بربارة.. القديسة التي اجتمع على حبها أهل اللاذقية مدينةً وريفاً في طقوس مستمرة حتى اليوم
يركض مجد وأخوه وبيدهم ثياب تنكرية سموها “تياب البربارة” … ويطل من أعلى الدرج العم أبو المجد قائلاً “ليش البربارة كانت تلبس هيك؟”.
نحنا حفظنا عيد القديسة بربارة.. هي أصل العيد … بربارة سكنت بمدينة بعبلبك في لبنان أي يا إبني بلبنان…”.
وعن عيد القديّسة بربارة قالت جولي ابراهيم من مدينة اللاذقية “نحتفل كل عام بعيد القديّسة بربارة، وتعلو أصوات الأجراس في الكنائس، ويركض الأطفال بثيابهم التنكرية في الأزقة”.
إنه الثالث من كانون الأول… عيد القديّسة بربارة… عيد حبة القمح التي ماتت وجاءت بسنبلتها المثمرة”.
وشرحت جولي لتلفزيون الخبر “البربارة حساء القمح الذي يرمز لتلك السنبلة التي اختبأت وراءها القديسة بربارة، خوفاً من ظلم أبيها، بعد أن دخل حُب يسوع المسيح قلبها، ورفضت عبادة الأصنام”.
وتضيف “نحن في اللاذقية نقوم بإعداداها وهي من أصناف الحلويات، وفي قرى ريف اللاذقية يحتفلون أيضاً بالبربارة، ويعدون حساءاً ساخناً تضاف إليه اللحوم، ويعتبر طقس سنوي لدى ريف اللاذقية وجبلة، ويقول الناس “اليوم رح ناكل بربارة لأن اليوم عيد البربارة”.
وعن طريقة تحضير البربارة تقول جولي “نقوم بغلي حبات القمح في الماء، ونقوم بإعداداها على شكل حساء سميك الملمس، ثم نضيف جوز الهند والزبيب والجوز واللوز، ليصبح طبق البربارة جاهزاً، ونتبادل أطباق البربارة مع جيراننا، ونحتفل بهذا اليوم كل عام”.
وتكمل “وفي الكنسية نقيم القداس، ونصلّي لأجلها، ونغنّي بعض الأغاني القديمة التي حفظناها عن أجدادنا “هيشلي بربارة والقمح بالكوارة … عرفتا من عينيها ومن لفتت إيديها… هيشلي بربارة والقمح بالكوارة”.
وتكمل “نرتدي ثيابنا العتيقة أحياناً، وأحياناً نتنكر بثياب زاهية الألوان، ونلف رؤوسنا، ونلوّن وجوهنا، كبار وصغار، ونمثل حياة القديّسة البربارة، و كيف هربت من ظلم أبيها، وبعدها يلتقي الصبية والفتيان بالقرب من الفرن، ويتناولون الخبز والعوّامة والمشبك”.
و تقول الرواية القديمة أن “القديّسة بربارة ولدت في أوائل القرن الثالث للمسيح، كان أبوها “ذيوسقورس” وثني غني”.
وكانت ابنته الوحية بربارة جميلة و ذكية، شعر بالخوف عليها، فبنى لها قصر محاط بسور مرتفع، وأتاحت لها وحدتها التأمل و التفكير، وبدأت تبحث عن أسرار الألوهية “.
و كان بين خدمها ناس مسيحيون، أخبروها قصصاً عن الديانة المسيحية و الكتاب المقدّس، و عن بتولية العذراء مريم، فآمنت و تعمّدت، و من ذلك الوقت خصصت بتوليتها للرب على مثال العذراء.
وعندما شعر والدها أنه آن الأوان لزواج ابنته، وبدأ يرسل لها الشبان للزواج، رفضت وقالت له إنها لا تريد الزواج لأنها أصبحت مسيحية ونذرت نفسها ليسوع المسيح.
غضب والدها غضباً شديداً، وأراد قتلها، فهربت، وكاد أن يوقفها، لكنها اختبأت في الحقول وراء سنبلة القمح، وأصبح القمح رمزاً للاحتفال بعيدها”.
وفي اليوم الثاني أخبر والدها الوالي “مركيانوس” أن ابنته أصبحت مسيحية، أرسل الوالي و طلب منها أن تترك المسيحية، و تعود إلي عبادة الأصنام فرفضت، فأمر بجلدها، وعندما شُفيت جروحها، سُئلت كيف شفيتي ؟ فأجابت “إن الذي شفاني هو الرب يسوع المسيح”.
وعندما رفضت عبادة الأصنام طلب والدها من الحاكم أن يقوم هو بقطع رأس ابنته، وافق الوالي، فأخرجها والدها من المدينة و قطع رأسها بضربة من فأسه.
و ذاع صيت القديّسة بربارة بين الناس، و شيّد على اسمها كثير من الكنائس في العالم.
تلفزيون الخبر