عمر فتى من دير الزور يعود إلى أهله بعد أربعة أشهر من الضياع
كثيرة هي قصص الحرب ومآسيها التي مازال يعيشها السوريين منذ سبعة أعوام عجاف، من قتل و تهجير و خطف ودمار، ستبقى عالقة في أذهان من سينجو من سيوفها القتالة لسنوات طويلة، ومنها قصة الطفل عمر.
وقصة عمر ناصر العلي هي إحدى القصص التي دونتها أحداث أيام الحرب، وعمر من أهالي وسكان ريف محافظة دير الزور، ضاع عن ذويه مدة أربعة اشهر، ليلتقي بهم أخيراً عبر إحدى الجمعية الخيرية العاملة في مدينة الحسكة.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية سوريا اليمامة سعيد الخضر لتلفزيون الخبر أن “الفتى عمر ناصر العلي 13 عاما، وجد في مخيم العريشة للنازحين من محافظة دير الزور جنوب الحسكة، من قبل فريق مشروع حماية الطفل التابع للجمعية، وكان منعزلا عن الناس وحزيناً و متوتراً”.
وبين الخضر أن “الفتى عمر تاه عن أهله وذويه، القاطنين في قرية محكان بريف دير الزور بعد القصف الشديد لطائرات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا للمنطقة، ما أدى لهروب و نزوح العشرات من العوائل، ونتيجة القصف والظلام فقدت العائلة ابنها عمر، الذي نزح وحيداً من العوائل الأخرى إلى أن وصل به المطاف إلى مخيم العريشة للنازحين”.
وتابع الخضر “فريق الجمعية في المخيم قام باحتضان الطفل و تقديم كافة أنواع الدعم و الرعاية له خلال فترة أربعة اشهر، وقام الفتى بتزويدنا بقصاصة ورقية محتفظاً به، كان مكتوب عليها رقم موبايل لأحد إفراد أسرته”.
وأوضح الخضر أنه “بعد المحاولات الكثيرة تم الاتصال بأسرته التي كانت متواجدة في الرقة و تحديد في مزارع الرشيد، بعد عودة الشبكة الخليوية إلى ريف الرقة لتبين أن عائلتها تسكن حالياً في تلك القرية بريف الرقة”.
وبين الخضر أنه “صباح الأربعاء و بعد إجراء حفل صغير للفتى من قبل متطوعي الجمعية قمنا بتوديعه، و إرساله مع فريق من الجمعية بسيارة خاصة من الحسكة إلى ريف الرقة لتسليمه لأهله و ذويه”.
وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية سوريا اليمامة إلى أن “حالة الفتى عمر ليست الأولى، حيث قامت الجمعية بالعثور على طفلين آخرين وقامت بتسليمهم و إيصالهم لذويهم نتيجة فقدانهم لهم”.
والطفلين بحسب الخضر “هما معمر القذافي الحمود تسع سنوات من أهالي بلدة البصيرة بريف دير الزور، وكان موجدا بمخيم المبروكة بريف الحسكة، و الطفل الاخر احمد العلي من أهالي بلدة الكرامة بريف الرقة و كان موجود في مخيم العريشة بريف الحسكة”.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة
