الأكثر إثارة للجدل .. ميل غيبسون في ذكرى ميلاده الـ 63
في عائلة من أحد عشر ولداً، ومن أصول إيرلندية، ولد الممثل والمخرج والمنتج العالمي “ميل غيبسون”، ليتحول من الابن السادس في عائلة هاربة إلى أستراليا، إلى أهم الوجوه السينمائية في هوليوود والعالم .
بطل أهم وأشهر الانتاجات السينمائية في العالم، ومنها (Braveheart، Maverick، وHamlet)، وصاحب عدة جوائز أوسكار والمرشح للعديد من الأوسكارات الأخرى، وصاحب الفيلم المثير للجدل “آلام المسيح”.
وبحسب ما ذكرته مجلة “آراجيك” الإلكترونية “عند بداية الحرب الأمريكية في فيتنام، قام والد غيبسون بنقل عائلته إلى أستراليا خوفاً من طلب أولاده للمشاركة في الحرب”.
وأمضى ميل ما تبقى من طفولته في سيدني، وبعد تخرجه من الثانوية فكر في أن يصبح طاهياً أو صُحفيّاً، لكنه اتخذ طريقاً مختلفاً جداً بعد أن قدمت أخته طلباً بالنيابة عنه للمعهد الوطني للفن الدرامي في سيدني، وقرر أنه سيخوض الإختبار دون أي خبرة مسبقة في التمثيل، ليتم قبوله ويسجّل في مدرسة الدراما.
وبعد فترة ليست طويلة ظهر غيبسون لأول مرّة في العرض المسرحي روميو وجولييت، بينما كان ظهوره لأول مرّة على الشاشات من خلال الفيلم السينمائي Summer City عام 1977.
وانضم، بعد تخرجه من المعهد في نفس السنة، إلى مؤسسة المسرح الأسترالي الجنوبي، حيث ظهر في أدوار البطولة في إنتاجات كلاسيكية منها أوديب (Oedipus)، وهنري الرابع (Henry IV).
وتوجه غيبسون إلى التلفاز حيث لعب أول أدواره ضمن السلسلة الأسترالية The Sullivan، وانتقل بعدها إلى الأعمال السينمائية في 1979 حيث لعب دور المحارب المستقبلي المجنون في فيلم Mad Max، ودور آخر كرجل مختل عقلياً في فيلم Tim.
وحاز غيبسون على جائزته الأولى من معهد الفيلم الأسترالي AFI كأفضل ممثل على أدائه في فيلم Tim، في الوقت الذي حاز فيه فيلم Mad Max على نجاح كبير، وحصد غيبسون جائزة معهد الفيلم الأسترالي للمرة الثانية عام 1981 كأفضل ممثل في دور رجل وطني بامتياز في دراما الحرب العالمية الأولى غاليبولي Gallipoli.
وعاد في وقت لاحق من نفس العام ليلعب دور البطل المستقبلي وهو يرتدي زي جلدي في فيلم Mad Max2 والذي تم إصداره في الولايات المتحدة فيما بعد عام 1982 بعنوان The Road warrior، ليمهد الطريق أمام غيبسون إلى العالمية.
ظهر في أول دور رومنسي له إلى جانب سيغورني ويفر ، في فيلم ( The year of living dangerously) عام 1982، فيما يعتبر ظهوره الأول في الفيلم الأمريكي ذا ريفر (The River) عام 1984، علامة فارقة في حياة غيبسون، حيث ترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار.
وعاد بعدها النجم إلى أستراليا عام 1985، ليكمل ثلاثية الفيلم Mad Max، والذي حقق نجاحاً مدويّاً، و ثبتت شعبية غيبسون بشكل واضح عندما تم نشر صورته على مجلّة People ووصفته أنه الرجل “الأكثر إثارة على قيد الحياة”.
وفي عام 1990 قدّم غيبسون أداءً يفوق الوصف كأمير معذّب في فيلم هامليت Hamlet، وكان هذ الفيلم أول فيلم يقوم بإنتاجه غيبسون من خلال شركة إنتاجه الجديدة (Icon) والتي قامت بإنتاج أعمال هامة مثل إيمورتال بي لوفد Immortal Beloved(1993) ويمثل سيرة حياة الموسيقار بيتهوفن.
وفي عام 1994 قامت الشركة بإنتاج فيلم Anna Karnina المأخوذ عن رواية المشهورة، وفي عام 1995 أخرج غيبسون فيلمه الأكثر رومنسية حتى هذا الوقت “Braveheart” حيث لعب دور البطولة أيضاً ونال الفيلم عدة جوائز أوسكار كأفضل ممثل ومخرج وأفضل تصوير.
ولعب غيبسون في الفيلم دور البطولة بشخصية السير ويليام والاس، الإسكتلندي النبيل، وتدور أحداثه الملحمية في اسكتلندا حوالي القرن الثالث وفي نفس العام قدم صوت جون سميث في فيلم بوكاهانتس من إنتاج ديزني.
وفي أواخر التسعينات، لعب أدوار البطولة في بعض أفلام الجريمة من ضمنها Ransom وفي عام 1997 فيلم Conspiracy Theory إلى جانب جوليا روبيرتس Julia Roberts وفيلم Payback عام 1999 بشكل منفرد.
“بعدها في عام 2000 كان العمل الأبرز من خلال دوره في فيلم(The Patriot)، حيث لعب دور البطل الوطني المعارض خلال الثورة الأمريكية، وفي العام نفسه لعب دور البطولة في الفيلم الكوميدي الرومنسي What Women Want، ما الذي تريده النساء.
وعاد غيبسون إلى الإخراج عام 2004 من خلال فيلمه الطموح الذي يتناول الساعات الأخيرة من حياة يسوع المسيح تحت اسم آلام المسيح The Passion of the Christ”، الذي أثار جدلاً كبيراً ونجاحاً أكبر.
وصرّح غيبسون في وقت لاحق أن الروح القدس كان يقوم بالفيلم من خلاله حيث يقول: “لقد كنت أدير التحركات لا أكثر في إشارة منه إلى أنه لم يكن صاحب الإنجاز وإنما السبيل إليه”.
وفي كانون الأول عام 2006 قدّم فيلماً تاريخياً آخر بعنوان Apocalypto والذي يروي قصّة انهيار حضارة المايا هذا و تم إنتاج الفيلم بلغة المايا ياكاتيك Yacatec كلغة أصلية وتمت إضافة الترجمة إليه.
وبعد فترة وجيزة من تقديم فيلم آلام المسيح تمت توجيه عدّة تهم وانتقادات لغيبسون بوصفه معادٍ للسامية وعنصري، والقيادة تحت تأثير الكحول، وصولاً لإدمان الكحول وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع المراقبة بالإضافة إلى جلسات علاج إدمان الكحول.
ولسنوات بعد الحادثة حافظ غيبسون على علاقات شخصية محدودة، وانتج بعض الأفلام الوثائقية، وبعد عدة سنوات من الإخراج والإنتاج عاد للوقوف أمام عدسات الكاميرات في فيلم The Edge of Darknessعام 2010 حيث لعب دور المحقق الذي يبحث عن السبب وراء موت ابنته.
وتعرض غيبسون لبعض التصريحات التي أساءت لصورته، لكنه عاد ليلعب دور البطولة في The Beaver إلى جانب جودي فوستر، حيث لعب دور رجل انتحاري تم استغلاله، وبعدها عاد غيبسون إلى الأكشن في أدواره في ثلاث أفلام حتى عام 2014.
ليعود غيبسون عام 2016 ويخرج عمله المثير The Hacksaw Ridge، والذي يعتبر عمله الإخراجي الأول خلال السنوات العشر الأخيرة، ورغم أن الفيلم حقق نجاحاً خجولاً في شباك التذاكر، لكنه حصد من خلاله جائزة الغولدن غلوب وتم ترشيحه لجائزة الاوسكار كأفضل إخراج.
وعن حياته الشخصية، تزوج غيبسون من روبين مور عام 1980 وأنجبا سبعة أولاد قبل أن تنتهي علاقتهما بالطلاق عام 2009، وبعد فترة قصيرة بدأ يواعد يواعد المغنية أوكسانا غريغوريفا، و أنجبا طفلاً قبل انفصالهما بفترة قصيرة عام 2010.
وبعد فترة قصيرة من انفصالهما خضع غيبسون للتحقيق بتهمة العنف المنزلي بالاستناد إلى تسجيل صوتي لمحادثة معه يبين أنه وجَّه كلمات عنصرية وأقر أنّه يكره غريغورييفا، فيما اعترف غيبسون أنّه قام بصفع غريغورييفا براحة يده لكنه رفض ادعاءها أنّه قام بمعاقبتها وضربها عدّة مرات.
وفي محاكمة أجريت له عام 2011 صدر بحقه حكم غير قابل للطعن يجرّمه بالعنف المنزلي ، و استنكر زملاؤه في هوليوود أفعاله كما تم التخلي عنه من قبل وكالته.
في عام 2016 صرّح ممثل غيبسون الرسمي أن غيبسون، الذي قدرت ثروته بـ 425 مليون دولار، وصديقته في العامين الأخيرين روزاليندا روس ينتظران طفلهما التاسع.
تلفزيون الخبر