مبادرات إيجابية اتجاه الحيوانات في سوريا لسنة 2018
حفل عام 2018 بمبادرات إيجابية عدة اتجاه الحيوانات في سوريا، لا سيما الأليف منها، فهناك من قدم لها الحماية و الرعاية، وآخر أتاح فرصاً للتبني، وهناك من عمل على تقديم التوعية للمجتمع لمعرفة السبل الصحيحة للتعامل مع الحيوانات، وأحياناً خدمات فندقية.
ولم تكن الخدمات السابقة تعود على الحيوانات فقط، بل هناك مع طور الأمر ليكون الحيوان الأليف أداة للتأهيل النفسي للأطفال أو البالغين ممن يعانون من مشاكل نفسية مختلفة ناتجة عن الحرب.
ومن بين تلك الجمعيات، كانت جمعية “SARA” أو “Syrian Association for Rescuing Animals” التي أسست منذ ثلاث سنوات، وتُعنى بالحيوانات الشاردة، الكلاب خاصة، لتحوي حتى اليوم حوالي 1000 كلباً، و 300 قطة، و عدد من الحيوانات النباتية في ملجأ خاص.
وقالت مؤسسة المشروع آنا نبيل أورفلي، المعروفة بـ “سارة”، لتلفزيون الخبر أن “الحيوانات تتأذى أكثر من البشر الذين يملكون 2400 جمعية تعبر عنهم، أما الكلاب حين تتأذى تتخذ ركناً ما تنتظر فيه الموت بصمت”.
و بحسب “سارة”، فإن “الجميعة تهدف إلى مساعدة الحيوانات المعرضة للخطر و إنقاذها، و تعقيم و إحصاء الكلاب الشاردة للحد من تكاثرها، ونشر التوعية حول كيفية معاملة الحيوانات و منع الإساءة لها”.
وأشارت أورفلي إلى “ضرورة وجود منهاج مدرسي يرشد الأطفال إلى طرق التعامل الرحيم مع المخلوقات الأخرى، سواء الحيوانات أو النباتات أو البشر، و تعديل قانون التعامل مع الحيوانات الشاردة و الحفاظ عليها دون قتلها أو سمها”.
وأضافت أورفلي أن “قتل الحيوانات الشاردة التي لا ذنب لها سوى أنها لم تجد من يعطف عليها أمر خاطئ، والحساب سيان عند الله بالنسبة لقاتل الروح البشرية أو الحيوانية”، على حد تعبيرها.
وأكدت أورفلي أن “وجود الحيوانات بين البشر لم يخلق عبثاً، حيث لها دور هام في القضاء على الفئران و الجرذان، وعدم توافرها من الممكن أن يؤدي لتواجد الأفاعي و السحالي”.
وكان أحد الأنشطة التطوعية الممتد منذ ستة سنوات جمعية “الفريق السوري لحماية الحيوانات”، المعروف بـ “STAR”، واحدة من قلائل من حملوا على عاتقهم مسؤولية حماية الحيوانات الشاردة وعلاجها وتقديم الرعاية المناسبة لها.
وقالت رئيس مجلس إدارة الجمعية، هنادي المحتسب، لتلفزيون الخبر إن “الفريق يقدم حماية وعلاج ورعاية تشمل الخصي والتلقيح والتعقيم للحيوانات، من ثم إطلاق السليم منها في أراض خاصة متفق عليها مع وزارة الزراعة ووزارة الإدارة المحلية، أما الحيوانات المصابة فيتم الاحتفاظ بها”.
وأدخل الفريق مفهوم “العلاج النفسي عن طريق الحيوانات الأليفة”، حيث أشارت المحتسب لأهمية الفكرة، قائلة إنها “أعطت نتائج إيجابية عدة بالرغم من عدم تطبيقها سابقاً في سوريا”.
ويسعى الفريق، المكون من 24 متطوعاً، لتقديم توعية للتعامل مع الحيوانات، خاصة لفئة الأطفال داخل المدارس وخارجها، التي ترى المحتسب أنها “تفرغ ما عانت منه من عنف خلال سنوات الحرب بأرواح بريئة لا تستطيع الدفاع عن نفسها”.
وتمكن الفريق من إيجاد حل لقتل الكلاب الشاردة، ومتابعة شكاوي المواطنين المتكررة من خلال وضعها بأرض مخصصة، وضخ القطط أو تقليص عددها كل حسب حاجة المنطقة منعاً لانتشار الجرذان، وفق ما ذكرت المحتسب.
وترعى الجمعية اليوم حوالي 400 كلبا، و580 قطة، كما تستقبل شكاوى المواطنين المرتبطة بتأثير تجمعات حيوانية على العمل البشري، بالإضافة لوجود أطباء بيطريين في مركز الجمعية على الدوام، علما أنها قائمة على التبرعات.
وابتكر الزوجان محمد بطحة ولين الآغا طريقة أخرى لرعاية القطط، من خلال فندق سمي “Paw Cats Hotel”، ويعد الأول من نوعه في سوريا، حيث يترك المربون قططهم فيه ضمن بيئة آمنة ومستقرة أثناء سفرهم أو غيابهم.
وافتتح الفندق في السابع من شهر آب الماضي، وخلال لقاء تلفزيون الخبر مع مالكيه أشارا إلى أنه “في بداية الأمر كان المشروع ضمن منزل الزوجين، وبعد أن لاقى رواجاً ضمن دائرة مربي القطط، قاما بتوسيع المكان حتى يستطيعا البقاء مع القطط لمدة أطول”.
وقال الزوجان، على الصفحة الخاصة بالفندق على منصة “فيسبوك”، إن “الفندق في بعض الأحيان اكتمل فيه عدد القطط المتاح للإقامة، نظراً لما لاقاه من نشاط خلال شهور عمله في السنة الماضية”.
ومن جهة أخرى، تعاني الحيوانات في الشوارع من خطر القتل، الأسلوب المعتمد من قبل بلديات معظم المحافظات السورية لمجابهة خطر الكلاب الشاردة، ولم يقتصر الأسلوب على القتل فقط، بل هناك طريقة أخرى معتمدة وهي التسميم.
وكانت الجمعيات الآنفة الذكر، أطلقت نداءات ضد “رؤوس الدجاج المسممة التي نشرتها محافظة دمشق”، في حين قال أحد رؤساء المجالس البلدية لتلفزيون الخبر “ما من حلول أخرى متاحة، فإما السم (وهو الأكثر استخداماً)، أو قتلها بالرصاص، وهذا يسبب خوف للأهالي خاصةً في فترة الليل”.
يشار إلى أنه لا يوجد ضمن المشافي الحكومية، مصل مضاد لداء الكلب، ويتم شراؤه من قبل المواطنين من السوق السوداء بمبالغ تصل الى 20 ألف ليرة.
إلى ذلك، يبقى مجال رعاية الحيوانات محدوداً، خاصة وأن الجمعيات السابقة مازالت تعاني من نقص حاد في التبرعات التي تقوم عليها بالدرجة الأولى، الأمر الذي يحد من تقدمها واستمرارها في عمليها كما تريد.
لين السعدي_تلفزيون الخبر