بين قتل “الروسيين” له واعتقال “الأمريكان” له ..قصة البغدادي “ماعم تخلص”
منذ إعلان الروس مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، في قصف لها على الرقة، في حزيران الماضي، وصولاً لإعلان الولايات المتحدة لاعتقاله في العراق، تبقى قصة “الخليفة” معلقة بين تجاذبات الطرفين.
وفي حين يتوارى “الخليفة” عن الأنظار، ولا يعلق التنظيم على أي من أخبار القوتين الكبيرتين في العالم، يواصل مسؤولو الدولتين التشكيك كل برواية الآخر، ودحضها وإثبات كذبها، في سعي محموم لتحقيق نصر معنوي على ما يبدو.
وشكك خبراء روس في صحة التقارير الإعلامية، التي تحدثت عن إلقاء قوات أمريكية القبض على زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، في العراق ونقله إلى سوريا، فيما امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن التعليق على هذه الأخبار.
وكانت صحيفة “يني شفق” التركية أفادت في وقت سابق، نقلاً عن مصادر زعمت أنها سوريّة، بأن أبو بكر البغدادي، “نقل بعد حجزه في العراق إلى القاعدة الأمريكية في رأس العين ومن ثم إلى القاعدة في رميلان بمحافظة الحسكة شمال سوريا”.
كما أعلنت الرئاسة الروسية أن موسكو لا تملك معلومات بشأن احتجاز زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في العراق ونقله إلى قاعدة أمريكية في سوريا.
وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أثناء مؤتمر صحفي عقده في معرض تعليقه على أنباء نشرتها الصحيفة التركية، الذي قال “لا أستطيع التعليق على ما نشرته الصحيفة التركية لأنني لا أعرف المصادر التي تعتمد عليها”.
وفي السياق، امتدح المسؤول الروسي ما أسماه “التعاون الاستخباري بين روسيا والولايات المتحدة”، واصفاً تقديم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لمعلومات استخباراتية، ساهمت في إحباط عمل إرهابي في سان بطرسبورغ الروسية، إلى زملائها الروس بأنه “التنسيق المثالي في مجال مكافحة الإرهاب”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها ترجح مقتل زعيم التنظيم في غارة لها على مدينة الرقة، منتصف حزيران الماضي، تلاه تقارير إعلامية أكدت الرواية الروسية.
فيما يبقى مصير زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي مجهولاً حتى الآن، يبدو أن الدولتين ستواصلان العمل على اعتقاله أو قتله، ولو حتى إعلامياً، حتى تحين اللحظة التي يتكشف فيها مصيره.
يذكر أن “الخليفة” أبو بكر البغدادي كان كشف نفسه للعلن في مرات معدودة، أبرزها في المرة الأولى في الموصل، والتي كان مضطراً لها، حتى يتسنى له أخذ “البيعة” من المناصرين، كون “البيعة” في الشريعة الإسلامية تتطلب وجوباً إظهار الخليفة لنفسه ولشخصيته، أي ألا تكون البيعة لمجهول.
تلفزيون الخبر