بين التميمة والأسطورة والجمالية .. ماذا تعرف عن “الخرزة الزرقة” ؟
لا يخلو أي مجتمع من معتقدات دينية وأسطورية عن قوى الشر ووسائل سحرية للحماية والوقاية منها، وأحد أشهر هذه المعتقدات وأكثرها تقبلاً وانتشاراً هو العين والحسد، و الخرزة الزرقاء، التى تبطل “سحر قوى الشر الخفية”، وفق الاعتقاد السائد.
وتمثل العين المرسومة على خرزة كروية أو مفلطحة، وغالباً ما تكون زرقاء، شكل تميمة الخرزة الزرقاء والمعروفة التي ترمز لعين محدقة في الكون تقوم بدرء الشر وتحصن حاملها من المخاطر.
أما اللون الأزرق فيرمز للماء العذب الذي يعطي الحياة، وتختلف الروايات حول تفسير رمز الخرزة الزرقاء حيث يُعتَقَد أن الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكف التي تحمل العين الزرقاء، بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ.
وربما كانت العيون الزرقاء هي ما ميز الرومان عن الشعوب المستعمرة آنذاك، وهو تعبير صريح عن رفضهم للمستعمر الجديد، فكانوا يحملون عصياً في أعلاها ذلك الرمز المخيف الذي يهدد باقتلاع أعينهم، أو يكتفون بإلصاقه على أبوابهم، وفي ما بعد أصبحت رمزاً للحماية من كل شر، يحملونها في أعناقهم كقلائد أو يعلقونها على جدران منازلهم.
فيما تقول بعض الروايات إن “أصل الخرزة الزرقاء يرجع إلى القدماء المصريين، الذين كانوا يخافون من أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، ويرفضون وجودهم على الأراضي المصرية.
وأشار باحث مصري، نقلاً عن عدة مواقع، إلى أن “أكثر التمائم شيوعاً واستخداماً بين المصريين القدماء كانت التميمة أو الرقية المصنوعة من الخرز، وأنه لم تكن هناك أمة من أمم العالم القديم كله مثل مصر التي صنعت هذا القدر العظيم وهذه الكميات الهائلة من الخرز، لشعورهم بالجانب الجمالي في أشكال وألوان تلك المواد الطبيعية”.
و إلى جانب اعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات، اختار الفراعنة اللون الأزرق لارتباطه بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس (رمز الإله رع عند المصريين القدماء)، وتعيش فيها الآلهة وتحمي الإنسان وتباركه، بحسب الباحث.
فيما يرجّح البعض أن “للأسطورة صلة بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكل عدد ولكل حرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد بهما ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الإنسان، أو ما يخصه إذا ما دفعت في وجه الحسود”.
وفي بعض المجتمعات العربية تدفع المرأة بكف يدها (بعد فرد الأصابع الخمسة) في وجه من تظن أنه يضمر الحسد لها، فتنطق باسم العدد “خمسة” ومضاعفاته أو أي كلمات مرتبطة به، كقولها “خمسة وخميسة”.
كما يستخدم الأتراك الخرزة الزرقاء في تفاصيل حياتهم، حيث يعتقدون حتى يومنا هذا بأنها ترد العين والحسد والنحس، ويهتمون بها، بدءاً من البسطاء، ووصولاً إلى الأغنياء.
أمّا في منطقة الشرق الأوسط فقد تأخذ التميمة شكل الكف وتسمى بـ “الخمسة” أو “يد فاطمة” أو “يد مريم”، وغالباً ماتكون زرقاء أيضاً، وينتشر الاعتقاد بوجود ثلاثة أنواع للعنة عين الحسد فالأولى هي عين غير مقصودة التي تؤذي الآخرين والأشياء عن غير عمد.
في حين الثانية تؤذي عن عمد، أما الثالثة فتكون مخفية وغير مرئية وتعد الأخطر، وهنا يأتي دور عين الخرزة الزرقاء، فهي تبصر كل أنواع الشرور وتعكس الشر ليعود على حامله بواسطة اللون الأزرق.
روان السيد – تلفزيون الخبر