ماهي المشاهد الأعلى تكلفة في تاريخ “هوليود”؟
تعد عملية صناعة الأفلام بالغة التعقيد، والثواني المعدودة التي يشاهدها الجمهور على الشاشة يقف خلفها عشرات العاملين والفنيين والفنانين،
كما أنّ تكلفة تنفيذ بعض تلك المشاهد التي لا يتجاوز عمرها على الشاشة بضعة دقائق يصل إلى ملايين الدولارات.
وهناك العديد من المشاهد عالية التكلفة التي تسببت بشكل مباشر في رفع ميزانيات الإنتاج الخاصة بالأفلام المحتوية عليها، ومنها فيلم Batman – 1989.
حيث كان تصميم مدينة “جوثام” أكثر ما يشغل صُنّاع فيلم Batman “باتمان”، هذه المدينة هي الأشهر على الإطلاق في عالم “الكوميكس”، وتمتاز بطبيعة خاصة ومعقدة، فهي يجمع مظهرها بين الكآبة والتطور في آن واحد.
ولم يرد المخرج “تيم برتون” مخالفة التصور السابق لدى المشاهد حول المدينة التي يقيم بها البطل الخارق “باتمان”،
و بحث طويلًا عن موقع حقيقي يطابق تصوره حول مظهر تلك المدينة، إلّا أنّ كافة المحاولات باءت بالفشل، ليقرر في النهاية هو ومصمم الإنتاج “أنطون فروست” بناء المدينة من العدم.
و تم بناء ديكور مدينة “جوثام” بالكامل داخل أستوديوهات باينوود Pinewood Studios، و تضمنت شارعًا رئيسيًا بامتداد ربع ميل تقريبًا، بالإضافة إلى عدد من الشوارع الفرعية،
و تم توظيف 400 شخصًا للقيام ببناء المدينة الشهيرة حسب التصميمات – التي جاءت شبه متطابقة مع صور المدينة في الكوميكس.
و لم يصرح منتجو الفيلم بالتكلفة الفعلية للمشاهد التي تم خلالها استعراض أرجاء مدينة “جوثام”، لكن قيل أنّها كانت السبب الرئيسي والمباشر في تجاوز ميزانية إنتاج الفيلم مبلغ 35 مليون دولار أمريكي، وهي تكلفة بالغة الارتفاع مقارنةً بالمتوسط العام المتعارف عليه في تلك الفترة.
و يعد فيلم Independence Day أو “يوم الاستقلال” واحد من أبرز وأشهر أفلام الخيال العلمي التي قدمتها السينما العالمية،
والفيلم من بطولة “ويل سمي”ث وإخراج “رونالد إيميريش” الذي شارك كذلك في كتابة السيناريو إلى جانب ديان ديفلين،
و حقق الفيلم نجاحًا مدويًا في شباك التذاكر العالمي، حيث تخطت إيراداته 800 مليون دولار أمريكي في حين ميزانية الإنتاج الخاصة به تقدر بحوالي 75 مليون دولار أمريكي فقط.
و يرجع السر في تحقيق الفيلم ذلك النجاح الكبير إلى المشهد الملحمي الذي يصور هجوم الكائنات الفضائية الغريبة على مدينة نيويورك، و بلغت ميزانية تنفيذ ذلك المشهد الشهير نحو ثلاثة ملايين دولار أمريكي وهو مبلغ بالغ الارتفاع وفقًا لمقاييس فترة التسعينات،
و بلغت ميزانية فيلم Titanic “تيتانيك” للمخرج “جيمس كاميرون” نحو 200 مليون دولار أمريكي، وهي تكلفة بالغة الارتفاع مقارنةً بمتوسط تكاليف الإنتاج في فترة التسعينات.
و تم تخصيص مبلغ 20 مليون دولار أمريكي من ميزانية إنتاج الفيلم من أجل تصوير اللقطات المعدودة التي تظهر بها سفينة تيتانيك مائلة داخل المحيط أثناء الغرق قبل أن تنقسم إلى نصفين وتنهار تمامًا،
وسر ارتفاع التكلفة يرجع إلى قيام صُنّاع العمل ببناء هيكل يطابق السفينة الحقيقية من حيث الحجم والشكل، وتوفيرًا للنفقات قاموا ببناء النصف العلوي من السفينة فقط – أي الجزء الظاهر أعلى سطح المحيط – ثم تمت معالجة تلك المشاهد حاسوبيًا في وقت لاحق، وأدخلت عليها بعض التعديلات والمؤثرات قبل العرض.
و بلغت ميزانية إنتاج فيلم I’m Legend نحو 150 مليون دولار أمريكي، خمسة ملايين منها تم تخصيصها لتصوير مشهد واحد رغم قصر مدة عرضه على الشاشة، وهو مشهد انهيار جسر بروكلين أثناء ركض عدد كبير من البشر الناجين فوقه.
ويعد مشهد جسر بروكلين أحد أغلى المشاهد في تاريخ هوليوود من حيث التكلفة، وفي ذات الوقت يعتبر واحداً من أصعب المشاهد من حيث التنفيذ وفقاً لما أكده صُنّاع العمل، وفي صدارتهم مخرج الفيلم فرانسيس لورانس.
و استغرقت مدة تصوير المشهد ست ليالٍ متواصلة، واضطر فريق العمل إلى التنسيق مع 14 جهة حكومية من أجل التصوير فوق ذلك الجسر الحيوي الممتد بطول 1825 متراً.
كما شارك في عملية التأمين 250 فرداً من طاقم الحرس الوطني وحرس الحدود و وزارة الدفاع الأمريكية وخفر السواحل، وتمت إضافة اللمسات الأخيرة على المادة المصورة بواسطة البرامج الحاسوبية.
ويعتبر مشهد انهيار جسر بروكلين أحد أبرز وأشهر مشاهد فيلم I’m Legend، حتى أنّ صُنّاع العمل اختاروا صورة الجسر المنهار لتكون خلفية الملصق الدعائي الرئيسي للعمل، والذي تصدره بطله “ويل سميث”.