مظاهرات إيران .. ماذا حدث وكيف انتهت وكيف تفاعل السوريون معها ؟
اندلعت مظاهرات في عدة مدن إيرانية، منذ الأسبوع الماضي، ووصلت المظاهرات لضواحي العاصمة طهران، واتخذت طابعاً اقتصادياً في بداياتها.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن المظاهرات كانت مطالبها اقتصادية بالدرجة الأولى، تنادي بتحسين الأوضاع المعيشية، ثم ما لبثت أن اتخذت شكلاً مغايراً بتسييسها، لتصبح شعاراتها منددة بسياسات إيران الداخلية والخارجية أيضاً.
وصباح يوم الأربعاء، أعلن “الحرس الثوري” في إيران “انتهاء الفتنة”، التي شهدتها البلاد على مدى خمسة أيام، بعد دعوة الرئيس حسن روحاني “الحرس” للتدخل، تزامناً مع مظاهرات مضادة، خرجت دعماً للقيادة الإيرانية.
وقال محمد علي جعفري، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لـ “الحرس” أنه “في الفتنة هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 ألف شخص في كل أنحاء البلاد”.
وأضاف جعفري أن “آلافاً من هؤلاء يقيمون في الخارج، وتدربوا على أيدي الولايات المتحدة”، مردفاً أن “أنصار عودة حكم الشاه في الداخل، ومؤيدي منظمة خلق متورطون أيضاً”.
وشهدت الساحة الداخلية الإيرانية تجاذبات عدة بين التيارين الرئيسيين، الإصلاحي الذي ينتمي له الرئيس روحاني والرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي وصف الاحتجاجات بـ “المؤامرة من المحافظين ضد الحكومة”، وبين التيار المحافظ، الذي كان الأساس في تسيير المظاهرات في بداياتها.
وقامت وزارة الاتصالات الإيرانية بحجب كل من تطبيقي “تيليغرام” و”انستغرام”، كما أعلن وزير الاتصالات الايراني، محمد جواد آذري جهرمي، أن بلاده “لن ترفع الحجب الذي فرضته على تطبيق “تيلغرام” إلا إذا أُزيل المحتوى “الإرهابي” منه”.
وفي سوريا، كان وقع الاحتجاجات مقسوماً بين الطرفين، الموالي والمعارض، فالطرف الموالي كان ميالاً لتبني وجهة نظر الحكومة الإيرانية، نظرا للتشابه الكبير بين ما حدث في بدايات الحرب السورية مع ما حدث في إيران، مع ظهور أصوات عدة مؤيدة للحراك الإيراني، كونه في الأساس مطالب محقة للايرانيين.
أما الطرف المعارض، فكان مؤيداً للمظاهرات وداعماً لها، خصوصاً التنظيمات المتشددة، بسبب العداوة مع إيران والقتال ضدها على الأراضي السورية، ولكن الطريف في الأمر، والذي همس به البعض، أن المظاهرات الايرانية من يقوم بها هم المحافظون، أي المتشددون أكثر من القيادة الحالية.
والتشابه الحاصل في بدايات الحرب بين ماحصل في سوريا وما حصل في إيران، دفع السوريين، وكما جرت العادة، إلى إسقاط “الكليشيات” التي برزت على مدى الحرب في سنواتها التي تقارب الثمان، على ما حصل في إيران.
فقام أحدهم بترجمة لعبارة “أختي كانت تطلع بالليل الساعة 3 وما حدا كان يحاكيها”، وهي الجملة المعروفة التي قالها عفوياً أحد الشبان السوريين مطلع الحرب، وأصبحت “كليشه” سورية تسقط على أي بلد يشهد نزاعاً.
وتحولت أسطورة أطفال درعا إلى أسطورة مشهد، كما بث التلفزيون الإيراني خبر قال فيه إن الايرانيين لم يخرجوا للتظاهر بل خرجوا تعبيراً عن فرحهم بنعمة المطر، وغمز أحدهم بالقول أن صلاة الاستسقاء في سوريا تفيد المحور ككل، وتغيرت الأسماء فزينب الحصيني أضحى اسمها زينب أكبر حصيني، وظهر المعارض مأموني الحمصي مطالباً جماهير نادي وحدتي بالتظاهر، وغيرها من الطليشات السورية بالتخصص.
وقال سوريون بينهم وبين أنفسهم “لعل وعسى الإيرانيين ياخدوا كتف عنا شوي بوسائل الاعلام او بالتدخل الخارجي”، كما قال أحد عناصر الجيش العربي السوري “بس ما يروحوا ياخدونا لعندن لنردلن ياها”.
تلفزيون الخبر