ما الذي جعل الدولار “عملة صعبة” بالنسبة للعالم ؟
يرتبط اقتصاد معظم دول العالم بسعر صرف الدولار بالنسبة للعملات المحلية ، ورغم بروز تكتلات اقتصادية كبرى ، وتوسع دائرة الخيارات أمام الشركات الدولية لإصدار سندات مقومة بعملات اخرى “كاليورو”، إلا أنها لم تمثل تحديا للدولار، فما هي حكاية الدولار ولماذا يستمر بهذه الهيمنة ؟.
صدر الدولار لأول مرة عام 1785، ليكون عملة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية الجديدة ، لكن بسبب خلافات بين أعضاء الكونغرس تأخر سك العملة، ولم تطبع أوراق الدولار باللون الأخضر المعروف اليوم حتى عام 1862، في منتصف الحرب الأهلية الامريكية .
ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية واتضاح خروج الولايات المتحدة منها منتصرة وقوية، فيما خرجت دول الحلفاء منهكة اقتصاديا، تم عقد مؤتمر “بريتون وودز” عام 1944، ونتج عنه اتفاقية حملت الاسم ذاته، أصبح بموجبها الدولار الأمريكي هو المعيار النقدي لكل عملات العالم.
وتعهدت أمريكا بموجب تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بأنها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات، وتنص الاتفاقية على أن من يسلم أمريكا 35 دولارًا تسلمه أمريكا أوقية من الذهب.
وحينها صار الدولار يُسمّى (عملة صعبة) و اكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجود تغطيته له من الذهب، فقامت الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت.
واستمر الوضع على هذا الحال زمنًا، حتى خرج الرئيس نيكسون في عام 1971 على العالم فجأة ليعلن، أن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب وأعلن أن الدولار سيُعوَّمُ أي يطرح في السوق للمضاربة.
وفي ذلك الوقت لم تتمكن أي دولة من الاعتراض أو إعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد لأن هذا الاعتراض سيعني حينها أن كل ما خزنته هذه الدول من مليارات الدولارات في بنوكها سيصبح ورقًا بلا قيمة، سُميّت هذه الحادثة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock) .
وبالنسبة لليرة السورية فلم يتم اعتماد مقابل لها بالدولار حتى عام 1947، وكان الدولار الواحد يساوي 2.19 ليرة سورية.
وفي عام 1976 اعتمد المصرف السوري سعر صرف ثابت وتم تسعير الدولار ب 3.65 ليرة، حتى عام 1989 حيث وصل الى 11.25 ليواصل الارتفاع ويستقر في التسعينات على 48.5.
واستمر ربط الليرة السورية بالدولار الامريكي سار حتى أتى قرار فك الارتباط عام 2007، حيث تم ربطها بسلة عملات (اليورو -الجنيه الاسترليني-الدولار-الين ) وبأوزان متفاوتة.
ويزيد من هيمنة الدولار عامل حاسم، وهو البترول، اذ تتحدد أسعاره تبعا للأخضر، فالولايات المتحدة وحلفائها في الخليج وبقية المنتجين الكبار متفقون على التقييم بالدولار، وهذا ما يجعل الفكاك من هيمنة “العملة الصعبة” صعباً للغاية .
تلفزيون الخبر