بانوراما دمشق 2018 .. العاصمة خالية من الإرهاب ومعرض دمشق الـ 60 والسفارات المغلقة تعاود الافتتاح
شهدت مدينة دمشق الكثير من الأحداث خلال عام 2018، وكان من أهمها تحرير دمشق وغوطتها الشرقية من التنظيمات المتشددة التي كانت تسيطر عليها، إضافة لتحولات في المواقف العربية مع دمشق، حيث اختتمت السنة بافتتاح السفارة الإماراتية بدمشق.
وبدأت أبرز الأحداث في شهر شباط 2018 بإسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة “إسرائيلية” من طراز f16، فوق فلسطين المحتلة.
وأقرت وسائل إعلام العدو “الإسرائيلي” الأحد 10 شباط بسقوط إحدى الطائرات، معترفة بإسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة “اف 16” فوق منطقة الجليل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وإصابة طياريها، مؤكدة إغلاق أجزاء من المجال الجوي “الإسرائيلي” أمام الطائرات بعد إسقاط الطائرة.
واعتبرت وسائل إعلام العدو أن “إسقاط طائرة حربية من طراز “اف 16” فوق الأراضي المحتلة يعني “صدعاً” في التفوق “الإسرائيلي”، مؤكدة أن “الحكومة “الإسرائيلية” طلبت تدخلاً روسياً وأمريكياً عاجلاً لاحتواء الموقف”.
وأفادت أنباء من داخل فلسطين المحتلة “بسماع دوى صافرات الإنذار في مستوطنات العدو “الإسرائيلي” وحالة من الهلع وهروب للمستوطنين وفتح الملاجئ في المستوطنات “الإسرائيلية” وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المستوطنات شمال الأرض المحتلة”.
وكان الحدث الأبرز في دمشق عام 2018 هو تحرير الغوطة الشرقية من التنظيمات المتشددة، إضافة لبلدات جنوبي دمشق، وإعلان العاصمة خالية من المسلحين.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السبت 14 نيسان، أن غوطة دمشق الشرقية محررة بالكامل من التنظيمات المتشددة، وذلك بعد استكمال خروج أخر دفعة من المسلحين من مدينة دوما.
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان لها إنه “وبعد سلسلة عمليات عسكرية مركزة وقوية على مدى عدة أسابيع، أتمت وحدات من قواتنا المسلحة والقوات الرديفة والحليفة تطهير الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية المسلحة، وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية”.
وأشارت القيادة العامة للجيش إلى أن “وحدات الهندسة بدأت بتفتيش الساحات والشوارع والممرات لإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في المدينة، وذلك بهدف تمكين بقية الوحدات من تأمين المناطق المحررة وتجهيزها لعودة المدنيين إلى منازلهم آمنين”.
كما أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الاثنين 21 آيار أن محافظة دمشق اصبحت خالية من الارهاب، وذلك بعد تحرير مخيم اليرموك وبلدة الحجر الأسود جنوب العاصمة.
وقالت القيادة في بيان لها إنه “بعد سلسلة من العمليات العسكرية المركزة والمتتابعة، أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة والقوات الرديفة والحليفة تطهير منطقة الحجر الأسود ومحيطها بالكامل وتم القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي”.
وتابعت القيادة “ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وقبلها يلدا وببيلا وبيت سحم، وهذا مايتوج تطهير جميع بلدات الغوطتين الغربية والشرقية تماماً من رجس الإرهاب المسلح التكفيري بكل مسمياته وأشكاله وسحق تجمعاته التي كانت تنتشر في تلك المناطق”.
وأردف البيان “إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تعلن اليوم أن دمشق وما حولها وريفها وبلداته هي مناطق آمنة بالكامل، وعصية على الإرهاب ورعاته، فإنها تؤكد في الوقت نفسه أن جيشنا الباسل اليوم أكثر قوة وأشد بأساً وتصميما على مطاردة ما تبقى من فلول الإرهاب وسحق تجمعاته أينما وجدت على امتداد تراب الوطن”.
وبدأت بعدها حواجز دمشق تختفي تباعاً، حيث قامت محافظة دمشق في شهر حزيران بإزالة الحاجز المتواجد في محيط ساحة التحرير الملاصق لمبنى فرع المخابرات الجوية في دمشق.
وذكر مراسل تلفزيون الخبر في دمشق أنه “تمت إزالة كامل الكتل الاسمنتية وحواجز التفتيش من ساحة التحرير، بالإضافة لإزالة حاجز الغدير أيضاً”.
وكانت الجهات المختصة قامت منذ أيام بإزالة حواجز من على أبواب دمشق القديمة كحاجزي باب الجابية وحاجز دوار الزبلطاني القريب من سوق الهال.
وكانت الجهات الأمنية أزالت حاجز كراجات العباسيين، وحاجز مشفى ابن النفيس في حي ركن الدين، كما أزيل حاجز القطيفة في ريف دمشق.
وكانت حواجز شارع بغداد من أول الحواجز التي تم إزالتها، وأزيل بعدها العديد من الحواجز في عدة مناطق مهمة، كحاجز شارع الثورة، وحاجز الميسات وحاجز ساحة باب توما وغيرها.
وفي 13 أيلول بدأت ورشات الصيانة في محافظة دمشق أعمالها لإعادة تأهيل مداخل مدينة دمشق على أربع محاور لتسهيل حركة المرور.
وقال مدير الإشراف في محافظة دمشق علي الحلباوي “تمت المباشرة بتأهيل مداخل مدينة دمشق لإتاحة استخدام الطرق بالشكل الأمثل وتقييد إشغال الأرصفة والشوارع داخل المدينة بما يؤمن مرور آمن ومريح للمشاة”، وفقاً لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية.
وبيّن الحلباوي أنه “تمت المباشرة عبر أربعة محاور هي محور أوتوستراد دمشق وحمص من عقدة القابون وحتى البانوراما، ومحور أوتوستراد دمشق وحمص من البانوراما وحتى طريق مطار دمشق الدولي”.
وتابع الحلباوي “بدأنا العمل أيضاً على محور شارع فارس الخوري، ومحور أوتوستراد دمشق درعا الدولي الجديد والقديم، إضافةً إلى تأهيل كراج انطلاق الشمال -الهوب هوب-، وكراج وصول البولمان”.
وبّين الحلباوي “بدأنا بإعادة تأهيل الطرق الدولية، وكراج الوصول في مركز انطلاق الشمال، وإعادة تأهيل مركز انطلاق الهوب هوب، وأعمال الإنارة والكهرباء، وإعادة تشكيل حدائق المداخل والمسطحات الخضراء بالكامل”.
وأشار الحلباوي إلى أنه “يجري العمل على إعادة تأهيل المدخل الغربي منذ عدة سنوات، وأدت الحرب إلى بعض التأخير في بعض بنود الأعمال التي تسارعت في الفترة الأخيرة”.
وما إن حل الشتاء حتى عاد البحر الدمشقي للظهور مرة أخرى، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة مطلع الشهر الرابع، ما أدى لتجمع المياه في الشوارع مشكلة “بحراً”.
وأدى استمرار تساقط الأمطار يوم الخميس 26 نيسان إلى إغلاق عدد كبير من الطرق في قلب العاصمة دمشق، وقالت مصادر محلية لتلفزيون الخبر حينها إن “العقد المرورية و الشوراع الرئيسية شهدت ازدحاماً كبيراً نتيجة إغلاق بعض الساحات العامة”.
وغمرت الأمطار كل من نفق الحياة وأوتستراد الفيحاء وطريق المؤدي إلى ساحة شمدين، وشارع المعرض القديم المؤدي لساحة الأمويين، بالإضافة إلى شوارع في قدسيا وساحة عرنوس والصالحية.
كما سمحت الأمطار الغزيرة بتشكل سيول في حارات ركن الدين أدت لجرف عدد من السيارات وغيرهم العديد من الشوارع الفرعية والعقد الرئيسية في دمشق، وذلك نتيجة عدم وجود مصدر لتصريف مياه الأمطار.
وعاد هذا المشهد إلى دمشق الأحد 21 تشرين الأول عند هطول أول أمطار هذا الموسم، وعلى الرغم من تأخرها إلا أنها سببت أضراراً كثيرة، وتجلى ذلك في الشوارع التي فاضت وأصبحت “شواطئ”، بحسب وصف السوريون.
وانتشر عدد من المواطنين الذين لم يستطيعوا التحرك بسبب المياه، و”بدا سفينة تنقذنا من بحر الوحل”، و “نازلين هلق على مسبح الإشارة”، و”شاطئ الأمويين” وغيرها من التوصيفات.
وانتشرت التعليقات الساخرة، ومنها “للإيجار شاليهات سوبر ديلوكس في منطقة ركن الدين أطلالة مباشرة عالبحر”، و “دورس للسباحة داخل الانفاق بأسعار تشجيعية”.
وممثلاً للرئيس بشار الأسد، افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس الخميس 6 أيلول، الدورة الـ 60 لمعرض دمشق الدولي، تحت شعار “وعز الشرق أوله دمشق”.
وتضمن حفل الافتتاح حضور رسمي محلي وعربي ودولي، و مشاركة 48 دولة عربية و أجنبية، وعدد كبير من الشركات والفعاليات التجارية والصناعية.
حضر الافتتاح عدد من الوزراء وأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزراء السياحة والصناعة والزراعة اللبنانيون وسفراء عرب وأجانب ونائب رئيس مجلس الشعب، ووفود تجارية وصناعية عربية وأجنبية وشخصيات فنية وإعلامية عربية.
واختتم المعرض فعالياته مساء يوم السبت 15 -9 -2018 فعاليات معرض دمشق الدولي بحضور 217 ألف زائر لليوم الأخير، ونحو مليونين وثمانية آلاف زائر خلال أيام المعرض جميعاً.
وأعلن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار الاثنين 15 تشرين الأول عن افتتاح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن رسمياً.
وقال الشعار، بحسب تصريحات صحفية، إنه “تم الاتفاق مع الحكومة الأردنية على افتتاح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، عقب اجتماع بين اللجنة الفنية السورية الأردنية، تم في مركز جابر الحدودي على الحدود السورية الأردنية”.
يذكر أن معبر نصيب كان أغلق منذ حوالي الثلاث سنوات، بعد سيطرة التنظيمات المتشددة عليه، عام 2015، وكان الجيش العربي السوري سيطر على المعبر الحدودي في تموز الماضي وقامت بتجهيزه.
وبعد سبع سنوات على الإغلاق، عاد متحف دمشق ليفتح أبوابه ويستقبل زائريه أيضا، عام 2018.
وافتتح المتحف الوطني بدمشق أبوابه للجمهور يوم الأحد 28 تشرين الاول بعد إغلاقه طوال السنوات السبع الماضية.
ورافق حفل الافتتاح الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة ندوة دولية بعنوان “واقع المتاحف ودورها في تعزيز الانتماء الوطني”،شارك فيها عدد من علماء الآثار والخبراء السوريين والأجانب واستمر مدة يومين.
وقال الدكتور محمود حمود مدير الآثار والمتاحف “سيتم في هذه المرحلة افتتاح نصف المتحف أمام الجمهور ويضم أربعة أقسام هي عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية والعصور الكلاسيكية والعصور الإسلامية”.
وأضاف حمود أن “إعادة تأهيل الأقسام الأخرى من المتحف ستتم لاحقا فور توفر الإجراءات والإمكانات اللازمة لذلك”.
ويعتبر المتحف الوطني بدمشق أحد أهم المتاحف العربية ويضم أبرز الآثار السورية المكتشفة في القرن العشرين.
ويتكون المتحف من عدة أقسام وهي متحف عصور ما قبل التاريخ ومتحف الآثار السورية القديمة ومتحف الآثار الكلاسيكية “يوناني روماني بيزنطي” ومتحف الآثار العربية الإسلامية ومتحف الفن الحديث وأخيراً متحف الهواء الطلق المؤلف من الحديقة.
ومن أهم أحداث عام 2018 هو البدء عملياً بفتح اتستراد حلب ـ دمشق الدولي وفق الاتفاق روسي – تركي، وهذا الطريق يعد أحد أهم الطرق اقتصاديا في سوريا.
كم قامت الشرطة الروسية بإزالة السواتر الترابية لمعبر مورك بريف حماة الشمالي من جهة سيطرة الدولة السورية، ليفتتح معبر بين الدولة والتنظيمات المتشددة.
وأتت هذه الخطوة بناء على اتفاق إدلب، الموقع بين روسيا وتركيا في أيلول 2018، والذي ينص على افتتاح الطريقين الدوليين (دمشق- حلب) و(اللاذقية- حلب) (m4 وm5).
وكان نشر تلفزيون الخبر في منتصف أيار الماضي معلومات عن أن دوريات مشتركة (روسية، تركية، إيرانية) ستسير دوريات على الأوتستراد الدولي دمشق- حلب المار من سيطرة المعارضة ، وستتكفل بتأمينه، على أن تكون مسافة عشرة كيلومترات على جانبيه مؤمنة بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن “الشرطة الروسية المتواجدة على المعبر أبلغت سائقي الشاحنات بأنها ستسمح لهم بالعبور عبر مورك بشكل أساسي، وسيكون الطريق مدني وتجاري بنفس الوقت”.
وشهدت نهاية العام 2018 انفتاحاً سياسياً غير مسبوق من دول عربية، خصوصاً خليجية، تجاه سوريا.
وأعادت دولة الإمارات فتح سفارتها بشكل رسمي في العاصمة دمشق، الخميس 26 كانون الأول، بعدما أغلقت لأكثر من ست سنوات.
فيما أعلنت مملكة البحرين، “استمرار عمل سفارتها لدى الجمهورية العربية السورية، لافتة إلى أن السفارة السورية في العاصمة المنامة تقوم بعملها المعتاد، وذلك بعد سنوات من إغلاق عدد من سفارات الدول العربية بدمشق عند بدء الأزمة السورية.
وفي وقت سابق، قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة مفاجئة لدمشق، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، تبع ذلك إعلان الرئاسة الموريتانية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيزور سوريا في 10 كانون ثاني القادم.
وكانت الخارجية السورية رحبت مؤخراً بأي خطوة من أجل إعادة كل الدول العربية فتح سفاراتها في دمشق وتفعيل عملها من جديد.
لارا سعود _ تلفزيون الخبر