مبادرة شبابية تخترع طريقة لإطعام القطط الشاردة في شوارع حلب
انتشرت في بعض أحياء مدينة حلب أنابيب صغيرة مربوطة بالأشجار، تحوي على طعام ومياه، خاصة بالقطط الشاردة في شوارع المدينة، ضمن طريقة جديدة اخترعتها مبادرة “ رفق “ المهتمة بمساعدة وإغاثة الحيوانات الأليفة.
واستغرب في بداية الأمر بعض الأهالي وجود تلك الأنابيب التي اعتقد أنها للأوساخ أو لتصريف المياه، ليتم بعدها تمييز تلك الأنابيب برسومات تبين أنها طعام للقطط الموجودة في الشارع.
ولاقت خطوة مبادرة رفق التي بدأت تنتشر في شوارع المدينة العديد من الآراء، منها ما كان سلبياً، عبر تعليق البعض بأن “البشر جوعانين وعميدورو عأكل، والمبادرة تاركه البشر ولاحقة القطط”.
إلا أن أكثر الآراء المقابلة التي ظهرت حول المبادرة كانت إيجابية، معتبرةً أنها “خطوة جميلة ومهمة وستلقى انتشاراً واسعاً بما أنها قائمت على الرفق بالحيوان وبطريقة سهلة وبسيطة يستطيع الجميع المشاركة بها”.
وتحدثت مسؤولة مبادرة رفق ديالا غشيم لتلفزيون الخبر حول فكرة المبادرة قائلةً أن “عمل مبادرة رفق هو الاعتناء بالحيوانات، ومشروع الأنابيب جاء من ضرورة مساعدة القطط المنتشرة في الشوارع بطريقة حضارية وغير مؤذية لأحد”.
وبينت غشيم أن “عملية تركيب الأنابيب بدأت من كل فرد من المبادرة بنفسه، حيث قام كل متطوع بتركيب أنابيب الطعام والمياه في الحي الذي يسكن فيه، ونسعى لزيادة انتشار هذه المبادرة في باقي الأحياء”.
ولفتت مسؤولة المبادرة إلى أن “ردود الأفعال كانت جيدة من قبل الأهالي الذين سعوا حتى للمشاركة في تعبئة الأنابيب، كما أن تعليقات أخرى ظهرت أيضاً من البعض من قبيل اطعموا البشر عوضاً عن القطط”.
وحول ذلك بينت غشيم أن “مبادرة رفق هي مبادرة خاصة بالحيوانات وجزء من العمل التطوعي والاغاثي الموجود في حلب، والانسانية لا تتجزأ، فكما هناك مئات الأعمال الاغاثية للأهالي، يجب أن يكون هناك عمل حضاري للرفق بالحيوان”.
وحول الصعوبات التي تواجه عمل المبادرة، لفتت غشيم إلى أنه “لا صعوبات كييرة تواجهنا، وحالة التقبل من الأهالي تسهل عملنا، ولا يخلوا الأمر من بعض الآراء الشخصية من قيبل ما ذكر سابقاً”.
وتابعت “من المواقف الطريفة التي حصلت عند البدأ بتركيب الأنابيب هو قيام عامل نظافة برؤيتها واعتقاد أنها مليئة بالأوساخ أو طريقة جديدة لتجميع الأوساخ، ليقوم بإفراغها محتوى الأنانيب، إلا أن الأهالي نبهوه بأنها طعام مخصص للقطط”.
وبدأت مبادرة رفق عملها في حلب منذ حوالي العام، عبر شباب متطوعين وأطباء بيطريين، يمارسون عملهم بشكل مجاني، وتسعى المبادرة حالياً للحصول على ترخيص رسمي لبد عملها كجمعية.
ولم يقتصر عمل المبادرة على المشروع المذكور فقط، بل تستقبل المبادرة الحيوانات المنزلية المحتاجة لعلاج أو عمليات جراحية، كما قامت المبادرة، بحسب ما قالته مسؤولتها، بإنقاذ العديد من الجِراء التي عثر عليها في مناطق بعد ولادتها، ناهيك عن العمليات الإسعافية للقطط المصابة في الشوارع”.
وتستقبل المبادرة الأهالي الراغبين بتبني الحيوانات الأليفة التي يتم إنقاذها من قبلهم، كما تسعى المبادرة لزيادة عدد متطوعيها، داعيةً المهتمين بإغاثة الحيوان للانضمام إليها.
يذكر أن مشروع أنابيب طعام القطط منتشرة حالياً في أحياء المحافظة والسليمانية اوالخالدية والفرقان والشهباء الجديدة وحلب الجديدة، مع العمل على التركيب في أحياء أخرى، بمساعي المبادرة ومتطوعيها.
وفا أميري – تلفزيون الخبر – حلب