قوشقجي: أتوقع أنه لجيلين قادمين نحن لسنا بخير
قال الكاتب والسيناريست فادي قوشقجي عبر برنامج المختار الذي يبث عبر “المدينة اف ام” وتلفزيون الخبر “أتوقع أنه لجيلين قادمين نحن لسنا بخير، وأنا بنوع كتاباتي لست بأحد يصر على نقل الواقع كما هو، حاليا لا أحد يستطيع التوقع عن المستقبل، خلا فترة الازمة كنا نستطيع التنبؤ أما الآن لا أحد يستطيع توقع شيء”.
وأضاف السيناريست فادي قوشقجي “يجب ألا ننتظر اللحظة التي سيكون العالم فيها كما نريد، لأن هذه اللحظة لن تأتي”.
وتابع قوشقجي “أنا من الاقليات الحالمة بالعدالة الاجتماعية، والحرية، والعلمانية، والمدنية، واختفاء حالة التمييز بين الناس والتي هي الطائفية التي خلفتها الحرب”.
وتابع قوشقجي “أنا قليل الكلام، ولا أرى هناك داعي للخروج دائما، وعندما يستحق الامر أن أظهر فسأظهر، وعندما دخلنا في الأزمة اتخذت قرار الا أخرج على الاعلام أبدا، لانه من المستحيل ان تخرج وتتكلم عن الدراما وأنت تعيش مجريات الأزمة هذه مسألة صعبة”.
وأردف قوشقجي “لم أنسجم مع ما كان يقال عبر القنوات الاعلامية، وقررت أني لا أريد الظهور حتى اشعار آخر، ونحن الآن وصلنا الى مرحلة هادئة نسبياً”.
وأكمل قوشقجي “الفنان مجبر ألا يعمق الأزمة، وأن يلملم البلد، لا يستطيع التحدث بخصوص الازمة، لأننا مازلنا منقسمين بشأن الازمة، والوسط الدرامي السوري، بالاضافة الى النكسة التي أصيب فيها، انقسم الى قسمين، نصف في الداخل ونصف في الخارج”.
وبين قوشقجي أن “الفنان لا يستطيع أن يكون شرارة في هذا الخراب، ومازال الوقت مبكرا حتى يكون لدى الفنان قدرة على التوصيف لكي تحدد موقفك، فمسؤؤلية الفنان في النهاية أن يكون صوت لكل المجتمع الذي يعيش به بقدر الامكان”.
وكشف قوشقجي أن “أخطر ما أفرزته الحرب الاحساس بالقلق والخطر من الحي المجاور، الذي كنت في وقت ماتمشي فيه دون أن تفكر، والخوف من الشخص الآخر المختلف الذي لا تعرف ماوضعت الأزمة في داخله من أحقاد وكره”.
وأوضح كاتب مسلسل “ليس سرابا” أن “الانسان يجب أن يعطى كرامته التي لم يحرم منها، وأنا كفادي أخر اهتماماتي الفكر القومي بالنسبة الي، كل انسان يستطيع التفكير كما يريد، غيري يرى الفكر القومي مقدس”.
وتابع قوشقجي “الحياة أراء، ومن الطبيعة أن أهاجم من يخالفني في الرأي، ومن حق أي أحد أن ينقض أي شي يراه مخالفا لرأيه، وفي النهاية هذه هي الحالة الطبيعية للحياة، فأي شي تقدمه ومهما فعلت سترضي مجموعة من الناس ولن ترضي مجموعة أخرى”.
وأضاف قوشقجي “حجم الأحلام التي وضعتها على الورق في مسلسل “نبتدي منين الحكاية” لا تقارن بالصورة الباهتة التي ظهرت بالعمل، اختفت الروح والمتعة والبهجة التي كانت في النص، ودرجة التوفيق في العمل كانت حوالي 30% فقط، لأن التنفيذ كان غير موفق”.
وأشار قوشقجي إلى أن “فريق رائع أنجز هذا العمل، ولكنني أعتبر تجربتي “تعب المشوار” مع سيف الدين سبيعي أفضل تجربة كمنتج، أما تجربة عن الخوف والعزلة فهي كانت أقوى كنص”.
وعن رأيه ببعض الأعمال، قال قوشقجي “تابعت مسلسل الندم وهو مسلسل منفذ بطريقة ممتازة اخراجا وتمثيلا، وقلم حمرة عمل مميز جدا، اما بالنسبة لعمل غدا نلتقي فهو مسلسل منفذ بطريقة رائعة، ولكن فيه كم من الكآبة أكثر مما أفضل”.
ونوه الكاتب الدمشقي إلى أن “هوايتي منذ الطفولة كانت الكتابة، وبدأت بها عندما كنت في العاشرة من عمري، الرغبة الاولى في طفولتي كانت الكتابة ، وذهبت بعدها باتجاه الهندسة، وعدت بعدها الى الهوى القديم عام 1998، وكتبت حينها أول رواية لي خريف الأحلام”.
وأكمل قوشقجي “أتمنى أن أعيش ليوم لا أرى فيه رقابة على الاعمال أبداً، لا رقابة ذكية ولا غبية، الرقابة السورية تقوم باقتصاص اللقطات التي تخص وضع البلد والمعتقلين السياسيين، والرقابة الخليجية تقوم باقتصاص كل مايخص الدين أو الجنس”.
وتابع قوشقجي “أقارع بالكلمة التي لا أملك غيرها، وعلى المدى الطويل تستطيع الكلمة أن تنتصر على السيف، الكلمة تعمل عملا بطيئا، فنحن محظوظون بواحد من أسوء الازمنة بمايخص حقوق الإنسان على مستوى العالم”.
وأردف قوشقجي “نحن في الشرق الأوسط لدينا نقص مواطنة وانتماء، وأنا مع حرية اختيار الدين طبعا، ومع حرية الفكر بالمطلق واللامعتقد، وأنا مع ذلك بعيد كل البعد عن المجال الديني في كتاباتي دائما”.
يذكر أن الكاتب والروائي فادي قوشقجي من مواليد مدينة دمشق 1967، وتخرج من جامعة دمشق-كلية الهندسة الإلكترونية عام 1989، كتب العديد من الأعمال كمسلسل ليس سرابا، أرواح عارية، تعب المشوار، عن الخوف والعزلة، وفي ظروف غامضة.
تلفزيون الخبر