عيد حزين في السويداء
أطلَّ عيد الأضحى هذا العام على محافظة “السويداء” بشكل مغاير تماماً للسنوات السابقة، فالمنازل التي كانت تكتظ بالأهل والأقارب، للتهنئة بالعيد، لم تعد مكتظة كسابق عهدها، وأسواق المحافظة التي لطالما ازدحمت بالباعة والمشترين، استعداداً لاستقبال عيد الأضحى، عانت هذا العام حالة ركود لم تشهدها المحافظة منذ سنوات طويلة.
واقتصرت مراسم عيد الأضحى لهذا العام لدى أهالي محافظة السويداء، على ممارسة الطقوس الدينية فقط، فالأحداث التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي (٢٥/٧/٢٠١٨) ألبست غالبية “أهل الجبل” أثواب الحداد.
وتحدث نضال ٥٦ عاماً لتلفزيون الخبر :”طقوس العيد تغيرت كثيراً عما في الماضي، فكان أهالي محافظة السويداء بقراها وبلداتها يجتمعون أول أيام العيد عند السابعة صباحاً في الساحة، ويهنئون بعضهم البعض، ومن ثم تعلوا الأهازيج والأغاني لتدخل بيوت كل القرية أو البلدة، فلطالما كان العيد مصدر للفرح والتواصل، وتعزيز قيم القربى والخير والتسامح”.
وأصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بتاريخ (١١/٨/٢٠١٨) في محافظة السويداء، ومع اقتراب حلول عيد الأضحى، “حُرماً دينياً” (قراراً) يؤكد على الاكتفاء بالشعائر الدينية فقط لهذا العام، والامتناع عن أي مظهر للفرح، وذلك حداداً على أرواح الشهداء الذين قضوا في أحداث “الأربعاء الأسود” كمايصفه أهالي السويداء، وعلى اعتبار أنَّ قضية عودة مخطتفي أحداث السويداء الأخيرة، تشغل الحيز الأكبر والأهم من يوميات الأهالي هذه الفترة.
وأكدت ريم ٢٤ عاماً من ريف السويداء الشمالي لتلفزيون الخبر بعدم وجود عيد لهذا العام قائلةً :”هذه السنة لايوجد عيد، فمن راح ضحية الشهر الماضي جميعهم أخوتنا، فكيف لنا أن نفرح بالعيد ونقدم الحلوى للزوار، نحن نحترم مشاعر بعضنا، وجميعنا في المحافظة أقرباء، وأكثر ما نتمناه عودة المختطفات وأبنائهن سالمين”.
ويعتبر عيد الأضحى من المناسبات الهامة في تقاليد “أهل الجبل”، إذ يحمل الكثير من المعاني والقيم الخيرة، التي تستغلها الناس بالتواصل والرحمة ونبذ الخلافات والأحقاد، إلاَّ أنَّ أحداث المحافظة الأخيرة، لم تترك أي رغبة للفرح بين أبنائه، ناهيك عن أطفال كانت أسلحة الحرب( ألعاب المسدسات والبنادق) هي فرحتهم الكبرى التي لم تتعدَ صغر أحجامهم وأحلامهم.
منار محرز – تلفزيون الخبر