كاسة شاي

الـ 50 ليرة المعدنية .. تهدد تجارة لصقات الجروح وظروف الزهورات والبسكويت

وصلت أخيرا الـ 50 ليرة المعدنية التي انتظرها السوريون طويلا بعد سنوات من المعاناة مع الخمسين ليرة الورقية، ووصل معها كمية كبيرة من الفرح المختلط بالشك إلى قلب المواطن السوري الذي لم يصدق ولن يصدق الخبر حتى يرى العملة المعدنية ترن و”تخشخش” في جيبه على أقل تقدير.

ومع انتشار خبر وصول هذه العملة المعدنية، فرح المواطنون قبل المسؤولين، وفرح المشترون قبل البائعين، وفرح المرضى قبل الصيدلانيين، وفرحت “جيبة” المواطن أكثر من خزنات وزارة الاقتصاد ووزارة المالية والمصرف المركزي مجتمعين.

أحد السوريين كتب على صفحته في فيسبوك ” لقد هرمنا وعقبال أن تصبح الـ100 ليرة معدنية أيضا فهي على طريق الخمسين الورقية في الاهتراء”.

وتحدث عن ذكرياته مع الخمسين ليرة وقال: ” أعطيت الأجرة لسائق ميكرو ولم يكن معي إلا 100 ليرة فأعاد لي “بسكويته” وقال ما معي فراطة، وكنت مضطرا لركوب ميكرو آخر فقمت بدفع “البسكويته” لسائق الميكرو الثاني حتى أصل إلى بيتي، وقلت له ما معي فراطة”.

لكن للصيادلة تحديدا ذكريات حميمة مع الخمسين ليرة الورقية لن تمحيها الخمسين ليرة المعدنية في يوم وليلة، ذكريات تعود إلى “صلة قرابة” بين الصيادلة ولصقات الجروح الطبية وحبوب السيتامول.

ويتهم السوريون الصيادلة بتطوير العلاقة مع لصقات الجروح وحبوب السيتامول إلى علاقة مع ظروف الزهورات، وظروف الشاي الأخضر للتنحيف، والمليسة ضد المغص، والبابونج ضد الرشح، والزعتر البري ضد نزلات البرد، والتحاميل لتخفيف الحرارة.

و كتب أبو عدنان وهو من حمص على صفحته ” سألت الصيدلاني قديش سعر هالدوا ؟ قال الصيدلاني : 550 ل.س فقلت له : تفضل هي 500 ، وهي اللزقة اللي عطيتني إياها امبارح”.

إلا أن الصيدلاني نوار وهو يسكن مدينة جرمانا، استغرب هذه التهمة التي تلصق بالصيادلة وأكد لتلفزيون الخبر أن “الخمسين ليرة فعلا مفقودة من السوق ونعاني كثيرا في إعادة باقي النقود للزبائن، ولاسيما أن أسعار الأدوية تضم كسور تصل أحيانا إلى 5 ليرات”.

وأضاف ” ماذا أفعل إذا لم يكن لدي فراطة أنا أضع عدة خيارات للزبون ولا أفرض عليه لصقات الجروح فهناك نصف ظرف سيتامول أو ظرف زهورات أو حتى “تحاميل” وذلك أهون من أن أقول له أذهب أصرف لي من محل آخر”.

وأضاف ” هذه المشكلة ليس لدى الصيادلة فقط بل يعاني منها كل البائعين وفي كل أسواق سوريا يعيد البائع منتجات بقيمة 50 ليرة بسبب عدم توفرها”.

ومع وصول الخمسين المعدنية ارتاح سائقو السرافيس وراكبوها، وبائعو البقاليات وزائروها، وأصحاب بسطات الدخان، والقهوة، وروادها، وحتى بائعو امسح واربح ومشترو يانصيب معرض دمشق الدولي في إصدار رأس السنة وجائزته 150 مليون ليرة.

ويأمل السوريون أن يخفف وجود الخمسين المعدنية الكثير من المشاكل، وينهي حالة الخلاف وسوء الفهم المزمن بين البائعين والمشترين في كل الأسواق، وأن يعيد الثقة بين المواطن وحبوب السيتامول وظروف الزهورات والتحاميل الخافضة للحرارة.

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى