عبر الزمن حاملة تفاصيل كانت، وأخرى من وحي الخيال، فإذا كانت الأسطورة عن مكان ما، يبحث الإنسان عن دلائلها فيه، كي يصدق أو يستمتع بالقصة فحسب.
من مدينة دمشق يظهر في أعلى جبل قاسيون المطل عليها مسجد صغير، يدعى مسجد “الأربعين” نسبة إلى وجود أربعين محراباً داخله، وهو مكون من طابقين، الطابق السفلي فيه هو مغارة، تعرف باسم “مغارة الدم”.
تقول الرواية أن “اسم المغارة “مغارة الدم ” جاء من كونها كانت مسرحاً لأول جريمة عرفها التاريخ، حين قتل قابيل أخاه هابيل”.
وبحسب سكان المنطقة، “في زاوية المغارة فتحة تمثل فماً كبيراً يظهر اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم بتفاصيل متقنة، حيث فتح الجبل فمه من هول الجريمة” حسب الرواية.
وبحسب الأسطورة أيضاً ” فإن لون حجارة المغارة الأحمر هو بسبب دماء هابيل القتيل”، وفي سقف المغارة شق صغير ينقط منه الماء ليسقط في جرن صغير وفي الأسطورة “هي دموع الجبل الذي بكى على موت هابيل”، وتعتبر هذه المياه مباركة بالنسبة للزوار.
وفي أحد اللقاءات مع إمام المسجد يقول ” من المعروف أن العباد والزهاد يسكنون الجبال بشكل عام، وهذا المسجد كان ديراً في زمن الرومان ومعبدا وثنياً في زمن الآرميين، وتم تشييد مقام النبي هابيل في القرن السادس عشر وهو بطول 7 أمتار، ويزوره الناس من جميع الأديان”.
ويذكر الباحث ابراهيم زعرور أن ” هذه الأسطورة تدل على أن بداية الحياة كانت على أرض سوريا، ومن الممكن أن تكون العوامل الجوية ساهمت في تشكيل تضاريس المغارة لتظهر بهذه الصورة ثم يجري تفسيرها تبعاً للأسطورة”.
وبحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم”، ” يبلغ عدد زوار المغارة والمقام حوالي 300 شخص يومياً، ويصل العدد إلى 1500 زائر في أيام الأعياد والعطل”.
وللوصول إلى المغارة على الزائر صعود درج مؤلف من أكثر من 700 درجة، وهي الآن تحتاج إلى الترميم والإصلاح وإعادة تزويدها بالتيار الكهربائي.
يذكر أن المغارة جرى إغلاقها طيلة سنوات الحرب في سوريا، وأعيد فتحها أمام الزوار مجدداً، بعد انتهاء العمليات العسكرية في دمشق وعودة الأمان إلى كافة مناطقها.
تلفزيون الخبر