احتلتها “حيوانات متطرفة“ لثلاث سنوات .. ماذا تعرف عن محمية الفرنلق ؟؟
لم تكن محمية الفرنلق بكل خيراتها السابقة في الواجهة، إلى أن ظهر مسلحون متشددون على “يويتوب“ ومواقع التواصل يأكلون غزلانها، وحيواناتها الفريدة، الأمر الذي لفت الأنظار إليها.
تعد محمية الفرنلق التابعة لناحية ربيعة من المحميات الهامة في سوريا التي أُعلن عنها رسمياً عام 1999 كمحمية بيئية حراجية ذات طابع علمي تدريبي مع استغلال سياحي مدروس.
تبعد عن مدينة اللاذقية 50 كم، وتتميز المحمية بمناخ رطب منعش، وتعد الفرنلق من المحميات الأكثر نضجاً وكمالاً في سوريا.
و قال مدير المحمية سومر مريم لتلفزيون الخبر: “تم الإعلان عن المحمية عام 1999، و كانت مساحتها 1500 هكتار، بدأ العمل فيها بشكل فعلي على أرض الواقع عام 2005 من قبل مشروع ممول من الخارج برعاية وزارة الزراعة والبيئة تحت مسمى حفظ التنوع الحيوي وإدارة البيئة”.
وتابع: “باشرنا العمل عام 2005 وانتهينا عام 2012 وكان الهدف الأساسي من هذا المشروع إقامة مسوحات بيئية للمحمية كلها أي حفظ الأنواع النباتية والحيوانية، وخصوصاً الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض ووضع برامج مراقبة وتقييم لكل هذه الأمور”.
وأكمل مريم: “أقمنا أيضا مسوحات اقتصادية واجتماعية المقصود فيها القرى، عدد السكان، الأعمال والنشاطات التي يقومون فيها،المحاصيل، وتربية الأغنام والأبقار، وخرجنا بمخرجات هي المشاريع التي يكون المجتمع المحلي بحاجتها من أجل الحفاظ على الغابة”.
وأردف: “أهم هذه المشاريع موضوع التسويق ووحدات تصنيع الكونسرة والعسل والمربيات والزعتر ودبس الرمان ودبس الخرنوب، والنقطة الأخرى هي الأجبان والألبان”.
وأوضح مريم: “بنهاية عام 2012 كنا نملك فريق مدرب يتكون من سبعة مهندسين مدربين على كل التفاصيل بالإضافة إلى مجتمع محلي وبقينا مستمرين بالعمل سويةً”، مضيفاً “عندما باشرنا العمل توسعنا في المساحة لتصبح 5360 هكتار”.
وبّين: ” أن الجهة الشمالية للمحمية هي الطريق الحدودي الواصل إلى كسب والجهة الجنوبية هي قرى المحمية دير القنطرة، بيت ملح، بيت صبيرة، وبيت أبلا اما الجهة الشرقية هي نهر الكبير الشمالي”.
وقال مريم: “دخل المسلحون إلى المحمية عام 2012 وبقيوا فيها حتى عام 2015 أي ثلاث سنوات، كانت المحمية في هذه الفترة نقطة تماس”، مبيناً أن “الحيوانات لم تختفِ ولم تتأذى كثيراً في هذه الفترة”.
وكشف: “أن المحمية فيها الكثير من الحيوانات حالياً كالثعالب والغزلان والخنازير والزواحف والسلمندر والذئاب والأرانب وفيها ما لايقل عن 65 نوع من الطيور لأنها تعتبر استراحة للطيور المهاجرة”، مضيفاً أن “وضع الغزلان جيد جداً وان عددها ازداد أكثر من الفترة الماضية”.
وأشار مريم: إلى أن “النواة الأساسية في المحمية وهي حوالي 8 كم من مفرق الفرنلق حتى قرية الكبير لم تتأذى أبداً لا حريق ولا اي أضرار”، مبيناً أن “الحرائق أصابت الجهة الشمالية والجنوبية اي المنطقة الصنوبرية وهي منطقة غير مهمة من الناحية النباتية كمناطق السنديان شبه العذري”.
وتابع: ” أن المحمية لم تعد كما كانت من قبل، وأنه هناك جزء من البنى التحتية تدمر كالأكشاك ودورات المياه، ونحن نقوم بجولات ميدانية على المحمية بشكل دائم لمنع التعدي عليها من قبل أي جهة”.
وشرح مريم : أن “شعار المحمية “معاً لحفظ التنوع الحيوي”، بالتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمعات الأهلية والزوار وفريق المحمية، وأن هدفهم هو وحدة التنمية المستدامة التي تعنى بالمجتمع المحلي ومشاريعه وخلق فرص عمل له كي لايتعدى على الغابة”.
وأضاف: “حتى إن فرص العمل يكون لها خلفيات، مثل صنع صابون الغار من أجل الحفاظ على شجرة الغار، ودبس الخرنوب من أجل الحفاظ على شجرة الخرنوب، والزهورات والنباتات الطبية والعطرية التي يجب جمعها”.
وأكمل مريم: “حالياً وسعنا حدود المحمية باتجاه سد بلوران، وأنجزنا ست وحدات تصنيع (وحدة اجبان والبان_وحدة صابون_وحدة زعتر_وحدة دبس_وحدة عسل_وحدة المربيات)”.
وأوضح: “أنه هناك العديد من الأشياء التي تحتاج دعم كبير كالتشجير وإعادة تأهيل المواقع المحروقة، والسدات المائية، وإعادة تأهيل البنى التحتية التي تدمرت، ودعم الأهالي من أجل عودتهم إلى المحمية”.
يشار إلى أن الجماعات المسلحة نشرت العديد من الفيديوهات التي تظهر سيطرتها على المحمية ويؤكدون فيها الاعتماد على لحم غزلان المحمية طيلة فترة تواجدهم فيها.
والجدير جداً ذكره أن “عدد الغزلان وفق ما يؤكد مدير المحمية، زاد عددها اليوم، عن عددها قبل دخول المسلحين إليها”
لارا سعود – تلفزيون الخبر