كاسة شاي

ابنة الناصرة التي أحبَّت دمشق .. ريم البنا وداعاً

شكَّل خبر وفاة الفنانة الفلسطينية صدمة كبيرة لمحبيها من السوريين والفلسطينيين، على الرغم من إصابتها بالسرطان منذ تسع سنوات ، إلا أن روح المقاومة لدى الشابة الثائرة جعل محبيها يتناقلون خبر شفائها قبل أيام، الأمر الذي زاد من هول الخبر المفجع.

ريم بنا مطربة وملحنة فلسطينية عُرفت بأغانيها ذات الطابع الوطني، وبمشاركاتها في الاحتفالات الداعمة لحقوق الإنسان.

ولدت المطربة والمغنية ريم بنا في مدينة الناصرة الفلسطينية بتاريخ 6 كانون الأول عام 1966، والدتها هي زهيرة صباغ، الشاعرة المعروفة ورائدة الحركة النسوية في فلسطين.

كانت ريم محبة للغناء منذ صغر سنها، وازداد شغفها بالموسيقى مع مرور السنوات، وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية، قررت احتراف الغناء فسافرت إلى موسكو للدراسة في المعهد العالي للموسيقى.

وفي عام 1991، تخرجت ريم في المعهد بعد أن قضت نحو ست سنوات من الدراسة الأكاديمية.

تزوجت ريم من الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، وهو زميلها السابق في المعهد العالي للموسيقى.

وعمل الزوجان معاً في تأليف الأغاني وتلحينها، ورزقا خلال زواجهما بثلاثة أطفال، بيد أن علاقتهما قد تدهورت لينتهي الأمر بانفصالهما، وبعد الطلاق، عادت ريم للعيش في الناصرة مع أولادها.

تميزت أغاني ريم بنا بطابع خاص، إذ عملت على تقديم الأغاني الفلسطينية التراثية بموسيقى عصرية، فحظيت باهتمام الجمهور منذ بداياتها.

كانت ريم تستقي كلمات أغانيها من التراث الفلسطيني وثقافته، وكانت حريصة على التعبير عن أفكار الشعب الفلسطيني، وتطلعاته وهواجسه، ونقلها إلى جميع أرجاء العالم.

من ألبوماتها الغنائية: جفرا (1985) الحلم ( 1993)، مرايا الروح (2005)، مواسم البنفسج ( 2007) ، صرخة من القدس (2009) وأوبريت بكرا عام(2012).

لم تكتف ريم بالغناء في المهرجانات المقامة داخل فلسطين، بل أقامت عدة حفلات غنائية في بلدان عربية مختلفة مثل سوريا وتونس ولبنان.

شكل موقفها من القضية السورية منعطفاً كبيراً في “ صورتها “ لدى السوريين، حيث كانت تحظى بشعبية كبيرة لديهم ، ولديها صداقات كثيرة بينهم، غنت ريم عبر السكايب لمحبيها في دمشق، وعشقت دمشق القديمة التي بادلتها الحب، حتى بداية ٢٠١١ عندما انطلقت “ الثورة السورية “.

و يذكر السوريون الحفلة التي أقامتها ريم في مقهى غزل في دمشق دون أن يُسمَح لها بالعبور إلى سوريا حيث منعتها السلطات “الإسرائيلية “ من القدوم، لكنها لم تستطع منع حفلتها التي أقامتها على السكايب فكان حفلاً رائعاً يجسّد قدرة الإنسان على تحطيم جميع الحواجز.

وسبق للمغنية أيضاً أن شاركت في فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 حيث غنت من مجدل شمس في الجولان المحتل في نيسان 2008 لتعذر خروجها من الأراضي المحتلة، كما غنت بنفس الطريقة لشباب مخيم اليرموك .

تنكرت ريم للحب التي الذي وهبتها إياه دمشق، وأخذت اصطفافاً متطرفاً لم يكن مطلوباً منها، ورفضت حتى أن تكون على مسافة واحدة من السوريين الذين أحبوها كثيراً.

حاولت ريم البنا دخول سوريا عن طريق الجماعات المسلحة، بغية إحياء حفل فني في منطقة طريق الباب في الجزء الشرقي من حلب، في بداية سيطرة المسلحين عليها .

لكن مسلحين إسلاميين راديكاليين في ريف حلب الشمالي، منعوها من إكمال طريقها، لأنها “ غير محجبة “ ، عدا عن جواز السفر “الإسرائيلي“ الذي تحمله.

وتعرضت ريم البنا، للكثير من المضايقات من قبل الإسلاميين، إلا أن ذلك لم يغير من موقفها المتطرف، وبقيت تصر على “ يسارية الحراك “ و” علمانيته “ في سوريا.

عانت ريم من مشاكل صحية كثيرة أثرت على مسيرتها الفنية تأثيراً كبيراً، فقد أصيبت بسرطان الثدي للمرة الأولى عام 2009، وبعدها بستة أعوام أصيبت به مرة ثانية.

كذلك أصيبت بشلل في الوتر الصوتي الأيسر، مما اضطرها إلى التوقف عن الغناء.

و أعلنت عائلة الفنانة الفلسطينية ريم بنا فجر اليوم، السبت 24/3/2018، وفاتها في إحدى المشافي الألمانية في برلين بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى