“رعد” و” صخر” و” مطر” .. عن أسماء الرجال وارتباطها بالبيئة المحيطة بهم
الإنسان ابن بيئته، هي جملة فلسفية وعلمية في وقت واحد، تعكس ارتباط الانسان ببيئته، وتفاصيل حياته، فمن الطبيعي أن يكون ابن الجبل ذو صفات تختلف عن ابن الصحراء أو ابن الساحل أو أي بيئة جغرافية أخرى .
وتختلف هذه الصفات بين شكل الجسد وطبيعته، ونفسية كل إنسان، حتى أن الاختلاف يصل إلى طبقات الصوت، ولكن الغريب أن للأسماء ارتباطات بالبيئة المحيطة أيضاً .
يقول رعد، صاحب 24 عاما، لتلفزيون الخبر “تستغرب الناس من اسمي، ويسألوني عن سبب تسمية أهلي لي بهذا الاسم، وتزداد الغرابة عندما أجيبهم: أنني ولدت بيوم ماطر رافقته عاصفة رعدية شديدة، فاستوحى جدي الاسم منها” .
ويتابع رعد، ابن مدينة حمص حديثه “هذه المنطقة تشهد في بداية السنة، عواصف رعدية، ومطر شديد، فينال المولدون في هذه الأيام حصصاً من أسماء الطبيعة، فأنا لست الوحيد، مطر هو ابن عمي الكبير”، ويتابع ضاحكاً “ينقصنا برق لنكون عاصفة المنطقة” .
ومع ابتعادك عن حمص مسافة 150 كم شرقاً، باتجاه الصحراء السورية، وملكتها مدينة تدمر، يلاقي لنا صخر صاحب 40 عام، ذو البشرة السمراء والبنية الجسدية القوية.
ويتحدث صخر عن اسمه فيقول “أحب اسمي جداً، فهو انعكاس لطبيعة المنطقة القاحلة، وقساوة صخورها، وسط كل هذه الرمال” .
كما أن للأسماء تأثر بالبيئة الثقافية، التي ولد بها الأطفال، فغالباً ما نسمع أسماء غريبة تكون لها دلالات تاريخية أو ثقافية معينة، كآشور، وسومر، وهانيبال، وصيدون، وآداد، ونارام، وآنو، وسرجون، كلها أسماء سوريّة بحتة، ومستمدة من الحضارات السورية القديمة، وغالباً ما تنتشر هذه الأسماء في المناطق ذات التراث الفكري والثقافي .
وللأسماء خصوصيتها في الكثير من المناطق، عندما يتعلق الموضوع بالدين، وهنا يجدر ذكر قول محمد الماغوط “عندما أنجب طفلا سأسميه آدم، لأن الأسامي في زماننا تهمة”، وهو الذي فضل أن يكون اسم الانسان بعيداً عن الأسماء التي لها دلالات دينية .
وتبقى أغنية فيروز “أسامينا شو تعبو أهالينا ..”، تجول بين كل الأسماء الغريبة، محاولة معرفة سبب تسميتها، لأن من اختار اسماً كصخر أو زمن أو سرجون لابنه، لديه قصة تستحق أن تسمع .
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر